جرح الذاكرة
شفيق الإدريسي
فِـي الصَّبـاح الضَّبابـي
تسْبـح ذاكرتِـي
على المَـاء اليابِس
أمشِـي مُسْرعـاً…
داخِـل فجْـوة بَـاردة
والرِّيـحُ يُداعِـبُ نَحافتِـي
مَـع نُـزول قطَـرات النَّدى
تَنعطِـف أحلامِـي
على يَسَـاري
تّبْـدو…
كأنَّـها للتوِّ ترسُـم ظِـلِّي
تركْـتُ بعْـضاً مِـن الوقْت يمشِـي
وبَاتَـتْ أفْكَـاري مُتَزاحِمَـة
علَـى تُخُـوم النِّسيـان،
وقَـدْ كَـان بِوسْعِـي…
انْ أفتَـحَ في جَسَـدْ السَّفينـة
أرْصفةَ العشق والموت
لَـولا أنِّـي…
أدَعُ الأيَّـام تمضِـي
والغُيـوم تمضِـي…
أنا الرَّاقِـد على الحَـصى
حيث لا أمَل يُرجَـى..
* * * *
ماذا لَـو كانت السَّمـاء
مِلْـكَ يَـدي
لَغَدوتُ أملِك مَدائِـناً مَسْـحُورة…
كمَـا لو أنِّـي الكَـوْن كله…!
لا يكْـفِي…
أن يَكُـون بَصَـرُك مُتوهِّجا
كَـي تَـرى فصُـول حياتِك
خَلْـف ستَائِـر الشُّمُـوع
تَلْتَـف حوْلَـك…
مُسترخِيَـة على خيْمَـة الأحْـلام
لا أرغَـبُ…
سِـوى أنْ أكُـون تحّْت الشَّمْـس
وقْـتَ الظَّهيـرة…
فِـي زُرقة الكَائنَـاتِ…
مُسْتسْلِماً ِلأَمواجِ الغَسَـق
أَلتفِـتُ إلـى زاويةٍ من نَافذتِـي
فـأَرى خيطاً مِـن ظلِّـي
يَقتحِـم غرفتِـي
والأشْيَـاء…
*شاعر من المغرب
Comments are closed.