أمريكا تُقتل الأبرياء وتُدّمر البنى التحتية لليمنيين
إدارة التحقيقات:
خلال 3 أسابيع فقط ألحقت أميركا بعدوانها أضرارا بالغة على اليمنيين، وذلك من خلال الغارات الجوية والضربات الصاروخية المكثفة فاقت حتى تلك التي شهدتها مطلع 2024.
وتأتي هذه المجازر الأمريكية في ظل استمرار العدوان على اليمن للأسبوع الرابع على التوالي في محاولة من الولايات المتحدة لثني الشعب اليمني عن مواقفه المناصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية.
ومنذُ الخامس عشر من مارس الماضي، والولايات المتحدة الأمريكية تواصل شن غاراتها على أمانة العاصمة صنعاء، وصعدة، والحديدة وحجة، ما أسفر عن قتلى وجرحى ودمار في منشآت وبنى تحتية.
منزل السهيلي بصنعاء.. ركام يتحدث عن إرهاب أمريكي لا يتوقف
ففي مساء الأحد الفائت، قصف الطيران الأميركي منزلاً في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب بالعاصمة العاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد وإصابة 29 مدنياً، وفقا لوزارة الصحة والبيئة بصنعاء.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، الدكتور أنيس الأصبحي، في تدوينة على حسابه بمنصة (إكس)، أن عدد الشهداء والمصابين جراء غارات العدو الأمريكي مساء الأحد على منزل مواطن في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب في أمانة العاصمة إلى 29 مواطناً، بينهم نساء وأطفال، وهم :(صارم) و(لجين) و(جيداء) و(جلال)، وهم من عائلة الشيخ صالح السهيلي.
لا يخافون قنابل أمريكا
وفي محافظة صعدة، شن الطيران الأمريكي السبت غارات على منزل مواطن بمنطقة حفصين في مديرية سحار، كما قصفت طائراته محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 3 آخرين وأضرار في المنازل وسيارات المواطنين.
وقال أحد المواطنين: “حوالي الساعة 9 بعد صلاة العشاء، قام العدوان الأمريكي البريطاني بضرب هذا المحل، وهو محل للطاقة الشمسية. والحمد لله، كنت موجودًا أنا وأحد العمال والولد، والحمد لله على كل حال سلمنا. وحدثت أضرار بسيطة، ونقول: مهما حصل ومهما كان، لن نتوقف عن دعم غزة لأن أنفسنا أقل من أي شيء نملكه. نحن فداء لغزة ونحن من سيدعم غزة، ونحن معهم حتى لو قُطعنا إربًا إربًا”.
استهداف فعالية عيدية
في موازاة هذا المشهد الدموي، كانت نبرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترتفع إلى مستوى الجنون، قال ساخرا: “لن يغرقوا سفننا مرة أخرى”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نشر السبت 5 أبريل، مقطع فيديو على منصة “إكس”، يُظهر لحظة استهداف زعم أنه تجمع لما أسماهم الحوثيين، قال إنهم كانوا “بصدد التخطيط لتنفيذ هجوم بحري جديد”.
ويُظهر الفيديو، الذي تم تصويره من الجو، عشرات الأشخاص وهم يتجمعون في تشكيل شبه دائري، قبل أن يتعرضوا لغارة أمريكية على إثرها ارتقوا شهداء .
عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، يؤكد أن “نشر الفعل لمشهدِ استهداف فعالية عيدية، هو محاولةٌ للتهرب من مسؤولية الجريمة”.
ولهذا السبب، قال الحوثي أن ترامب قام باستباق النشر من خلال تزوير وصْفِ الحادثة، وقام أيضا بالإنجاز؛ بهَدف مواجهة ضباط ومسؤولي البنتاجون وغيرهم من المقلدين والمقللين من نجاح العدوان الأمريكي على اليمن.
وأعلن أن “أُسلُـوبَ العمل المفضوح، دليل على مكافحة العدو الأمريكي”، معتبرًا “استهدافَ التعاونات العيدية دليلاً على إرهاب أمريكا”، مؤمنًا أنها جريمة إرهابية بفحص لا تفكر في العمل الجماعي إلا إنجازَ الخزي والعار.
وقال: إن “ما تقوم به من قصف واستهداف الأعيان المدنية وغيرها في اليمن هي جرائم حرب مدانة وإرهاب لا مبرر له”، مُضيفاً أن ” العدوان الأمريكي على اليمن إجرام لإسناد الإجرام اليهودي لإبادة غزة؛ ما يؤكّد تشابُهَ قلوبُهم؛ فتشابهت بفعلهم اللامشروعة “.
وخلُص محمد علي الحوثي، إلى القول إن “الجرائم الأمريكية لن تثنيَ الشعبَ اليمنيَ وقواته المسلحةَ عن مواصلة عمليات الإسناد الفلسطيني في غزة، وتصعيدها ضد اليهود وكراهية اليهود ورعاته اليهود والغربيين”.
مزاعم ترامب كاذبة
وفي السياق، نقلت وكالة “سبأ”، عن مصدر وصفته بـ “الخاص” نفيه مزاعم الرئيس الأمريكي ترامب بشأن أن القوات الأمريكية استهدفت اجتماعاً سرياً لقيادات عسكرية كانت تستعد لتنفيذ عمليات بحرية.
وأكد المصدر أن مقطع الفيديو الذي نشره ترامب مدعياً بأنه تجمع لقيادات عسكرية “لم يكن سوى فعالية لزيارة اجتماعية عيدية في محافظة الحديدة”.
وأشار إلى “أن هذه الفعالية تقام مثلها في مختلف المحافظات في كل الأعياد والمناسبات وهذا معروف لدى كل أبناء الشعب اليمني”، نافياً أي علاقة لمن كانوا متواجدين في ذلك التجمع بتنفيذ عمليات القوات المسلحة اليمنية.
واعتبر المصدر الغارة الأمريكية التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى “تعبر عن حجم الإفلاس والفشل الأمريكي في عدوانه على اليمن، وأنها امتداد لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي الأمريكي في غزة.
وأكد أن “هذه الجريمة البشعة لن تسقط بالتقادم، وأن القوات المسلحة اليمنية التي انتصرت لأبناء غزة لن تترك دماء أبناء الشعب اليمني تذهب هدراً “.
لحماية الإبادة “الإسرائيلية”
ومع استمرار وضراوة العدوان الأميركي على اليمن، قال د. مايكل ريكتينوالد، عضو الحزب الليبرالي الأمريكي لـ”ترامب”: “أنتم تشجعون القتل الجماعي للمدنيين لحماية الإبادة “الإسرائيلية”.
وأضاف: السبب الوحيد وراء قصف “الحوثيين” للسفن هو الإبادة الجماعية، توقفوا خلال وقف إطلاق النار الزائف، ولم يستأنفوا إلا بعد انتهاك “إسرائيل” له.
وتابع: “أنتم مقززون، أيها المحافظون الجدد، مدعو الحرب”.
تدمير بنى تحتية
وفي إطار مخططه الإجرامي لم تقتصر غارات العدوان الأمريكي، على البشر فحسب، بل طالت لتدمير المنشآت المدنية والخدمية، من تلك الجرائم على سبيل المثال لا الحصر استهدف الطيران الحربي للمركز الصحي في مديرية وشحة في محافظة حجة ما أدى إلى تدميره بشكل كلي، إمعانا في مضاعفة معاناة الشعب اليمني على خلفية موقفهم المشرف في نصرة غزة.
وفي هذا الصدد، منظمة إغاثية دولية، لم تصمت وذهبت للقول إن الغارات الأمريكية الأخيرة استهدفت أحد المراكز الصحية التي تدعمها في محافظة حجة شمال غربي اليمن.
وأوضحت منظمة “العمل ضد الجوع” في بيان إن الغارات استهدفت مركزا صحيا تدعمه في منطقة حقة بمديرية “وشحة” التابعة لمحافظة حجة.
مؤكدة أن الغارات تسببت بتدمير المركز بالكامل، إضافة إلى إلحاق أضرار بالغة بمدرسة مجاورة للمركز، دون سقوط ضحايا من العاملين.
وبينت المنظمة أن المركز قدم الرعاية الصحية لأكثر من عشرة آلاف طفل وامرأة حامل ومرضعة، منذ مايو من العام الماضي، مشيرة إلى أن تدمير المركز سيُحرم الآلاف من الأطفال والنساء من الخدمات الصحية المنقذة للحياة.
ودعت إلى ضرورة الالتزام بضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
فيما نظمت عدد من المستشفيات والمرافق الصحية في محافظة حجة أمس الأول، وقفات تنديداً بجريمة استهداف العدو الأمريكي للمركز الصحي في وشحة.
واعتبر المشاركون في الوقفات -بمستشفيي المحابشة والشهيد ياسر وثاب والقطاعات الصحية في المحابشة وخيران المحرق وبني قيس وكحلان عفار- جريمة استهداف المركز الصحي في وشحة جريمة حرب مكتملة الأركان ولا يمكن السكوت عنها.
وقفات في حجة تنديداً بجريمة استهداف المركز الصحي في وشحة
وطالبوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لاتخاذ الإجراءات لإيقاف جرائم العدوان الأمريكي ضد الإنسانية والقوانين الدولية التي تحرم استهداف الأعيان المدنية والمرافق الصحية.
داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لكسر الصمت المخزي واتخاذ موقف جاد تجاه غطرسة العدو الأمريكي وما يرتكبه من جرائم.
الحرمان من المياه
كما استهدف الطيران الأمريكي، منشأة حيوية في إحدى قرى مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، بعد ساعات على استهدافه مشروع ومبنى مؤسسة المياه في المديرية نفسها.
وأكدت قناة المسيرة، أن الطيران الأمريكي استهدف، الأربعاء الماضي، خزان المياه في قرية الصنيف بمديرية المنصورية في محافظة الحديدة.
قصف خزان مياه يخدم 50 ألف مواطن في 8 قرى بمحافظة الحديدة
وأوضحت القناة، أن خزان المياه الذي استهدفه الطيران الأمريكي في قرية الصنيف بمديرية المنصورية يخدم 8 قرى ريفية، مضيفةً أن قصف خزان مياه الصنيف ومشروع ومبنى مؤسسة المياه في مديرية المنصورية تسبب في حرمان أكثر من 50 ألف مواطن من المياه.
Comments are closed.