صنعاء تتبنى القضية الفلسطينية وتحمل راية المقاومة
الوحدة:
مثَّل احتضان العاصمة صنعاء لأعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، خلال الأسبوع الجاري، إعلانا رسميا بتبني القضية الفلسطينية وحمل راية المقاومة نيابة عن المحور بأكمله، بل وعن الأمتين العربية والإسلامية.
اهتمام صادق بالقضية الفلسطينية
وقد أشاد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، بالمؤتمر الدولي الثالث بشأن القضية الفلسطينية، وشاركت فيه شخصيات من مختلف القارات.
وأكد على أن المؤتمر جاء برعاية رسمية في إطار الاهتمام الجاد والصادق بالقضية الفلسطينية والمناصرة للشعب الفلسطيني.
ضيوف اليمن المشاركون من مختلف دول العالم، في المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار “لستم وحدكم”، أثنوا على دور اليمن في إسناد غزة ومواجهة الأمريكي والإسرائيلي وصناعة معادلات غير مسبوقة في الصراع مع العدو الصهيوني، باعتبار الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لوقف الغطرسة الأمريكية وردع الكيان الإسرائيلي المجرم، ومواجهة الحرب الإعلامية للأعداء، وصناعة رأي عام دولي داعم للقضية الفلسطينية.
الشعب اليمني يصنع الانتصار
وفي افتتاح المؤتمر أكد عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن قضية فلسطين هي قضية جميع أحرار العالم الذين جاء ممثلوهم والبعض منهم إلى صنعاء ليشاركوا الباحثين اليمنيين والاختصاصيين هذه التظاهرة العلمية الواسعة.
وقال إن “الشعب اليمني استطاع برغم العدوان والحصار أن ينهض ويصنع الانتصار تلو الانتصار من أجل رفعة اليمن والأحرار في الوطن العربي بل وفي العالم أجمع”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني يقوم بدوره المطلوب والمعتاد في ما يخص القضية الفلسطينية بمساهمته في الدفاع عن قطاع غزة وأهله الذين يموتون يوميا بالمئات دون أي ذنب سوى تمسكهم بأرضهم ودفاعهم عن أنفسهم وحقهم في الحياة.
وأشاد بدور المجاهدين الذين يقاتلون ببسالة في كل شبر من أرض في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران. ولفت إلى أن محور المقاومة والجهاد نشأ وقام من أجل إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني وخططهم لتصفية القضية الفلسطينية.
وبين أن هذا المحور الشجاع الصامد وإن تعرض لبعض الانتكاسات ما يزال يتمسك وبقوة بنصرة القضية الفلسطينية وإسناد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الحرة الباسلة بكل ما أوتي من قوة وإمكانات.
المقاومة الجديدة
من جانبه قال رئيس الحكومة العراقية الأسبق، عادل عبد المهدي، إن “اليمنيين طوّروا من أساليب عملياتهم وحصارهم للعدو الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة في تاريخ الصراع”.
وأشاد عبد المهدي بدور اليمن في معركة فلسطين، وخصوصاً دور السيد عبد الملك الحوثي في إدارة المعركة في مختلف المجالات.
وأضاف: لا حل للتسويات السياسية، بل في ما قامت به “طوفان الأقصى” ومعارك تحرير غزة، ومعارك جبهات الإسناد قاطبة، وخاصة جبهة اليمن.
وشدد على أن “عصر الاستفراد بأهلنا في غزة انتهى”، مؤكداً أن معادلة المقاومة الجديدة، ونقل المعركة إلى قلب الكيان الإسرائيلي، هي معادلة ستكسر حصارهم لغزة.
وبين عبد المهدي، أن اسرائيل كيان استعماري استيطاني مدعوم من قوى الطاغوت العالمي ولم تنفع معها تريليونات الدولارات لبناء الجيوش العربية لتقاتل بعضها أو تقاتل شعوبها، لكن لتتوقف أو تنهزم أمام إسرائيل.. وقال “قادة هذه الجيوش معظمهم من متبني مفاهيم وإطارات أنظمة “سايكس بيكو”، والقطريات الضيقة الأفق في مواجهة وحدة الأمة، فاليد العليا كانت دائماً لإسرائيل، وكانت المعارك تجري بعيداً عن مجتمع الكيان وسكانه ومصالحهم الحيوية، فهم لا يتألمون كما نتألم، وأعمال أنظمتنا قادت عملياً لتكريس هذا المفهوم”.
وأكد أن حالة التوتر في المنطقة لن تفضي بحال من الأحوال إلى كسر إرادة المقاومة للشعب الفلسطيني ولن تكسر إرادته الحرة.
وبين أن الموقف اليمني المشرف بالمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه قولًا وعملًا بالرغم من العدوان الأمريكي على البلاد، موقف مقدر ومشكور وفيه رسالة للأمة والمتخاذلين أن الأمة قادرة على إحداث فارق مهم في مواجهة العدو الصهيوني.
أنموذج حي
من جهته اعتبر ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة، أن اليمن يعد الأنموذج الحي للأمة.
وأكد أن اليمن نجح في توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية لتظل قضية الأمة المركزية، وأن العدو الصهيوني عدو الأمة جمعاء، ووقف بحزم أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة.
قبلة الأحرار
فيما أكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” الدكتور أحمد العرامي، أن المؤتمر يعد نواة لتكون العاصمة صنعاء قبلة لكل أحرار العالم، وأن مخرجاته ستكون قابلة للتطبيق على الواقع.
وأشار إلى أن الصراع بين الحق والباطل واضح وجلي.
ونوه بأن معركتي “طوفان الأقصى، و”الفتح الموعود والجهاد المقدس” أجهضتا صفقة القرن ومشاريع التقسيم والتجزئة المسماة بـ”الشرق الأوسط الكبير أو الجديد”.
وقال “نحن في المنطقة العربية نشكو ونعاني من التقسيم والتجزئة وآثار ونتائج ومخرجات مؤتمرات الاستكبار وعلى رأسها المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل بسويسرا عام 1897م، ومؤتمر كامبل بينرمان الذي عقد خلال الفترة 1905 – 1907م، وكان من مخرجاته إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين”.
ضيوف اليمن يثنون على البطولة
بدوه، أشاد حفيد المناضل الأفريقي نيلسون منديلا، زويليفليل منديلا، بدعم القوات المسلحة اليمنية للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.
وعبر منديلا في كلمته خلال المؤتمر، عن “فخره بأهل اليمن وأن نكون ضمن المشاركين في هذا المؤتمر الذي يجمعنا من أنحاء العالم”.
وأشار إلى أن مؤتمرنا الدولي يناقش ركن مهم يتعلق بالقضية الفلسطينية.
أما الصحفي البرازيلي ديب سكوبار، فقد أكد على أن الشعب اليمني جسد البطولة في الدفاع عن غزة.
وأشار إلى أن هذا الموقف نابع من أصالتهم ومبادئهم الحية. وتعهد بالوقوف بكل ما في وسعه لنصرة الشعب الفلسطيني.
فيما قالت الناشطة الإعلامية اللبنانية سندس الأسعد، “جئناكم محملين بكل معاني الإباء والصمود وهيهات لنا أن نهنأ بالعيش وشعب فلسطين يذبحون في غزة و الضفة”.
وشدد كريستوفر عضو المجلس المحلي الامريكي المنتخب عن حقوق الإنسان، أن “اليمن وفلسطين في قلب واحد ويمكننا بالكفاح الشامل هزيمة العدو الإسرائيلي”.
فيما قال النائب في البرلمان الإيرلندي ميك ولاس، إن “ما نراه اليوم في غزة وحشية مفرطة صهيونية استعمارية وامبريالية”.
يأتي ذلك، تزامناً مع إعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف العمليات العسكرية والحصار البحري ضد الكيان الصهيوني، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
Comments are closed.