اليمنيون لـ”أمريكا”: لن يرعبنا عدوانكم وطغيانكم

نجيب علي العصار

الدعم الأمريكي الدائم غير المحدود للكيان الصهيوني العنصري طوال تاريخه ليس مفاجئًا للمراقبين والمتابعين للشأن الأمريكي، فأمريكا تتحدث بلسان الكيان الصهيوني، وتدعمه ماديا بلا حساب، وعسكريا بلا حدود، وترتبط معه بعلاقة متشابكة ليس لها نظير.

ويؤكد مراقبون أن العدوان الأميركي على اليمن يُعدّ اعتداءً غاشمًا وظالمًا، ويأتي في سياق الطغيان الأميركي والعربدة تجاه الأمة.

ولفتوا إلى أن هذا العدوان جاء بعد أن أعلن اليمن موقفه الواضح في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تجويع أهل غزة.

وأشاروا إلى أن الهدف من العدوان هو إيقاف دعم اليمن المتواصل للفلسطينيين في محنتهم.

ناشطون يتساءلون: إذا لم يكن هذا إرهابًا.. فما الذي نسميه إرهاباً؟!

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أجمع مغردون يمنيون وعرب على التنديد بالغارات الأميركية على اليمن.

د. إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قال إن الهجمات الوحشية لواشنطن في اليمن تكشف الوجه الحقيقي للإجرام الأمريكي، الذي لا يكترث بالقوانين الدولية والإنسانية ولا بحقوق الإنسان في هذا العالم.

وأكد الثوابتة، في تغريدة بمنصة “أكس” رصدتها “الوحدة” أن إرادة الشعب اليمني العظيم والشعوب الحرّة؛ ستبقى أقوى من آلة الحرب العدوانية الوحشية، ولن يفلح المعتدون في كسر عزيمة الأحرار.

ودعا المجتمع الدولي الذي صدّع رؤوسنا بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياته ووقف هذا العدوان الهمجي فورًا.

أرواح تزهق

بدورها، كتبت الناشطة العربية منال الدليمي، بصفحتها على منصة “أكس” أن مشاهد ضحايا العدوان الأمريكي على اليمن تنفطر لها القلوب، أطفال مزّقت أجسادهم القنابل، وأرواحٌ بريئة تُزهق!

وتابعت: وأنظمتنا العربية.. صامتة كالقبور، عمياء عن الحق، تائهة في ضلالها.

وتساءلت: “إذا لم يكن هذا إرهابًا.. فما الذي نسميه إرهابًا”؟!

تضرّر محلات المواطنين إثر غارة العدوان الأمريكي على أحياء صنعاء

انتظروا الرد

ومن جهته علق فاضل على الموضوع بالقول “اليمن لن يُهزم، والصواريخ التي تسقط اليوم سيرد عليها بأضعافها، فانتظروا الرد، فهو قادم لا محالة”.

أهداف عدة

وحسب غريب، فإن “قصف أميركا لليمن له عدة أهداف، أولا دعم حرب الإبادة الجارية، ثانيا تعزيز سيطرة أميركا على ممرات الملاحة العالمية وبالذات ممرات البترول، هو يرى في اليمن تحديا موجها له مباشرة وليس لكيان الاحتلال فقط”.

ناشطون: اليمن لن يهزم والهجوم الأميركي هدفه حماية إسرائيل

أضرار مادية

أما المواطن معمر صلاح، فقال لـ”الوحدة”، أن المحلات التجارية ومنازل المواطنين جراء الغارات الأمريكية التي استهدفت منطقة عطان في العاصمة صنعاء، تعرضت لأضرار مادية.

موضحا أن غارات العدوان الأميركي كانت شديدة الانفجار،

مما تسبب في تكسر زجاج المحلات والنوافذ القريبة والبعيدة من الانفجارات في شارع الجزائر وحي عطان.

ضحايا أبرياء

وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت العدوان على اليمن مساء السبت الفائت بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية أنها ستستأنف استهداف السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر،وفيما حلقت الطائرات الأمريكية فوق اليمن، تقصف وتدمر ثم تعود إلى قواعدها، يزعم الأمريكيون إنهم يستهدفون “البنية التحتية العسكرية”، إلا أن العدوان على أرض الواقع استهدف في الواقع أعياناً مدنية ومنشآت خدمية ومنازل آمنة في صنعاء والمحافظات، إذّ أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أنيس الأصبحي، أن 53 شهيدا وأكثر من 100 جريح سقطوا في العدوان الأميركي، معظمهم من الأطفال والنساء.

وزارة الصحة: ارتفاع عدد شهداء وجرحى العدوان الأمريكي إلى 151 بينهم أطفال ونساء

وأوضحت وزارة الصحة والبيئة في بيان، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 53 شهيدًا بينهم خمسة أطفال وامرأتان، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 98 شخصًا بينهم تسعة أطفال وتسع نساء.

وجددت وزارة الصحة، إدانتها للعدوان الأمريكي واستهدافه للأعيان المدنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، معتبرة استهداف طيران العدو الأمريكي للمدنيين والأعيان المدنية جرائم حرب مكتملة الأركان تضاف إلى السجل الأمريكي الإجرامي.

مجزرتين بينهم أطفال

وفي محافظة صعدة، ارتكب العدو الأمريكي مجزرتين راح ضحيتهما مواطنين أغلبهم أطفال ونساء.

وأفاد مصدر محلي بالمحافظة، أن طيران العدو الأمريكي استهدف منزلا سكنيا في منطقة قحزة، راح ضحيتها أسرة مكونة من 28 شخصا بينهم أربعة أطفال وامرأة، تم انتشالها من تحت الإنقاض.

وأشار المصدر إلى أن الطيران الأمريكي ارتكب مجزرة أخرى بحق مواطنين في مديرية ساقين راح ضحيتها شهيد وجريح.

من جهتها، تؤكد الأمم المتحدة سقوط أطفال ضحايا جراء الغارات الجوية الأمريكية على صعدة فجر الأحد الفائت.

وقالت المنظمة الأممية في بيان، أن الغارات الأمريكية أودت بحياة طفلين شمال صعدة تتراوح أعمارهما بين 6 و8 سنوات.

كما أفادت بإصابة طفل آخر، بينما لم يتم تحديد حالة الطفل الرابع الذي كان ضمن الحادث.

وفي هذا السياق، دعت منظمة اليونيسف إلى ضرورة حماية الأطفال والمدنيين في جميع الأوقات، مشددة على أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أرواح المدنيين في مناطق النزاع – حد تعبيرها.

وزارتا الاقتصاد والزراعة تدينان الغارات الأمريكية على المنشآت الصناعية بالحديدة

أدانت وزارتا الاقتصاد والزراعة بحكومة صنعاء، أمس الأول، الغارات الأمريكية على محلج القطن في مديرية زبيد، ومصنع للحديد تابع للقطاع الخاص في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة.

ووفقاً لوكالة “سبأ”، استنكرت وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في بيان صادر عنها الغارات الأمريكية على المنشآت الصناعية بمحافظة الحديدة، واصفة إياها بـ”العمل الإجرامي” الذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية الصناعية والإضرار بالاقتصاد الوطني.

واعتبر البيان قصف محلج القطن في مدينة زبيد وأحد مصانع القطاع الخاص في الصليف بأكثر من 12 غارة، أدت إلى تدميرهما بشكل كامل وسقوط جرحى من العمال والمدنيين، “هو نتيجة لحالة الفشل والانهزام والتخبط التي وصل إليها العدو الأمريكي”.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي وكافة الهيئات الدولية المختصة إلى إدانة هذا العدوان الذي يستهدف البنية الاقتصادية اليمنية والقيام بمسئوليتهم الأخلاقية “بالضغط على العدوان الأمريكي لإيقاف ما يقوم به من تدمير لمقومات الحياة في البلاد”.

من جانبها استنكرت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بصنعاء، الغارات الأمريكية، على محلج القطن في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة.

وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أن الغارات الأمريكية على الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية في اليمن بما فيها ملحج القطن يهدف إلى مضاعفة المعاناة الإنسانية والمعيشية لليمنيين.

واعتبر البيان الغارات “انتهاكاً سافراً وخرقاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية”، منددة بصمت المجتمع الدولي والأممي إزاء الغارات الأمريكية واستهدافها الممنهج للأحياء السكنية والأعيان المدنية في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين.

وحمّلت الوزارة “أمريكا مسؤولية العدوان على الأعيان المدنية باليمن، وما ينتج عنه من أضرار وتدمير وتداعيات على المنشآت ذات الطابع الحيوي والخدمي”، حسب البيان.

في صنعاء والمحافظات.. تظاهرات مليونية تتحدى العدوان الأمريكي

وفي سياق الرد على العدوان الأميركي، أعلنت القوات المسلحة، استهدافها لحاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس هاري” ترومان في البحر الأحمر، يومي الأحد والإثنين، باستخدام صواريخ بالستية وصواريخ كروز بالإضافة إلى مسيرات.

كما خرجت مسيرات شعبية غاضبة في ميدان السبعين بأمانة العاصمة صنعاء، ومحافظات ” صنعاء، تعز، صعدة، الحديدة، ذمار، البيضاء، مارب، والمحويت، وحجة” أمس الأول، تحت شعار “ثابتون مع غزة ونواجه التصعيد الأميركي بالتصعيد”.

وحمل المشاركون في المسيرات الأعلام اليمنية والفلسطينية، ورايات الحرية واللافتات المؤكدة على تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني ونصرة غزة، والمنددة بالعدوان الأمريكي على بلادنا والمؤكدة على الاستعداد لمواجهة العدوان والتصعيد بالتصعيد حتى يرعوى العدو الأمريكي والصهيوني عن غيه.

وردد المحتشدون هتافات منها (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. لن تكونوا وحدكم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم حتى يوم الدين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك)، (لبيناك لبيناك.. واحنا سلاحك في يمناك)، (قل للشر ومن والاه.. نحن رجالُ رسول الله)، (من يتحدانا جئناه.. نحن رجالُ رسول الله)، (لسنا نخشى إلا الله.. نحن رجالُ رسول الله)، (الأمريكي نتحداه.. نحن رجالُ رسول الله)، (والصهيوني نتحداه.. نحن رجالُ رسول الله).

وأكّدت المسيرات المليونية في بيان موقفها الثابت بالوقوف مع “إخواننا في غزة” في مواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم.

وأشار بيان المسيرات، إلى أنّه “نعتز ونفتخر بقرار قائدنا الذي أعلن مهلة 4 أيام لرفع الحصار عن غزة ثم فرض الحصار على سفن كيان الاحتلال”، مضيفاً “لا نقبل أن يكتبنا الله ضمن أمة كغثاء السيل تركت إخوة لها يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها”.

وأكد البيان الاستعداد لمواجهة “كل طغاة الأرض من دون تردد أو خوف وتقديم كل التضحيات في سبيل ذلك”.

كما أعلنت المسيرات الشعبية، “التحرك الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأميركي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة العامة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء”.

تحالف دولي

وكانت الولايات المتحدة شكلت تحالفا بحريا دوليا في ديسمبر 2023، أطلق عليه اسم “عملية حارس الازدهار”.

وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.

ونفذت سفن هذا التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقتها القوات المسلحة باتجاه السفن الإسرائيلية دعما ومساندة ونصرة لغزة.