من يشكل خطورة على الملاحة الدولية؟

الوحدة:

توالت ردود الفعل اليمنية والعربية والدولية المنددة باستمرار العدوان الأمريكي على اليمن، الذي خلف عشرات الشهداء والجرحى، وأثار تساؤلات منطقية متكررة حول من يشكل تهديد فعلي أكثر خطورة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وأمام هذه التساؤلات؛ وردت عديد إجابات في مقدمتها تأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، الأسبوع الجاري، على أن “أمريكا تسعى إلى التأثير على الملاحة الدولية حين تحول البحر إلى ساحة حرب، ومن واجب الدول أن تعرف من الذي يشكل خطورة على الملاحة”.

وهدد الحوثي بأنه في حال “استمر الأمريكيون في عدوانهم على اليمن، سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية، وسيشمل قرارُ الحظر الملاحةَ الأمريكية طالما استمروا في عدوانهم”؛ في إشارة صريحة إلى توسيع نطاق الحظر ليشمل السفن التجارية الأمريكية، إلى جانب السفن الإسرائيلية.

وتعهد بأن “حاملة الطائرات والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفا لنا، وقرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه”؛ في إشارة إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية يو اس إس ترومان.

وشدد على المضي نحو “خطوات تصعيدية أخرى وبسقف عالٍ إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات”.

تطمينات رغم التهديد الفعلي

وفي ذات السياق، طمأن رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، العالم بشأن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

واعتبر عبدالسلام في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، أن الغارات الأمريكية بمثابة عودة لعسكرة البحر الأحمر، وتهديد فعلي للملاحة الدولية في المنطقة.

ونفى صحة ما يدعيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطر  يتهدد الملاحة بمضيق باب المندب، واصفا إياه بأنه بمثابة محاولة لتضليل الرأي العام.

وجدد عبدالسلام تأكيده على أن العمليات اليمنية هي فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي وللضغط عليه لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد انتهاء المهلة التي منحها قائد الثورة للوسطاء.

جاهزية عالية للمعركة البحرية الشاملة

وبشأن المعركة البحرية الشاملة، توعد وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي، بأنه سيتم التعامل مع السفن الصهيونية في مجال العمليات القادمة بما تفرضه متطلبات المعركة البحرية الشاملة.

وجدد التأكيد على جاهزية القوات المسلحة اليمنية لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ.

وبين بأن المستويات الاستخبارية تقصت الحركة الملاحية للسفن الصهيونية وحددت بيانات دقيقة للأهداف الصهيونية.

وشدد على أن قدرات القوات المسلحة كافية لإدارة معارك بحرية طويلة الأمد وبأساليب ستصيب الأعداء بالذهول.

وأضاف: صواريخنا اليوم أكثر دقة وتدميرا وطائراتنا ذات مدى أبعد وتحلق لساعات طويلة وزوارقنا وغواصاتنا ذات تطور عال.

القوات المسلحة تتعهد بالاستمرارية

من جهته، تعهد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، باستهدافِ كافةِ القطعِ الحربيةِ الأمريكيةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي، واستمرار فرضِ الحصارِ البحريِّ على الملاحة الإسرائيليِّة حتى إدخالِ المساعداتِ والاحتياجاتِ الأساسيةِ إلى قطاعِ غزة.

وجدد تأكيده على “أننا لن نتوقف عن استهداف كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربيّ حتى يتوقف العدوان على بلدنا، ومستعدون لمواجهة أيّ تصعيد أمريكيّ أو إسرائيلي خلال الساعات والأيام المقبلة”.

ونوه بأن استمرار الاعتداءات الامريكية على اليمن يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية؛ لكنه حمل “المعتدي الأمريكيّ كافة التداعيات جراء عسكرة البحر الأحمر وتوسيع دائرة المواجهة”.

اعتراف أمريكي بنجاح القوات اليمنية

وإزاء ذلك، فقد أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمنيا، بنجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض حصار بحري شامل على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

واعترف بأنه “مر عام كامل على إبحار أول سفينة تجارية تحمل العلم الأمريكي بسلام عبر السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن، ما أدى لتوقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية”.

وأضاف: “آخر سفينة حربية أمريكية مرت عبر البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، تعرضت لهجوم من اليمن أكثر من اثنتي عشرة مرة”.

وجدد اعترافه بالقدرات الفائقة للقوات المسلحة اليمنية التي أطلقت صواريخ على الطائرات الأمريكية واستهدفت قوات واشنطن وحلفاءنا، وكبدت الاقتصاد الأمريكي والعالمي مليارات الدولارات.

اعتراف صريح بعجز واشنطن

بدورها أقرت النائبة السابقة لمدير المخابرات الأمريكية، بأن فوائد الأنشطة العسكرية الأمريكية ضد اليمن غامضة، فالتجارة الأمريكية لا تعتمد بشكل كبير على طرق الخليج الفارسي، وقد تجنبت السفن التي تحمل العلم الأمريكي البحر الأحمر والمنطقة منذ عام.

وأقرت بأن “حملة البحر الأحمر المتعددة الجنسيات فشلت حتى في جذب الدعم من معظم الحلفاء والشركاء أو تحقيق الهدف المعلن المتمثل في حماية حرية الملاحة، وهذا جعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”.

“الحوثي” يتسبب بتسونامي في “إسرائيل”

ومع إرتفاع حركة الملاحة في الموانئ الإسبانية بسبب أزمة البحر الأحمر؛ وفق وسائل إعلام دولية؛ فقد نقلت صحيفة “غلوبس” العبرية عن رئيس اتحاد المصنعين “الإسرائيليين” رون تومر، قوله إن “الحصار البحري الذي يفرضه “الحوثيون” على حركة الملاحة الإسرائيلية كان من الأسباب التي أدت إلى تسونامي ارتفاع الأسعار في “إسرائيل””.

فيما أقرت مجلة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية، بأن  “الحوثيون” هم المتحكمون الفعليون في البحر الأحمر، وأصبح قرار استئناف أو تعليق صناعة الشحن في هذه المنطقة يعتمد على قراراتهم وإجراءاتهم.

وأكدت أن “قطاعات صناعة الشحن التي أُجبرت على تغيير مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر لا تعتمد على الحراسة البحرية للتحالف الغربي أو المفاوضات الدبلوماسية لتقرر ما إذا كانت ستعود أم لا، ولكنها تنتظر إشارة من “الحوثيون” أنفسهم”.

حرية الملاحة البحرية

ووسط هذه التداعيات التصعيدية، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى “الحرية الكاملة للملاحة في البحر الأحمر”.

وأعرب عن قلق المنظمة الأممية  بشأن هجمات الولايات المتحدة في اليمن، واستمرار التهديدات اليمنية باستئناف الهجمات البحرية.

عدم استقرار المنطقة

وتعليقاً على الهجمات الأمريكية في اليمن، قالت وزارة الخارجية العمانية، إن “الأعمال العسكرية تفاقم معاناة الشعب اليمني وتزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة”.

وحملت جميع الأطراف مسؤولياتها في التهدئة وتجنب مزيد من التصعيد.

ودعت إلى اعتماد الحلول السلمية عبر الحوار والتفاوض، ومعالجة جذور الأزمات من خلال حلول سياسية مستدامة.

Comments are closed.

اهم الاخبار