د.عبد الكريم الوصابي:الدراما الرمضانية.. ساحة تجارب مفتوحة
في ظل الكم الإنتاجي الذي تشهده الدراما الرمضانية، لم تعد القنوات تبحث عن ممثلين موهوبين بقدر ما تبحث عن أي شخص قادر على الوقوف أمام الكاميرا دون أن يخرج عن إطار الصورة.
وهكذا، يتحوّل الموسم الدرامي إلى ساحة تجارب مفتوحة، حيث يتابع المشاهد أعمالا تتأرجح بين الميلودراما المصطنعة والكوميديا غير المقصودة، فيجد نفسه أمام شخصيات تبدو وكأنها تائهة في حبكة لا تدري كيف وُجدت فيها أصلا. ومع ندرة المواهب الحقيقية، لجأت القنوات إلى الحل السهل: توظيف مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الشهرة الرقمية باتت معيارا جديدا للموهبة التمثيلية. وهكذا، لم يعد الأداء التمثيلي يتطلب دراسة أو خبرة، بل يكفي أن يكون “النجم الجديد” صاحب عدد كافٍ من المتابعين ليحصل على دور البطولة.
في هذا المشهد الفوضوي، لم تعد المنافسة قائمة على جودة النصوص أو عمق الأداء، بل على القدرة على إثارة الضحك غير المقصود وإرباك المشاهد بمزيج من التناقضات التي تجعل من الصعب التفريق بين الدراما الحقيقية والاستعراض الهزلي، وبين الإبداع الفني والعبث الإنتاجي، وبين الممثل المحترف ومن جُلب فقط لأنه يجيد التقاط صور جذابة على إنستغرام!
Comments are closed.