البرامج الرمضانية.. محطة لاستلهام الدروس وتحصين النفوس

ما أن يحل رمضان المبارك، إلا وقد تهيأ اليمنيون لهذا الشهر العظيم بأجواء ايمانية عامرة بتلاوة القرآن والصلوات والمحاضرات الدينية، على مستوى كبير وكثيف في مختلف المحافظات والمديريات والأحياء والمساجد والحارات، فيلاحظ الناظر أمامه، حراك روحاني متنوع لا محدود يسير بوتيرة حماسية لدى المواطنين تنشرح لها الصدور، وتشعرك بعظمة هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه فعل الخيرات، وتتنزه الأنفس من الزلات، وتتطهر الأرواح من الذنوب والمعاصي، وتتهذب الأخلاق من النزق.

ولكي نستغل بركة شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بشكل أمثل، لا بد من التفاعل مع البرامج والدروس الرمضانية والفقهية وأعمال التكافل والإحسان، وإخراج الزكاة، وتعزيز قيم التراحم والتسامح، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وحث الناس على تنفيذ مبادرات النظافة المجتمعية.

ومن الواضح ان التجهيزات للبرامج الرمضانية كانت على مستوى عال من قبل الجهات الرسمية والشعبية، حيث سبقت الشهر الفضيل بأشهر استعداداً لاستقباله برحابة إيمانية تعكس الهوية المتجذرة في ذوات اليمنيين، وتعكس مدى حبهم وتمسكهم بدينهم وممارسة طقوسهم بالشكل الذي يرضي الله.

ولا بد أن نصغي بإمعان لما سيقدمه قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي من محاضرات قيمة تخص شؤون حياتنا حاضرها ومستقبلها، لاسيما بعد معركة مقدسة ومباشرة في مناصرة الفلسطينيين في غزة ضد الكيان الصهيوني لمدة 15 شهراً، شارك اليمن في خضمها إذ كان له دور بارز في إيلام العدو بحراً وجواً، ممثلا بقائد الثورة الذي اتخذ القرار الصحيح من منطلق إنساني وعروبي وأخلاقي وديني في مواجهة أعتى ترسانة عسكرية في العالم، ووقف بكل جسارة غير آبه بها، حتى تحقق النصر المبين لإخواننا الفلسطينيين بغزة، وبالتالي فإن من الأهمية بمكان هو التركيز على ما ستتضمن تلك المحاضرات خلال هذا الشهر الكريم، كونها شاملة لكل الشؤون الدينية والسياسية والاقتصادية والزراعية وكذا المحلية والإقليمية والدولية وستكون بمثابة دروس ذات أبعاد مهمة يناقش فيها المشكلات ويضع الحلول لها، فضلا عن البرامج الرمضانية الأخرى التي ستقدم بطرق مختلفة أكانت أفعال في الميدان أو حلقات علم أو الدورات الصيفية أو مبادرات النظافة المجتمعية، وهي أيضاً تصب في المصلحة العامة.

ومن المهم في هذا الشهر الكريم هو الاستيعاب الكامل لما سيلقيه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في محاضراته كونها منظومة متكاملة من النصائح والتوجيهات المهمة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار واقعياً، وليس الاستماع فحسب.

ولا يجب أن تغفل البرامج الرمضانية عن تكريس أدوار الشهداء البطولية والملحمية في تقديم أروع الدروس والصور الفدائية للذود عن حياض الأمة اليمنية والعربية والإسلامية الوطن، ومواجهة الاستبكار العالمي وافشال مخططات الأعداء وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل.

رفع مستوى الخدمات

يشير النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، إلى أهمية البرنامج الرمضاني وما تتضمنه من أنشطة، في أعمال البر والإحسان وتعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد مفتاح على الاهتمام بالبرنامج الرمضاني لهذا العام ومتابعة محاضرات السيد القائد التي تحظى باهتمام من قبل الجميع، خاصة بعد مواقفه المشرفة في نصرة الشعب والقضية الفلسطينية ودعم المقاومة في غزة.

ونوه العلامة مفتاح، بمراحل الأنشطة الرمضانية انطلاقا بما قبلها من مبادرات النظافة المجتمعية، والتأكيد على التفاعل مع الدروس الرمضانية والفقهية وأعمال التكافل والإحسان، وتوعية المجتمع بإخراج الزكاة، مشددًا على ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية في إنجاح الأنشطة والبرامج الرمضانية والدورات الصيفية؛ لتنشئة جيل على التربية الإيمانية والقرآنية.

بدوره أكد وكيل هيئة الزكاة علي السقاف، ضرورة الاهتمام بحشد وتوعية المجتمع بأهمية البرنامج الرمضاني في المساجد والأحياء والمجالس والمنازل، والاستماع لمحاضرات السيد القائد لما لها من أهمية في حياة الناس والعمل بها.

تحصين الأجيال

فيما شدد مسؤول قطاع التربية والتعليم في أمانة العاصمة، عبدالقادر المهدي على أهمية تفاعل الجميع مع البرنامج الرمضاني والاستفادة من دورس ومحاضرات قائد الثورة، والمشاركة في الأنشطة والبرامج المختلفة، وبما يحقق الأهداف والنتائج المرجوّة.. حاثا على الاهتمام بالدورات الصيفية الهادفة إلى تحصين الأبناء من الحرب الناعمة.

محاضرات السيد.. جرعة مفيدة

يقول عبدالله الشريف مدير عام مكتب الإعلام في محافظة مأرب، ان السيد القائد –حفظه الله- يحرص من خلال محاضراته الرمضانية التي يلقيها طوال ليالي الشهر المبارك على تزكية النفوس وتهذيبها وهي جرعة مفيدة لمن يتابعها ويستمع لها بأذان صاغية وكفيلة، بنقل واقع الفرد من حالة التيه والضلال الى نعيم الهدى القرآني والعودة الصادقة الى الله، والمحروم والخاسر من لم يتابع هذه المحاضرات القيمة.

“أن طهرا بيتي”

يقول محافظ صعدة، محمد جابر عوض أن حملة “أن طهرا بيتي” من أعمال الإحسان الكبيرة.. داعيا الجميع التفاعل مع الحملة بروح إيمانية لتنظيف بيوت الله.

وأضاف أن تنظيف وتطهير المساجد، شرف عظيم لمن يقوم به اقتداء بأنبياء الله،.. مؤكدا أن الجميع شركاء في نظافة المساجد، والعناية بها من كل النواحي وضرورة العمل على توفير المستلزمات اللازمة لها من إنارة وصوتيات، وتجهيزها لتكون بالشكل اللائق.

وشدد محافظ صعدة على ضرورة توقير بيوت الله واحترامها والمحافظة على نظافتها ومقتنياتها، حيث لا تقتصر النظافة على صندوق وعمال النظافة.

تعزيز الاستقرار الاجتماعي

يؤكد محافظ محافظة الحديدة عبدالله عطيفي أهمية دور عقال الحارات في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتكاتف الجهود لضمان بيئة مناسبة تواكب الأجواء الروحانية لشهر رمضان وتنفيذ المسؤوليات المشتركة على أكمل وجه تجاه المواطنين والمجتمع.

وأوضح عطيفي أن تهيئة المحافظة لاستقبال الشهر الفضيل مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع، مؤكدا أهمية استمرار عقد اللقاءات التنسيقية مع عقال الحارات لتنفيذ البرامج الرمضانية والأمسيات التي تعزز من التفاعل المجتمعي خلال هذا الشهر الكريم.

من جانبه، أشار وكيل أول لمحافظة الحديدة أحمد البشري، إلى أهمية التعاون بين الأجهزة المحلية وعقال الحارات لتعزيز المسؤولية المشتركة تجاه المجتمع والحفاظ على الأمن والسكينة العامة وضبط الجريمة قبل وقوعها.

وحث العقال على تحفيز دور المبادرات المجتمعية للمشاركة في حملات النظافة والتوعية لرفع المخلفات، وكذا القيام بدورهم في إحياء الأمسيات الثقافية الرمضانية وخطط وبرامج التكافل الاجتماعي.

بدوره، أوضح مدير أمن المحافظة اللواء عزيز الجرادي، أن الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها خلال شهر رمضان لتعزيز الأمن والاستقرار في جميع المديريات، لافتا الى الدور الكبير الذي يعول على العقال للحفاظ على السكينة العامة.

النظافة سلوك حضاري

وفي اطار البرامج الرمضانية، بدأت محافظة عمران حملة النظافة الشاملة والتوعية البيئية بمركز المحافظة والمديريات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك تحت شعار “النظافة التزام إيماني وسلوك حضاري”.

وأكد محافظ محافظة عمران، فيصل جعمان، أهمية الحملة خصوصاً في إيجاد بيئة صحية وتهيئة الأجواء النفسية والروحية خلال الشهر الكريم.

وشدد جمعان على استشعار المسؤولية والالتزام بالنظافة في الأحياء والشوارع والحفاظ عليها كسلوك ديني وحضاري، مشيراً إلى أن الالتزام بالنظافة نابع من الهوية الإيمانية، منوهاً بجهود كافة عمال ومنتسبي صندوق النظافة والتحسين ودورهم في الحفاظ على البيئة.. داعيا كافة المواطنين وقيادة وموظفي الجهات الحكومية والمجالس المحلية والقيادات المجتمعية للتعاون مع فرق النظافة.

أنشطة دينية وتوعوية

وبهدف تعزيز الوعي الديني وترسيخ القيم الإيمانية خلال الشهر الفضيل، أشار علماء وخطباء مديرية السخنة بمحافظة الحديدة إلى أهمية دور العلماء والخطباء في توجيه المجتمع للقيم الفاضلة، وضرورة تكثيف الأنشطة الدينية والتوعوية بما يتناسب مع قدسية الشهر الكريم.

وأكد العلماء والخطباء في لقاء موسع لهم، ضرورة استغلال شهر رمضان لتعزيز القيم الأخلاقية والتراحم بين أفراد المجتمع، لافتين إلى أن المنابر الدينية تقوم بدور رئيسي في تصحيح المفاهيم المغلوطة وبث روح المحبة والإخاء.

وأوضحوا أن اللقاء يهدف لتنسيق الجهود بين الخطباء وتقديم رسائل دينية موحدة تصل إلى مختلف شرائح المجتمع، مؤكدة أن المرحلة تتطلب توحيد الخطاب الديني والتركيز على قيم التسامح والتعاون، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها الوطن.

وأفادت العلماء والخطباء، أن البرنامج الرمضاني للعام الحالي سيتضمن محاضرات توعوية، ودروسًا يومية، وتنظيم حلقات نقاش حول القضايا التي تهم المجتمع في ضوء التعاليم الإسلامية، وأمسيات تعزز الصلة بالله ويحث على الأخلاق الفاضلة ويشجع على العمل الصالح.

وشدد المشاركون في اللقاء على العمل المشترك بين العلماء والخطباء لإيصال رسالة الإسلام السمحة بطريقة تعزز الألفة والتماسك الاجتماعي، مؤكدين ضرورة توسيع نطاق البرامج الدينية لتشمل مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على الشباب، باعتبارهم عماد المستقبل.

تعزيز الأمن الغذائي

وبطريقتها في المشاركة الفاعلة في البرامج الرمضانية، دشنت محافظة ريمة البرنامج الإرشادي الزراعي “المدارس الحقلية للمزارعين” للعام 1446هـ، الذي ينظمه القطاع الزراعي بالمحافظة.

وأكد المحافظ فارس الحباري، أهمية تضافر الجهود والعمل بما يكفل إنجاح البرنامج وتعزيز التوعية بأهمية المدارس الحقلية .. مشددًا على ضرورة التوسع في كافة المحاصيل الزراعة وبما يعزز الأمن الغذائي.

فيما أوضح مسؤول القطاع الزراعي بالمحافظة المهندس إبراهيم التكروري، أن البرنامج الإرشادي يهدف إلى تنمية الوعي المجتمعي وتطوير مهارات المستهدفين والمجتمع في مجال الزراعة والثروة الحيوانية وتحسين الإنتاج.

ولفت إلى أن البرنامج الإرشادي يستهدف 15 مدرسة حقلية في عدد من المديريات، في مجال الثروة الحيوانية وإنتاج محاصيل البن والذرة الشامية وتربية النحل والزنجبيل والكركم والحُمر والفول السوداني والشعير، بما يسهم في تغطية السوق المحلي.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار