المنتخب الوطني يودع بطولة آسيا للشباب مبكراً ويضيع حلم التأهل لكأس العالم
خالد الصايدي
غادر منتخبنا الوطني منافسات بطولة كأس آسيا للشباب المقامة في الصين مبكرا من الدور الأول، وذلك بعد أن تلقى خسارتين قاسيتين أمام منتخبي أوزبكستان (1-0) وإيران (6-0)، ليسدل الستار أيضا على حلم التأهل إلى كأس العالم، حيث تتاهل الفرق الأربع الأولى إلى النهائيات.
الهزائم لم تُخلف وراءها سوى موجة عارمة من الغضب في الشارع الرياضي، الذي ثار ضد الجهاز الفني والإداري وقبلهما اتحاد الكرة، واصفا جميعهم بـ”الفاشلين” رغم التحضيرات الطويلة للمنتخب والتي شملت معسكرات داخلية في صنعاء وخارجية في العراق وقطر، ومباريات ودية عديدة أجريت خلال هذه الفترة.
أفضلية نسبية ولكن خسرنا
في المباراة الافتتاحية امام اوزبكستان، بدأ المنتخب الأوزبكي بالضغط منذ الدقيقة الأولى، وتوجهاته الهجومية أثمرت عن هدف التقدم في الدقيقة 26 عبر قائد الفريق محمد الي أورينبوييف الذي استغل كرة عرضية دقيقة لتسجيل الهدف برأسية قوية .
ورغم السيطرة الأوزبكية في الشوط الأول، برز حارس مرمى منتخبنا أسامة مكرف كأبرز لاعبي الفريق، حيث أنقذ عدة فرص خطيرة كانت كفيلة بتعزيز النتيجة، وفي الشوط الثاني حاول منتخبنا التعويض عبر إدخال تغييرات هجومية شملت محمد البرواني ومحمد العقيلي وعمر الكثيري، ليُظهر الفريق تحسنا ملحوظا في الأداء، ويخلق فرصا واضحة عبر عادل عباس، الذي أضاع كرتين ذهبيتين بعد عرضيات دقيقة من اللاعب مصنوم، بالإضافة إلى فرصة خطيرة لـعمر الكثيري تصدى لها الحارس الأوزبكي ببراعة، لينتهي اللقاء بخسارة منتخبنا بهدف مقابل لا شيء.
طرد مجاني وانهيار جماعي
وتحولت مواجهة إيران في ثاني جولات البطولة إلى كارثة كروية للمنتخب، بدأ منتخبنا الشاب المباراة بقوة وضغط هجومي، وهدد مرمى المنتخب الإيراني بثلاث فرص صريحة في الدقائق العشر الأولى، لكن كل الأحلام تبخرت بعد الطرد المباشر للمدافع سعيد العولقي في الدقيقة 12، وذلك بسبب اعتداءه على لاعب ايراني دون كرة وهو اعتداء ينم عن لامبالاة وعدم استشعار المسؤولية، ليستغل المنتخب الإيراني النقص العددي في صفوف منتخبنا ويسجل هدفين بواسطة اللاعب أبو الفضل زماني في الدقيقتين 26 و34 وأضاف زملاؤه إسماعيل جوليزاده ورضا جانديبور وأبو الفضل زوليخائي ومحمد مقبل (بالخطأ في مرماه) أهدافًا أخرى في الدقائق 42 و45 و46 و72، لتنتهي المباراة بفوزإيران بسداسية نظيفة.
تساؤلات عن جدوى التحضيرات الطويلة
وعلى الرغم من الاستثمار الكبير في التحضير للبطولة عبر معسكرات داخلية وخارجية، إلا أن المحللين لاحظوا فشل الجهاز الفني في تطوير أداء الفريق أو معالجة نقاط الضعف التي ظهرت جليا في المباراتين السابقتين، وعدم قدرته على قراءة متطلبات المباراة أو تعديل التكتيك وفقًا لتطورات اللعب، خصوصا في مباراة إيران التي لم يحسن فيها المدرب البعداني التعامل مع المباراة وكيفية تغيير التكتيك بما يتناسب مع الوضع
اتهامات بالتقصير
ولم تقتصر تداعيات الخسائر على الجانب الرياضي وذلك بالخروج من بطولة آسيا مبكرا، بل تحولت إلى عاصفة نقدية اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، حيث حمل الجمهور الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب محمد البعداني، المسؤولية الكاملة عن الإخفاق، وانصبّت الانتقادات على ضعف الرؤية التكتيكية، واعتماد أساليب بدائية مثل الإفراط في لعب الكرات الطويلة العشوائية، والتي لا تتناسب مع طبيعة المنافسات القارية، فضلا عن غياب الخطط البديلة عند مواجهة مشكلة النقص .
خيبة أمل
وتحوّل الغضب إلى سيل من التعليقات اللاذعة التي عبّرت عن خيبة أمل جيل كامل من المشجعين، بشير سنان كتب بمرارة: “أضعنا أفضل جيل بسبب تحضير سيئ وبيروقراطية قاتلة!”، بينما هاجم مالك الشعراني استمرار الثقة في الجهاز الفني وقال “خسارة بسداسية لم يتوقعها حتى المتشائمين.. السؤال: مَن يتحمل المسؤولية؟”، أما سمير القاسمي فذهب إلى حد وصف المنظومة بـ”الهلامية”، قائلًا: “قصتنا مع المنتخب كفيلم كوميدي.. ننفخ في اللاعبين ثم نتفاجأ بالانهيار!”، في إشارة ساخرة إلى غياب التخطيط.
كما اكد محللون رياضيون أن الأزمة أعمق من مجرد أخطاء لعب، مشيرين إلى أن ثقافة الإدارة الفاشلة هي الجذر الحقيقي للكارثة. فـ”اللاعبون خرجوا إلى الملعب بلا خطة واضحة، وكأنهم في مباراة ودية”، كما علق أحد الخبراء”حتى الكرات الطويلة التي اعتمدوا عليها تُنفَّذ بلا دراسة لمساحات الخصم أو نقاط قوته.. إنها ليست كرة قدم، بل هراء!”.
لقاء مصالحة الجماهير
ويخوض المنتخب اليوم الأربعاء مباراته الثالثة والأخيرة ضد منتخب إندونيسيا المتساوي مع منتخبنا من دون نقاط، وهي مبارة غير هامة ولاتغير في جدول الترتيب بعد حسم المنتخبين الإيراني والاوزبكي بطاقتي التأهل إلى دور الربع النهائي، إلا أن اللقاء يعد فرصة للاعبين لاستعادة جزء من ثقة الجمهور عبر تقديم أداء مشرف، أو تحقيق فوز يخفف من مرارة الخروج المبكر.
Comments are closed.