مساع لاعتماد الريال السعودي بدلاً عن اليمني في المحافظات المحتلة
احتجاجات غاضبة ورافضة للأوضاع المتردية وفساد حكومة "المرتزقة"
الوحدة نيوز/ تشهد المحافظات الجنوبية المحتلة موجات احتجاجية غاضبة منذ أسبوعين نتيجة الاوضاع المعيشة المتردية التي يعيشها المواطنين، في ظل غياب تام للخدمات الأساسية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية، وانقطاع الرواتب عن الموظفين لستة أشهر، وتضخم العملة التي تجاوزت عتبة الـ600 ريال يمني مقابل الريال الواحد السعودي، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ولساعات طويلة، الأمر الذي يهدد حياة المرضى في المستشفيات لاسيما المصابون بالفشل الكلوي بالموت وتعفن جثث الموتى في ثلاجات المستشفيات، وهو ما أكده الناشط السياسي عادل الحسني، أن جثث الموتى في ثلاجة مستشفى الجمهورية بعدن تعفنت جراء توقف التيار الكهربائي، وقد تم إخراج أعداد من الجثث بعد انبعاث روائح كريهة جدا، لافتاً الى أنه لم يتبقَ كرامة لأحد في عدن، فالأحياء يموتون، والموتى يتعفنون، وحبال الحلول طويلة لا تنقذ أحدًا.
جثث الموتى في ثلاجة المستشفى الجمهوري بعدن تعفنت جراء انقطاع الكهرباء
المحتجون في المحافظات الجنوبية المحتلة خاصة في (عدن، ولحج، وأبين، والضالع) نددوا بالسياسات الفاشلة لما يسمى بـ”المجلس الرئاسي” وحكومة المرتزقة التي تمثل أساساً للتدهور المعيشي الحاصل في مدنهم، كونها انعكاس طبيعي لتراكمات الفساد وعدم الاكتراث لمعاناة المواطنين لسنوات، وغياب للرؤى والمعالجات لكل الاختلالات الموجودة في المؤسسات والقطاعات الحكومية، وتركيز جل اهتمامها بمصالحهم الخاصة (في إشارة للمرتزقة في المجلس الرئاسي وحكومة بن مبارك)، واغترابهم لأشهر خارج الوطن، بعيداً عن هموم الشارع الجنوبي والمآسي التي يتجرعونها أبناء تلك المحافظات المحتلة، وفق ما أفاد مواطنون وناشطون حقوقيون في محافظة عدن لـ”الوحدة”.
وقالوا أن حكومة المرتزقة تتعمد تكريس واقع بائس في المحافظات الجنوبية المحتلة، وتتهرب من مسؤوليتها في تقديم الخدمات للمواطنين وتلمس احتياجاتهم، مشيرين إلى أن ما يسمى “المجلس الرئاسي وحكومته” باتوا عبء ثقيل على كاهل أبناء المحافظات الجنوبية، نتيجة حجم الفساد المهول الذي يمارسونه وغياب الشفافية والرقابة على الموارد المالية التي تذهب لأشخاص معينين ورواتب ضخمة بالعملات الصعبة، وتسخير كل الأوعية الايرادية في المحافظات الجنوبية المحتلة من المشتقات النفطية والضرائب والجمارك والجبايات بالإضافة إلى الودائع المالية التي تمنحها السعودية لحكومة لمرتزقة وكل ذلك يصب لصالح أشخاص وجهات تعمل على تحويلها لحساباتها الخاصة وتكوين مشاريع استثمارية تديرها في الخارج.
وأضافوا، أن ما يعيشونه هو نتيجة حتمية افرزتها السياسات المتبعة لدى السعودية والإمارات في المناطق الجنوبية المحتلة لخلق حالة من الانقسام السياسي والمجتمعي والصراع على المصالح الذاتية وصرف الاهتمام عن الاوضاع الاقتصادية الكارثية التي يمر بها أبناء تلك المحافظات.
وأكد المحتجون الاستمرار في الاحتجاجات حتى تنفيذ مطالبهم المشروعة ومحاسبة الفاسدين وتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية وانقاذ العملة من الانهيار المخيف الذي ينعكس سلباً على المواطنين.
وحمل المحتجون السعودية والامارات مسؤولية تدهور الاوضاع التي وصلت إليه المحافظات الجنوبية المحتلة، مطالبة إيها برفع يدها عن ما يسمى بـ”المجلس الرئاسي وحكومة المرتزقة”، وسحب قواتها من مناطقهم، وترك الأمور لليمنيين في المحافظات الجنوبية لتدبر شؤونهم بأنفسهم.
وفي ذات السياق، دفعت حكومة “المرتزقة” نشطائها على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج باعتماد الريال السعودي كعملة رسمية بدلا عن الريال اليمني في المناطق المحتلة، لجس نبض الشارع في المحافظات الجنوبية من جهة، وطرح ذلك كحل لتدهور الريال اليمني مقابل العملات الصعبة، وهو ما اعتبر اقتصاديون محاولة للهروب من الفشل والفساد، مؤكدين أن تلك الدعوات تعكس رغبة جامحة لحكومة “المرتزقة” بالتفريط بالسيادة الوطنية.
وأشاروا إلى أن العملة الوطنية رمز سيادي وما حدث لها خلال السنوات الماضية نتيجة للعبث والفساد.
Comments are closed.