أول رئيس يمني اغتالته أمريكا

الوحدة :

يعد الرئيس الشهيد صالح الصماد، أول رئيس يمني اغتالته أمريكا، بل ومن أوائل من التحقوا بالمسيرة القرآنية منذ انطلاقتها ورافق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته التي ألقاها في منطقة مران، بمديرية حيدان، محافظة صعدة.

تحل هذه الأيام الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد الرئيس والسياسي اليمني البارز صالح الصماد الذي اعتبرها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، “محطة لاستلهام الدروس في القيم الإيمانية والروح الجهادية والعطاء في سبيل الله”.

وأضاف السيد القائد في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد الصماد” نستذكر الشهيد الرئيس صالح الصماد كأخ عزيز وكشهيد من القادة الشهداء بإسهامه الكبير وجهده وجهاده وتقديمه وعطائه وفي دوره”.

وأضاف: “حديثنا عن الشهداء والشهادة هو حديث عن قدسية عطائهم ورفيع منزلتهم عند الله، وهذا محفز كبير للسير في دربهم ومواصلة المشوار في طريقهم، وحينما نستذكر الشهيد الرئيس الصماد نستذكر في شخصيته الفذة مميزات مهمة وملهمة منها وفي مقدمتها التوجه والانطلاقة الإيمانية”.

وأشاد بما تحلى به الشهيد الرئيس الصماد من وعي وثقافة قرآنية في التزامه وتوجهه الإيماني وشعوره بالمسؤولية.

ونوه بالدور البارز للرئيس الصماد في علاقاته وتأثيره الواسع واهتمامه بالشأن العام وعلاقته الطيبة بالناس والمجتمع.

وأضاف: “عندما تبوأ الصماد مسؤوليته كرئيس في مرحلة حساسة جدًا في ذروة العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا لم يتعامل مع موقعه كمنصب بل كمسؤولية”.

كان الشهيد الصماد حلقة وصل بين السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبين المجاهدين في مختلف الجبهات في محافظات صعدة وعمران والجوف وحجة، وكان له دور بارز في التحاور مع المشائخ والوجاهات العسكرية والقبلية أثناء الحروب.

التحق الصماد بالتعليم النظامي حتى تخرج من الثانوية العامة، وواصل تعليمه الجامعي حتى حصل على درجة البكالوريوس، ثم عمل مدرساً في سلك التربية والتعليم، ومنذ صغره التحق بالمدارس العلمية وحفظ القرآن الكريم واستمر في الحصول على العلوم الدينية على يد العلامة مجد الدين المؤيدي الذي كان يقيم في مديريته، من ثم تعلم على يد السيد بدر الدين أمير الدين الحوثي، ومنها ارتبط بالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ليكون أحد رفاقه الاوفياء.

قائد يحتضن الجميع

يقول الدكتور عبدالعزيز بن حبتور عضو المجلس السياسي الأعلى: “عرفنا الصماد عن قرب وكان قائدا يحتضن الجميع وخسارته ليست على اليمن فحسب بل على كل الأمة”.

وأكد بن حبتور في فعالية الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد التي أحيتها حكومة التغيير والبناء، بالعاصمة صنعاء، أن الشهيد الصماد ضحى بدمه وحياته خدمة للشعب ودفاعا عن البلد في مواجهة العدوان.

وأضاف: “البلد الذي قادته شهداء ورئيسه شهيد هو من سينتصر والشعب لن يترك تضحياته ولن يتخلى عن مشروعه ومبادئه”.

حين وصل الصماد الى الرئاسة تعامل بحنكة وشجاعة واستطاع التغلب على المؤامرات وافشال محاولات شق الصف، واستطاع جمع الكلمة بين مختلف القوى الوطنية اليمنية.

كان الشهيد الصماد رجل المرحلة الجدير بالنجاح والتحدي لم يضق صدره يوماً ولم يفقد توازنه حتى في أشد الظروف وأحرجها، وأثبت حكمته وسعة صدره ووطنيته بنهجه التوافقي في كل المواقف والظروف، بل والقائد الوفي للجيش واللجان الشعبية والقوى الأمنية ورمزاً للنظام والقانون والقيم والمبادئ المثلى والهوية اليمنية الإيمانية الجامعة.

تولى الصماد مسؤولية رئاسة المكتب السياسي لأنصار الله بعد العام 2014م، وتم تعيينه مستشاراً سياسياً لرئيس الجمهورية في 24 سبتمبر 2014، وانتخب رئيساً للمجلس السياسي الأعلى في 6 أغسطس 2016 وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب يوم 14 أغسطس 2016.

“يد تحمي ويد تبني”

من جهته تعهد رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد غالب الرهوي، بمواصلة “مشروع الشهيد الرئيس الصماد “يد تحمي ويد تبني” بكل مسؤولية”.

وأضاف: “نستلهم في حكومة التغيير والبناء من شخصية الشهيد الرئيس الصماد ما يعزز فينا روح المسؤولية والإخلاص والتضحية”.

منهجية الصماد

بدوره أعتبر العلامة محمد مفتاح النائب الأول لرئيس حكومة التغيير والبناء، أن “الشهيد الصماد كان يبذل كل ما بوسعه ويبذل جل وقته وجهده مواجها للعدوان وخادماً للشعب”.

ولفت إلى أن الحكومة تستلهم اليوم من منهجية الصماد وشخصيته الفريدة النموذج العملي في كل جوانب بناء الدولة وتحمل المسؤولية.

وأضاف: هذه الذكرى فرصة لاستذكار صاحب الهمة والعزيمة والتوجه الإيماني العملي، الشهيد الرئيس صالح الصماد لاستلهام الدروس من هذه الشخصية العظيمة.

وأكد أن الرئيس صالح الصماد كان مثالا للمسؤول النزيه الصادق، والملتزم بأداء مهامه وواجباته، والمتفاني في خدمة شعبه.

لمع نجم الشهيد الصماد الذي ولد نهاية سبعينات القرن الماضي، في منطقة بني معاذ، بمديرية سحار، في حرب صعدة الثالثة حين فتح جبهة مقاومة في منطقته لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان ليقود مع مجموعة قليلة من المكبرين مواجهات شرسة في المناطق القريبة من مدينة صعدة ما بين المقاش والطلح في سهول قيعان الصعيد الزراعي لتأتي الحرب الرابعة ضارية الهجوم على قرى بني معاذ وما حولها فكان أبو فضل للخصوم بالمرصاد واستطاع افشال كل محاولات السلطة الظالمة بدعم سعودي أمريكي من قهر أبناء بني معاذ وعدد من مناطق مديرية سحار بل وحرر مناطق واسعة في المنطقة.

رجل المسؤولية

أما اللواء قاسم الحمران، قائد كتائب الدعم والإسناد، فقد أكد أن “الرئيس الصماد الذي مثل أنموذجا في إدارة الدولة بحنكة وحكمة واقتدار في مرحلة صعبة، وحاسمة في تاريخ اليمن المعاصر”.

واعتبر الحمران في كلمته التي ألقاها في الفعالية الخطابية التي أقيمت في قاعة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، بمدينة الحديدة، إحياء للذكرى السنوية السابعة للشهيد الرئيس صالح علي الصماد تحت شعار “رجل المسؤولية”، أن “الذكرى السابعة لاستشهاده، فرصة لاستذكار مناقب رمز وطني عاش حياته نزيهاً متواضعاً ووهب نفسه للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله”.

ولفت إلى أن إحياء سنوية الرئيس الشهيد الصماد، تكمن أهميتها في استحضار مواقفه المشهودة في البذل والعطاء والتضحية والفداء.

ونوه بأن دلالات إحياء ذكرى الشهيد الصماد تتجلى في عظمة ما قدمه من نموذج راق وشاهد حقيقي على قيادته لسفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية وتحديات كبيرة، مجسداً رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة.

وأشار إلى أن الشهيد الصماد استطاع أن يحول التحديات إلى نجاحات في فترة قياسية، مثلت فارقاً في أدائه، وهو على قمة هرم السلطة التي لم يراها يوما مغنما ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن، انطلاقاً من ثقافته القرآنية وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعا عمليا.

تحلى الصماد بالروحية الايمانية وعشقه للجهاد والشهادة في سبيل الله وتعظيم مكانة المرابطين في جبهات وميادين الدفاع عن الوطن، واستشعار تضحياتهم، فسعى إليها بكل جوارحه، فلا كرسي رئاسة أغراه عنها ولا مناصب الدنيا غيرته أو أنسته الشهادة؛ وفق الحمران.

وأشاد الحمران بأدوار الشهيد الصماد في توحيد الصف اليمني ومواجهة العدوان بكل الوسائل وما شهدته المؤسسة العسكرية في عهده من نقلة نوعية في التصنيع الحربي التي كان لها عظيم الأثر في تغيير معادلة المواجهة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم والردع ومن الضربات الباليستية الأحادية إلى دفعات موجعة في عمق العدو.

استشهد الرئيس الصماد بمدينة الحديدة في شهر شعبان، يوم الخميس 19 أبريل 2018 إثر 3 غارات إجرامية لقوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على سيارته، باستخدام طائرة “إم كيو9” في رصد تحركاته من ثم استهدافه، ليكون أول رئيس يمني تغتاله أمريكا بالتعاون مع وحدة الاغتيالات في الكيان الصهيوني .

 

 

Comments are closed.