الخلاف مع صنعاء، مهما بلغ حجمه، لا يمكن أن يشكّل مبرراً للصمت أو الابتهاج بضرب العاصمة من قبل الكيان الصهيوني. فهذا موقف يتجاوز الخلاف السياسي أو المذهبي، ليصل إلى التخلي عن الوطن في لحظة يحتاج فيها إلى التكاتف والاصطفاف.
نحن كيمنيين قد نختلف في رؤانا وتوجهاتنا السياسية والمذهبية، وهذا أمر طبيعي ومقبول في بلد يجيز التعددية الفكرية والسياسية. لكن أن يصل بنا الخلاف حد تأييد استهداف وطننا وتدميره على يد عدو خارجي، فهذا أمر لا يليق بأبناء هذا الوطن مهما كانت المبررات.
صراعاتنا الداخلية، رغم مرارتها، تبقى مقدرة علينا كجزء من واقع بلد متعدد الأطياف. لكن الواجب الأخلاقي والوطني يفرض علينا السمو فوق هذه الخلافات عندما يتعرض الوطن لخطر خارجي. فما جدوى السياسة والأيديولوجيات إذا لم تكن أولويتها حماية الوطن والانتماء إليه؟ وما قيمة أي توجه إذا لم يكن هدفه الأول هو الدفاع عن الأرض وتقديم التضحيات من أجلها؟
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى وقفة مشتركة تتجاوز الانقسامات، لأن الأوطان تُبنى بالتضحيات والتكاتف، لا بالخلافات والشماتة.