وكالات:
بعد ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان؛ بدأ جيش الاحتلال خروقاته للاتفاق والتي استمرت حتى اليوم الأربعاء، وهو ما يضع علامات استفهام على إمكانية انهيار وقف إطلاق النار والعودة للتصعيد مجددا على الجبهة الشمالية.
عشرات الخروقات التي استهدف خلالها جيش الاحتلال المدنيين والمناطق اللبنانية في الجنوب، والتي أدت إلى ارتقاء عدد من اللبنانيين وتسببت كذلك بأضرار مادية.
وهذه الخروقات، تأتي في ظل التأخير في تشكيل اللجنة الخماسية، التي أكدت وسائل إعلام أنها ستجتمع بغضون 48 ساعة برئاسة الجنرال الأمريكي جاسبر جيفيرز، كما ستلتقي بممثلين عن لبنان واليونيفيل وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة.
يأتي ذلك، بينما شهدت سماء بنت جبيل وعيناثا جنوبا تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، فيما أطلق جنود إسرائيليون النار باتجاه فريق من عناصر مكتب استخبارات الناقورة وبحرية الجيش اللبناني والأمن العام الذين كانوا يتفقدون مرفأ الناقورة.
وتم رصد توغل قوة إسرائيلية مؤللة معززة بدبابات ميركافا إلى أحياء داخل بلدة يارون بالتزامن مع تحرك لقوات الاحتلال داخل مارون الرأس وتمشيط بالأسلحة الرشاشة المتوسطة بشكل متقطع باتجاه مدينة بنت جبيل.
والخروقات الإسرائيلية هذه؛ أصدرت على خلفيتها المقاومة الإسلامية في لبنان بيانا، قالت فيه إنه “على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة”.
واختتمت بيانها الذي يعتبر الأول من نوعه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار فجر الأربعاء الماضي بـ “وقد أُعذِر من أَنذر”.
ويأتي رد المقاومة المعلن هذا، ليؤكد أن الحزب قد يرد على أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار خاصة في حال استمرت هذه الخروقات.
وتشير التقديرات، إلى أن الخروقات الإسرائيلية الحالية، يمكن باحتمالات منخفضة جدا أن تؤدي لانهيار وقف إطلاق النار، مع التأكيد على الهدف الإسرائيلي من هذه الخروقات هو محاولة فرض وقائع معينة لطمأنة المستوطنين بقدرته “إسرائيل” على فرض “الأمن” في المستوطنات شمال فلسطين المحتلة، التي أكد مستوطنوها أن شعورهم بالأمن انعدم بعد التصعيد الأخير، حيث تأتي الخروقات الإسرائيلية متعمدة، تحاول من خلالها “إسرائيل” فرض واقع عسكري في لبنان.
كما أنه من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي استمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار في محاولة للحفاظ على أمن مستوطناتها الشمالية المقامة على أراضي الفلسطينيين، كما أن الولايات المتحدة تعمل على تجنب تصعيد جديد في المنطقة.
وفي السياق، اعتبر وزير العمل اللبناني، أن هذه الخروقات تعني أن العدو يعيد جمع بنوك أهداف فالمعركة العسكرية ليست لحظة إطلاق النار، وإنما الاستطلاع فعل عسكري، فتل أبيب منذ العام 2006 وحتى معركة “أولي البأس” قامت بـ 39000 خرق بري وبحري وجوي، وهذا يعني أنها كانت تجهز لهذه المعركة التي شنتها على لبنان”.
وكشف وزير العمل اللبناني، مصطفى بيرم، أنه يوم 27 سبتمبر 2024 وافق لبنان ومعه المقاومة على مشروع قدمته فرنسا والولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بشكل متزامن في لبنان وغزة وهذا يعني أن لبنان أنهت سياسيا المرحلة الأولى “لأننا حققنا هدف وقف الحرب في لبنان وغزة ودمجنا الساحتين، لكن نتنياهو ومن داخل الأمم المتحدة وبطريقة غير متوقعة وغادرة وفاجرة وحاقدة، اتّخذ قرارا باغتيال الأمين العام حسن نصر الله بصواريخ تزن 83 طنا”.
ومن جانبه، كشف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بالأمس، عن نواياه من هذه الخروقات، وقال إن ما يجري في لبنان هو وقف إطلاق نار “مؤقت” وليس وقفا للحرب.
وأضاف نتنياهو، أنه سيعمل على عودة الهدوء للمستوطنات الشمالية، مضيفا: “لدينا هدف واضح وهو إعادة المستوطنين وإعادة تأهيل الشمال، و”لن نسمح بالعودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل السادس من أكتوبر 2023، ولن نعود إلى حالة تقبل الإطلاق المتقطع للصواريخ أو الرشقات الصاروخية مهما كانت محدودة”.
واليوم الأربعاء، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي بلغت 4047 شهيدا و16593 جريحا، مفندا الأضرار التي طالت القطاع الصحي والتي أكد أنه كان مستهدفا بصورة مباشرة.
وفي مؤتمر صحافي قال الأبيض إنه “قبل 15 سبتمبر ارتقى في 645 شهيدا و1983 جريحا، وبعد 15 سبتمبر ارتقى 3402 شهداء و14655 جريحا.
وأوضح أن “هذه الأرقام بما توفي لنا من معلومات عبر عدة مصادر، الأرقام الحقيقية أعلى لأن هناك شهداء ولم نعرف بهم ومنهم لا يزال تحت الأنقاض”.