Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالقادر عبدالله سعد: وداعاً عمو حسن

أعتقد أن الأساتذة والزملاء أنصفوا الأستاذ حسن عبدالوارث رحمه الله من الجانب الأدبي كونه شاعرا متميزا، ومن الجانب الصحفي كونه صاحب قلم حر متفرد ومن الرعيل الأول للكتاب الصحفيين في اليمن.
لذا دعوني أخبركم شيئا من ذكرياتي البيضاء مع أستاذي الغالي.
عندما دخل والدي الصحفي عبدالله سعد_ رحمه الله_ في غيبوبة إثر الحادث الحقير الذي تعرض له، حرصت على تسجيل أسماء جميع من اتصل للاطمئنان عليه.
وحين سافرت معه إلى الأردن لاستكمال العلاج بعد ثمانية أيام من الحادث، حرصت على أخذ الأوراق الصفراء الأربع التي دونت فيها الأسماء، لكي أعطيها لوالدي عند خروجه من الغيبوبة.. لكنه لم يخرج منها.. والحمد لله على كل حال.
عدت من السفر وكانت الأوراق ما تزال بجيبي، وبعد مرور فترة بسيطة تساقطت واحدة تلو الأخرى، وسقط جميع من فيها ماعدا اثنين فقط أحدهما كان الأستاذ حسن عبدالوارث.

أصبت بعدها بحالة من الحزن واليأس والقهر.. كرهت مهنة الصحافة والصحفيين، ولسخرية القدر توظفت في الصحيفة الرسمية الأولى في البلد!!
وحين تعين الأستاذ حسن رئيسا لتحرير صحيفة الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة، انتشلني من الحالة التي كنت أمر بها ونقلني إلى الوحدة.
لم يجاملني أبدا وتعامل معي على طريقة شكسبير (ينبغي أن أكون قاسيا كي أكون رحيما) ففي مهنة الصحافة إما أن تكون أو لا تكون… وهذا ما كان..
ففي الوحدة وطوال 12 عاما نقلني من قسم لآخر (الأخبار، التحقيقات، إشراف على صفحات..) وكان لي خير معين، وأشعر بالفخر والاعتزاز لأنني تتلمذت على يديه.
حسن عبد الوارث هذا الإنسان النبيل أدين له بالكثير، ولن أنسى أبدا أفضاله علي، هذا الشهم الأصيل لن أنكر أبدا وقفاته معي في لحظات اليأس ، هذا الوفي النقي كان وما زال لي عونا وسندا.. أبي الثاني الذي احتل مقام أبي المرحوم.. دعمني وشجعني وأزال عني غمامة الاكتئاب والإحباط، هو الأب والأستاذ والصديق.
وأشعر أنني مهما قلت فلن أوفيه حقه، فليس كل ما بداخلنا نستطيع ترجمته بالكلمات.
رحمة الله تغشى الأستاذ حسن.

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share