Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: عن زمن التماهي (العربي) و (العبري)؟!

نحن في زمن من الصعب فيه التفريق بين (العربي) وال (عبري)، زمن تماهت فيه مفردات اللغة وتشابكت حروف تأخر بعضها وتقدم البعض الأخر، في تراجيديا درامية تشرعن لثقافة (الخيانة والارتهان والتبعية) المذلة حد الانبطاح…؟!

تمازج غريب في زمن أكثر غرابة، زمن تتسع قدراته وامكانياته لتحويل (زهور السوسن) إلي (صُبار) و(الكاذي) يتشابه حد التماهي مع أشجار (التين الشوكي)…؟!

هي تراجيديا فنتازيا، دراميتها تخلق من التناقضات مظاهر الانفصام، إنفصام حافل بأطياف الرغبات الذاتية المكبوتة، رغبات أخرجت (ادم وحواء من الجنة) وتتواصل في إثبات ذاتها وتسجيل حضورها في مسارنا الراهن الذي تطغى فيه (العبرية) على (العربية) و تسيطر فيه (شبق الرغبة) على قانون الإصالة الحامل لقواعد الانتماء والهوية..

( عبرية اليوم) تتناغم مع قوانين (السامري) الذي حول (العجل) إلي ( إله يعبد) والقصة تتواصل والحكاية.

في زمننا هذا المحكوم بأشباه البشر المصابين بعقد الشعور بالنقص، بشر ( الكرامة) بمنهجهم سلاح الاغبياء و (السيادة) قوت المغفلين، بشر ديدنهم الانبطاح والعمالة والارتهان، والخيانة هوية تترسخ في وجدانهم وسلوكهم.. بشر ينتمون (للعربية) ولكن بقلوب وعقول ( عبرية) يستمدون منها ( شرعية خلودهم) وبها يتماهون على بعضهم ويتسابقون على كسب ود كهنتها واحبارها ..؟!

زمن ( تأركست) فيه القيم والأخلاقيات والمفاهيم، وفيه طغت القيم المادية على ما دونها من القيم المأثورة التي تتشكل فيها  أطياف الصورة الإيجابية.. زمن يستل (الباطل سيفه) في وجه (سيف الحق) الملطخ باهات المقهورين ودمائهم المسفوكة على جغرافية الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج والمخضب بدماء الحرية والأحرار..!

على ( مضمار) التمازج اللغوي ينتصب عشاق (العبرية)، على شفاههم ترتسم ابتسامات الخيانة وبلغتهم الجديدة يتحدثون عن غباء العرب والعربية، يرتلون مفردات (أبي لهب) يقتبسون من قاموس (أبو جهل) ما تيسر من مفردات التظليل يحاججون بها الأخر، يستدلون ب(حِكمْ العاص ابن وائل) ويستلهمون من (مسيلمة وسجاح) ما يعززوا به _  شرعية رحلة التيه_  وإثبات حقيقة (السراب) الذي أتخذوا منه دليلا لرحلتهم..؟!

بنظرهم وفي زمانهم  لم يعد (القرآن الكريم ) بما فيه من دلائل قطعية ذات قدسية قابلة للركون، وليس في سيرة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وعلى آله، ما يؤكد تحضرهم بل أصبح هناك  (الدين  الإبراهيمي) الجامع لأساطير الباطل ليكرسها كحقائق ترسخ زمن وقيم  ( العبرية) عنوان التقدم الحضاري ومفتاح الولوج إلى مستنقع  ( العالم الحر ) الذي ترعاه وتسوقه أمريكا صاحبة برأة الاختراع لهذا العالم..؟!

من قاموس (السامري) يستنبط_ عرب العبرانية _ شروط الأنتماء ونحو (حائط المبكي) يهرولون يرتلون ترانيم (تلموديه) تعبيرا عن امتنان للزمن والمكان واعترافا أساطير ( الوهم العبري) الذي يستوطن عقول رموز الابتذال في الزمن العربي الاغبر..؟!

في المقابل نجد آخرين يزعمون إنهم يتصدون ويقفون في مواجهة (سيل العبرانية) الجامح ولكن بإنتاج أدوات مواجهة مجبولة بدورها بالأساطير وكأن اقدرانا تحتم علينا أن نواجه الأساطير بمثلها دون الحاجة للعودة لمنطق الوعي، وبين جدلية الفعل ورد الفعل تجد الأمة بكل مقوماتها تغوص في (مستنقع الجدل العبثي) و ( رمال الفوضى) المتحركة..؟!

 

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share