تستعد محافظة حجة لإحياء ذكرى مولد الرحمة المهداة والسراج المنير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورة غير مسبوقة ابتهاجاً بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
واكتست مراكز المحافظة والمديريات باللون الأخضر كما توشحت الشوارع والمآذن والمدارس والقلاع والمرافق الحكومية والخاصة والمحال التجارية والأحياء باللون الأخضر وأضواء الزينة مع اقتراب 12 من ربيع الأول فرحا بذكرى مولد خير البرية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم 1446 هـ.
وتنفرد محافظة حجة عن غيرها من المحافظات بخصوصية منقطعة النظير في إحياء الفعاليات المحمدية بالعديد من ألوان التراث الشعبي الزاخر من منطقة لأخرى لما تتمتع به من تنوع في التضاريس التهامية التي تختلف عنها في المناطق الجبلية.
ويعتبر ابناء محافظة حجة ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محطة إيمانية تجسد حب وارتباط أحفاد الأنصار بالأسوة الحسنة والنعمة المسداة والمعلم والقائد والتأكيد على السير وفق منهجه وسيرته العطرة.
وعد أبناء المحافظة هذا العام العدة للاحتفاء المشرف بالمناسبة العظيمة في الثاني عشر من ربيع الأول في ثلاث ساحات كبرى موزعة في مركز المحافظة ومستبأ وعبس بصورة تليق بمكانة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم في القلوب.
وبدأت المكونات الرسمية والمجتمعية والشعبية بالمحافظة مبكراً الترتيبات للاحتفال بمولد النبي الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم متجاوزة كافة الصعوبات التي أفرزها العدوان والحصار.
وفي هذا الصدد أوضح محافظ المحافظة هلال الصوفي أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال الاستعدادات والتجهيزات لإحياء ذكرى المولد النبوي بفعاليات كبرى وعرس محمدي يليق بمقام ومكانة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبين تخصيص ثلاث ساحات في مركز المحافظة ومستبأ وعبس للاحتفال بمولد النبي الخاتم هذا العام بدلا عن ساحة واحدة لتسهيل مشاركة أبناء المحافظة والتغلب على صعوبات التنقل التي كانوا يواجهونها الأعوام الماضية.
وأوضح أنه تم تشكيل لجان في المديريات للترتيب للفعاليات الاحتفالية وأخرى للتحشيد للفعاليات المركزية والتجهيز لقافلة الرسول الأعظم التي سيتم تقدّيمها من كافة أرجاء المحافظة بمشاركة المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية احتفاءً بالمناسبة الدينية الجليلة.
وأكد حرص أبناء المحافظة على الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بالنبي الخاتم والهوية الإيمانية والسير على المنهج المحمدي ونهج آل البيت وأعلام الهدى والاستمرار في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني بكافة الإمكانات المتاحة.
قرابة عشر سنوات من العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً لم تثن أبناء حجة عن الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، بصورة تعكس قوة الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن استمرار الصمود في وجه العدوان وتسيير قوافل العطاء للمرابطين.
قرابة العام من العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على غزة وارتكاب أبشع الجرائم بحق النساء والأطفال يشكل حافزا لأبناء حجة للخروج الكبير للاحتفاء بمولد المصطفى وفاءاً للرسول الأعظم وتأكيدا على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وحمل راية الإسلام والجهاد في سبيل الله أسوة برسول الله.
وأوضح أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، إسماعيل المهيم، أن اليمنيين يخوضون معركة مصيرية يذودون فيها عن الدين والأرض والعرض والسيادة الوطنية وينتصرون للشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الباسلة.
وأشار إلى أن عزيمة اليمنيين بالاحتفال بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين هذا العام أكثر من الأعوام الماضية لتجديد العهد بتولي الله ورسوله والسير على النهج المحمدي.
ولفت إلى أنه تم إعداد خطط وبرامج مبكرًا للأنشطة والفعاليات الاحتفالية التحضيرية التي تقام يومياً بالمديريات والقرى والعزل والمكاتب التنفيذية استعدادا لرسم لوحة محمدية في الثاني عشر من ربيع الأول في مديرية عبس.
وبين المهيم أن التجهيزات لإقامة مهرجانات محمدية بصورة غير مسبوقة نابع من استشعار المسؤولية في استمرار الرد على أعداء الإسلام بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني الذين يرتكبون أبشع المجازر بحق الأشقاء في غزة وتأكيدا على التمسك بسيد البشرية وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم والسير على منهجه ونهج آل بيته وأعلام الهدى.
ويواكب التجهيز للمشاركة في الفعاليات المركزية زخم رسمي وشعبي يتمثل في عظمة التضحيات التي يسطرها الجيش وسخاء أبناء اليمن في تسيير قوافل العطاء لهم، بما يعزز من صمودهم وثباتهم ورفع معنوياتهم في التصدي لقوى العدوان ونصرة الأقصى.
ويجري العمل على تجهيز قافلة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم للقوات المسلحة اليمنية والصاروخية والبحرية والمرابطين في الثغور احتفاء بالمناسبة الدينية الجليلة.
ونوه وكيل المحافظة لشئون الثقافة والتعبئة، حمود المغربي، بجهود تجهيز قافلة الرسول الأعظم، بما يعكس ارتباط اليمنيين بالنبي الخاتم وحجم تضحيات أبناء المحافظة في الذود عن الدين والعرض والسيادة الوطنية.
ولفت إلى تفاعل أبناء مديريات حجة بمختلف مكوناتهم ومشاربهم في تقديم مختلف أشكال الدعم والإسناد بالمال والرجال والعتاد، انطلاقاً من استشعارهم للمسئولية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والمستضعفين في غزة.
وتتسع دائرة الاحتفال بهذه الذكرى لتشمل الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة، المدارس الحكومية والأهلية والمساجد وفروع الهيئات والمؤسسات والمرافق والأحياء والقرى والعزل.
وتشمل الفعاليات المحمدية ألف و300 مدرسة عبر تنظيم فعاليات إذاعات مدرسية ومحاضرات لترسيخ محبة النبي الأعظم في نفوس الطلاب وتعريفهم بأهمية إحياء ذكرى مولده والتعريف بنهجه وسيرته الزكية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بذكرى مولد خير البرية بما ينسجم مع أهمية هذه المناسبة الدينية ومكانتها في قلوب اليمنيين، لتشمل أيضاً القطاعات الحيوية والخدمية مثل صندوق النظافة ومكاتب الصحة والشباب والإرشاد.
وأوضح المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين، حمزة شرف الدين، أن الصندوق باشر بصورة مبكرة العمل في تركيب الزينة الضوئية والقماشية في الشوارع الرئيسية والجولات وقلعة القاهرة وطلاء الأرصفة والاستعداد لتنفيذ حملات نظافة واسعة بمراكز المحافظة والمديريات.
فيما أشار مدير مكتب الصحة والبيئة، الدكتور أحمد الكحلاني ، إلى أن المكتب يعمل وفق خطة مسبقة للاحتفال بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وتتمثل في تزيين كافة المرافق الصحية في المديريات وتنظيم الفعاليات والأمسيات المتنوعة بالمناسبة الدينية وتنفيذ حملات تشجير لساحات المرافق الصحية.
ولفت إلى إقرار منح تخفيضات في كافة المستشفيات احتفاء بمولد الرسول الكريم وإقامة مخيمات طبية مجانية في عدد من المديريات والاستعداد الكامل لتغطية الفعاليات المركزية الكبرى وتجهيز فرق الإسعاف والفرق الميدانية والعيادات المتنقلة.
من جهته أوضح مدير مكتب الشباب والرياضة، مراد شلي، أن المكتب ينظم عبر فروعه في المديريات بطولات وأنشطة رياضية وشبابية بالتنسيق مع أندية المحافظة والمجالس المحلية في المديريات نصرة للأقصى واحتفاءً بهذه المناسبة لتعزيز ارتباط الشباب بالرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم.