في 29 أغسطس 1987 استشهد الفنان ناجي العلي، بعد 37 يوماً من الغيبوبة التي دخل فيها وحرمت الفقراء واللاجئين والمظلومين من رسوماته التي كانت التعبير الصادق عن “قلب” رجل “تعلق بفلسطين.
أصيب ناجي بعدة رصاصات أطلقها عليه مسلح خلال سيرة في شارع “آيفز”، وسط العاصمة البريطانية لندن، خلال توجهه إلى مكتب جريدة “القبس” الكويتية.
ناجي اللاجئ الذي اقتلعته العصابات الصهيونية من قرية الشجرة، في عام النكبة، كان دائماً يرفع شعار: “اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرّف حاله: ميت”، ومضى في رسوماته الكاريكاتورية التي عبر فيها عن طيف واسع من الجماهير، رغم كل التهديدات التي كان تصله.
من رحم مخيم عين الحلوة ولدت شخصية “حنظلة”، الرمز الذي رافق رسومات ناجي طوال حياته، قال ناجي في إحدى المقابلات عن حنظلة: ” “حسيت إنه هذا رمز ذاتي إلي كابن مخيم حافي ما عندوش استعداد يعني إنه يراوغ بالحقيقة ويقول الحقيقة وما يخسر شيء، وبالتالي يمكن إنه بدأت فيه بتشكيله إنه هذا إله هوية فلسطينية، إنه هذا ابن مخيم، وأخيراً صرت أتعامل معه فكرياً على أساس إنه هذا هويته لا هذا إله هوية قومية، ولما أدركت يعني بالسنوات الأخيرة وعيي تكامل بحدود حسيت إنه هذا إله هوية إنسانية”.
وعن فلسطين كيف يراها، قال: “”رموزي يلي بهمني إنه تصل للناس يعني أنا الواقع مش راضي عنه ولا بأي حال من الحالات مش لأني خسران فلسطين يعني أنا عندي فلسطين قصة كبيرة يعني فلسطين ما هي الوضع الجغرافي تبعها فلسطين عندي رمز صارت قضية لكل شيء بنشده أي إنسان يعني وعملية التحرر والعدالة والديمقراطية”.
بقي ناجي العلي طوال حياته منحازاً إلى فلسطين وشعبنا المشرد، وكان قريباً منهم بجسده وروحه، ولم يكن يهادن في انتقاد أي مسار سياسي يرى فيه ابتعاداً عن العودة إلى فلسطين كاملة، وعاش حنظلة بعده رمزاً لكل المظلومين.
المصدر:” قدس”