عبد المجيد التركي
على معقم الباب
أدق قواقع البرقوق بحجر مستديرة لاستخراج اللوز،
لديَّ علبة كبريت مليئة باللوز المهشم
بارزة في جيبي مثل ساعات الطليان المربوطة بسلسلة ذهبية في صدورهم..
رأيت هذه الساعات حين امتلكنا تلفزيون ناشيونال
ورأيت السناجب التي كانت تكسر الجوز بأسنانها.
لا أحب استدعاء إيطاليا إلى هنا..
أنا جالس على معقم بيتنا في شهارة
أتأمل الحمامة المرسومة على الطمش
فأتساءل: ما علاقتها بالبارود الملفوف تحتها؟
الحمامة المطبوعة في شنابل أبي أجمل.
النوافذ صارت بحجم قواقع البرقوق
اتسعت الرؤية
ابتعدت العين
وعميت كل النوافذ،
لم يعد يعبر من معقم الباب
سوى الريح التي تصفِّر في كل الثقوب
كأنها تؤلف لحناً جديداً.
رحل أجدادي فامتلأت بركة المسجد بالطحالب،
ورحل آبائي فأقفل مسجد (دارة العقبة) أبوابه..
ما زال يحفظ خطواتهم
ويحتفظ بأصواتهم،
ثلاثة أمتار مربعة مساحة المسجد
لكنه يبدو كمعراج..
حتى السماء تبدو قريبة من نافذته الوحيدة.