الخروج المليوني المتكرر والهادر في الساحات اليمنية، المساند للقضية الفلسطينية بالموقف الفريد ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي قام ويقوم منذ السابع من أكتوبر بارتكاب مجازر وإبادة جماعية لأطفال ونساء غزة المحاصرة منذ 17 سنة..
هذا الموقف حرك شعوب العالم الحر وانتقلت المظاهرات للعواصم العربية والغربية والأوروبية، تلت ذلك الضربات المتوالية والموجعة للسفن الإسرائيلية التي تذهب إلى الكيان الإسرائيلي دعماً ومساندة، بما في ذلك البوارج والمدمرات الأمريكية-البريطانية التي قدمت من أعالي البحار لحماية ودعم الكيان المحتل لتأمين وصول الإمدادات العسكرية والاقتصادية وغيرها إليه.. والتي دخلت بصورة مباشرة إلى البحر الأحمر في خطوة استفزازية للشريان المائي الذي يربط الشرق بالغرب، فأصبحت بهذه الأفعال هدفاً للقوات البحرية اليمنية، زاعمة للعالم (بأنها تحمي نفسها) وبذلك فقد منيت تلك البوارج والفرقاطات بهزائم نكراء في باب المندب ووصلت صواريخ ومدمرات الجيش اليمني إلى أم الرشراش “إيلات” وقد فاجأت البحرية اليمنية السفن والبوارج الأمريكية بضربات موجعة وقاسية وجعلت من البحر الأحمر (خطاً أحمر) وأربكت المعتدي والمحتل وجعلته محتاراً في أمره.. وهي رسائل قوية لـ”ثلاثي الشر” ومن لف لفهم، هذه الخطوة اليمنية جاءت بعد أن تم الاعتداء على اليمن من قبل أمريكا وبريطانيا وكان الرد اليمني قاسياً ومزلزلا على المعتدي.
وبحسب تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، (انتهكوا وداسوا على القوانين الأوروبية وأحكامها ومنها قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى حماية حركة الملاحة الدولية.. فلا يوجد أحد خول لأي شخص قصف اليمن).
فالعدوان الانجلو-امريكي السافر هو من اختار المواجهة، وفي نفس السياق يبدو أن إسرائيل لم تنصع لقرار محكمة العدل الدولية، لأن تحركاتها المشبوهة وتصريحاتها الملفقة توحي بأن لدى الكيان ضوءاً أمريكياً بريطانياً أخضر، حتى وإن لجأت جنوب إفريقيا إلى مجلس الأمن الذي هو بيد الفيتو الأمريكي.
لأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ثلاثي مشبع بجرائم الإبادة والقتل وفرض فيتو الأمر الواقع الذي كان بدايته في فيتنام واليابان وأفغانستان والعراق وغيرها… وهو ما يحدث لإخواننا المحاصرين في غزة، ولكن بعد أن تغيرت المعادلة، ستكون النتيجة عكس ما تمضي اليه إسرائيل من الكذب والمغالطات للرأي العام العالمي، حتى وإن حاولت تبييض نفسها من خلال قانون الشذوذ، فإن جرائم الإبادة الشعب الفلسطيني وجنون الأمريكي والبريطاني ومن تحالف معهم، انما قد جرهم للمستنقع اليمني الفلسطيني ومستنقع محور المقاومة بشكل عام.
فبحثهم عن مخرج قد ضاق وقلَّت فرصه بعد أن رمت أمريكا وبريطانيا ثقلهما في البحر الأحمر والحرب على اليمن ضاربتين بالقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط..
فأمام هذا الإجرام والمغامرة سواء ضد فلسطين أو اليمن أو لبنان أو سوريا، انقلبت الموازين وتغيَّرت المعادلة بعد نفاد صبر اليمن وتحذيرات المحللين الذين يقرأون التاريخ بصورة سوية من خلال الواقع والوقائع، لأن التجارب المريرة والصفعات المؤلمة التي تلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا سابقاً من خلال الاستعمار القديم ورحيلهما بصورة مخزية من البلدان المستعمرة سابقا بعد نهب ثرواتها والبسط على الممرات المائية، كما هو ديدنهما لحماية مصالحها الاقتصادية، حتى وإن كان ذلك مجافيا للحقائق ومخالفا للقوانين الدولية وللأعراف الإنسانية، فالتاريخ يعيد نفسه رغم اختلاف المعطيات والأحداث والوقائع وتغير الأمزجة.
فإحياء النازية من جديد مرفوض من قبل الأمريكان والبريطانيين والصهاينة، لأن التفكك والخلافات الداخلية تعصف بـ(مثلث الشر)، فالولايات المتحدة تعاني من التفكك، فتكساس التي تعتبر أرقى وأغنى الولايات الإحدى والخمسين، أعلنت مؤخرا خروجها عن اتحاد الولايات و(إسرائيل) تعاني من الصراعات الحادة داخل منظوماتها، فالمجتمع الإسرائيلي يميل إلى إعادة ما يسمونهم بالمختطفين ونتنياهو يسعى من جهته إلى ارتكاب المذابح والمجازر والإبادة الجماعية، هربا من مصيره المحتوم، فنظام الفصل العنصري في عصرنا الراهن مرفوض والاستمرار في المكابرة سيجر المنطقة إلى حرب كونية ثالثة، سيكون الخاسر فيها ثلاثي الشر ومن يلف لفهم فتتساقط الأوراق ويكتب التاريخ فصولا جديدة في ظل انهيار النظام العالمي الجديد الذي حل محله تعدد الأقطاب، فما هي حسبة النظام الانجلو-امريكي الصهيوني؟ وهل حسب حساب النهاية المتوقعة؟
فصناعة الكوارث في الشرق الأوسط قد جعلت (سكوت رايتر) الضابط الأمريكي السابق يرى بعين الفاحص والمحلل العسكري نتيجة التهور ومردوداته على اقتصاديات وأمن واستقرار الشعوب الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، حيث أقر هزيمة أمريكا أمام اليمن، الأمر الذي سيهزم إسرائيل ويؤدي إلى انسحاب أمريكا وحلفائها من اليمن وسوريا والعراق ولبنان، نتيجة خسارة البحرية الأمريكية والبريطانية أمام حكومة صنعاء في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب، وبسبب الهزيمة ستخسر إسرائيل وستستعيد المقاومة الجليل والجولان.
وبين هزائم ثلاثي الشر، كشفت التليغراف البريطانية نقلاً عن البنتاجون بأن الولايات المتحدة بصدد نشر أسلحة نووية في بريطانيا لمواجهة التهديد الروسي وهكذا هي الحسابات الخاطئة والرهانات الخاسرة للعجوز الأمريكي الصهيوني، أما أذياله فقد كشف تحقيق مرعب للـ» BBC” مؤخرا عن ارتباط الإمارات وعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية والاغتيالات في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة، الأمر الذي دفع بالانتقالي لاقتحام محل لبيع الأدهنة، معتقداً انه مكتب للـ” BBC” البريطانية، وشر البلية ما يضحك.