عانى بايرن ميونخ كثيرًا هذا الموسم، بصورة لم يعتدها عشاقه في السنوات الأخيرة، التي شهدت هيمنة محلية مطلقة على لقب البوندسليجا.
وانتهت هذه السيطرة بصعود صاروخي من باير ليفركوزن، الذي توج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، ليعصف بآمال البافاري ومدربه توماس توخيل، الذي سيرحل بنهاية الموسم الجاري.
ولم يدم بقاء توخيل مع البايرن كثيرًا، حيث تولى المهمة الفنية في النصف الثاني من الموسم الماضي، وقاد الفريق بصعوبة للقب البوندسليجا في الجولة الأخيرة، قبل أن تتحول الأمور معه هذا الموسم.
تذبذب النتائج
بدأ توخيل الموسم الجاري بخسارة السوبر الألماني بثلاثية نظيفة أمام لايبزيج، واستهل بقوة مشوار البوندسليجا بتلقي هزيمة واحدة فقط في أول 16 مباراة، لكنه ودع كأس ألمانيا بهزيمة مفاجئة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أمام ساربروكن.
وبعد تصدر مجموعته بقوة في دوري الأبطال، تلقى هزائم متتالية في الدوري أمام ليفركوزن وبوخوم، في نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، ليبتعد بفارق 8 نقاط عن ليفركوزن المتصدر، مع الوصول إلى الجولة رقم 22.
كما خسر بايرن أمام لاتسيو بهدف دون رد في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، ليتكبد توخيل 10 هزائم في أول 43 مباراة له مع الفريق، وهو الرقم الذي لم يصل إليه المدرب السابق للبافاري جوليان ناجلسمان سوى بعد 84 مباراة، ليتم الإعلان بعدها عن رحيل المدرب بنهاية الموسم.
نتائج البايرن تحسنت بعد ذلك بعض الشيء بتخطي لاتسيو بثلاثية نظيفة والتأهل لربع نهائي الأبطال، وتسجيل 13 هدفًا في جولتين بالبوندسليجا.
لكن تسبب السقوط أمام بوروسيا دورتموند في أول انتصار للأخير على ملعب أليانز أرينا منذ عام 2014، ومن بعدها هايدنهايم، في تأكد عدم تتويج البافاري بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 11 عامًا.
إنهاء العقدة
نجح البايرن في تخطي عقبة آرسنال المتألق في البريميرليج، بالتفوق عليه في ربع نهائي دوري الأبطال بنتيجة (3-2) بمجموع المباراتين.
وتمت الإشادة بتوخيل الذي طبق خطة مرنة اعتمدت على قوة دفاعية في وسط الملعب وعلى الأطراف حرمت المدفعجية من أسلوبهم الخاصة في بناء اللعب.
وأصبح توخيل أول مدرب ألماني يصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال رفقة 3 أندية مختلفة، كما وصل البايرن لأول نصف نهائي له منذ عام 2020.
إحراج البايرن؟
ويأمل توخيل إحراج البايرن من خلال التتويج بلقب دوري الأبطال، وهو اللقب الذي دائمًا ما أمن بقاء المدربين مع أنديتهم.
حدث ذلك مع توخيل نفسه رفقة تشيلسي في 2021 بالتفوق على مانشستر سيتي بهدف دون رد في النهائي، ليتم تجديد تعاقده بعدها حتى عام 2024.
وبالنظر للألفية الجديدة، فلا نجد مدربا رحل عقب التتويج بلقب دوري الأبطال برغبة ناديه، فيما كانت هناك كواليس استثنائية لحالة يوب هاينكس مع بايرن نفسه.
فالفرنسي زين الدين زيدان بعد تتويجه بلقبه الثالث تواليًا في دوري الأبطال في موسم (2017- 2018) أعلن استقالته، مشيرًا إلى حاجة ريال مدريد للتغيير.
ورحل البرتغالي جوزيه مورينيو بعد تتويجه بلقب دوري الأبطال رفقة بورتو (2003- 2004) بعد تلقيه لعرض ضخم من تشيلسي، كما غادر بعد الثلاثية رفقة إنتر في موسم (2009- 2010)، صوب ريال مدريد.
أما هاينكس، فقد قاد البايرن بموسم (2012- 2013) للثلاثية التاريخية، ليرحل بعدها، ويتولى بيب جوارديولا مهمة تدريب البافاري.
لكن تجدر الإشارة إلى أن المدرب الألماني كان قد كشف نيته الاعتزال بعد نهاية الموسم، ما دفع البافاري لإعلان التعاقد مع جوارديولا في منتصف الموسم، وكشفت تقارير وقتها عن ضيق هاينكس من هذا الإعلان المبكر.
وبذلك كان من الصعب التراجع عن صفقة جوارديولا، حتى مع تتويج هاينكس بالثلاثية.
وتراجع هاينكس لاحقا عن قرار الاعتزال، من أجل العودة لتدريب الفريق البافاري في ولاية جديدة.
مطالبات الجماهير
طالب قطاع من جماهير البايرن مع تحسن مستوى الفريق في الآونة الأخيرة، باستمرار توخيل، بجمع عريضة حملت 10,000 توقيع.
لكن الألماني خرج بعدها ليؤكد رحيله، مشيرًا إلى أن تلك العريضة لا يجب أن تمثل أي أولوية ولن يسمح أن يتأثر بها، في ظل رغبته في التركيز على كرة القدم فحسب.
ومن الأمور التي تزعج جماهير البايرن، عدم نجاح الفريق في التعاقد مع الأسماء التي أرادها لخلافة توخيل، على غرار تشابي ألونسو الذي قرر البقاء مع ليفركوزن، وجوليان ناجلسمان الذي جدد عقده مع المنتخب الألماني.
ويبقى الاسم المطروح بقوة الآن هو رالف رانجنيك، الذي لا يملك سجلًا جيدًا مع الأندية الكبرى، حيث درب منها مانشستر يونايتد في موسم (2021- 2022) في فترة قصيرة خلفًا لأولي جونار سولسكاير، ولم ينجح في إنقاذ الفريق وأنهى الموسم في المركز السادس وتعرض بعدها لانتقادات من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفي ظل الخيارات القليلة المتاحة أمام بايرن، يظهر السؤال: هل يتوج توخيل بدوري الأبطال ويحرج إدارة بايرن ميونخ؟