وكالات:
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه، بعد أسابيع من القتال الضاري، بات أكثر من مليوني شخصٍ عالقين في قطاع غزة بكثافته السكانية العالية دون ملاذٍ آمن يلجؤون إليه.
وأطلقت اللجنة نداءً عاجلاً لحماية واحترام أرواح المدنيين، في ظل استمرار “الأعمال العدائية” دون هوادة، وأكدت أن الأولوية الفورية الآن، هي لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الإنسانية، بوسائل من بينها ضمان تمكّن المستشفيات من العمل بأمان.
وقالت، في بيان لها: “يجب كذلك استعادة الخدمات البالغة الأهمية، مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء في غزة فورًا، باعتبارها أولوية لإنقاذ الأرواح”.
وقالت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية: “أشعر بالصدمة إزاء حجم المعاناة الإنسانية التي لا يمكن تحملها، وأدعو أطراف النزاع إلى وقف التصعيد فورًا”.
سبولياريتش: من غير المقبول ألا يجد المدنيون ملاذات آمنة يلجؤون إليها في غزة في ظل هذا القصف المكثف
وأكدت أنه من المؤسف وقوع كل هذه الخسائر المفجعة في أرواح المدنيين، وأضافت: “من غير المقبول ألا يجد المدنيون ملاذات آمنة يلجؤون إليها في غزة في ظل هذا القصف المكثف”.
وأشارت إلى أنه، مع الحصار العسكري المفروض على غزة، “لا يمكن تقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة في الوقت الراهن. يجب ألا يتسامح العالم مع هذا الفشل الذريع”.
وقالت إن على أطراف النزاع، بموجب القانون الإنساني الدولي، الالتزام بتجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية في جميع الأوقات والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وعدم استخدام المدنيين دروعًا بشرية مطلقًا للحيلولة دون مهاجمة أهدافٍ عسكرية. ويجب عليها كذلك ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأكدت رئيسة اللجنة الدولية أنه في ظل حالة الطوارئ الإنسانية المأساوية “تبرز الحاجة الماسة في الوقت الراهن إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني. وتبرز الأهمية الحيوية لتدفق الإغاثة الإنسانية والعاملين بها إلى داخل قطاع غزة دون عوائق، وكذلك القدرة على استعادة الخدمات الأساسية مجددًا. ويتحتّم وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستمرة، ويجب كذلك تمكين عمال الإغاثة من العمل في بيئة آمنة”.
وأشارت إلى أن هناك آلاف العائلات في غزة تنام في ملاجئ مؤقتة، أو تفترش الأرض وتلتحف السماء، وليس معها سوى القليل من الطعام والماء.
سبولياريتش: هذه الجرعة الصغيرة من الإغاثة ليست سوى قطرة في محيط الاحتياجات بالنظر إلى المآسي التي تتكشف فصولها في غزة
وأكدت أن عملية إعادة بناء المنازل المدمرة والبنية التحتية الأساسية تستغرق سنوات، فيما توشك المستشفيات التي لا تزال تعمل على الانهيار بسبب نفاد الإمدادات اللازمة لرعاية هذه الأعداد من المرضى والجرحى، فيما توقفت أيضًا معظم محطات الصرف الصحي عن العمل، وأكدت أن فرقها تبذل قصارى جهدها في غزة لتقديم المساعدات، في هذه الأوضاع الخطيرة، والتي تعمها الفوضى.
وأشارت إلى وصول خبراء من اللجنة الدولية، بينهم فريق جراحي وإمدادات طبية إضافية، وقالت: “لكن هذه الجرعة الصغيرة من الإغاثة ليست سوى قطرة في محيط الاحتياجات بالنظر إلى المآسي التي تتكشف فصولها في غزة”.
وأعلنت أنها ستواصل حوارها مع الأطراف، “بغية إيجاد حلولٍ للمسائل الإنسانية الأكثر إلحاحًا، مثل حماية المدنيين وتقديم المساعدات للجرحى”.
ودعت الدول والمؤسسات الدولية التي لا زال فيها ضمير حي إلى “تجاوز عتبة الإدانة والشجب، باتخاذ موقف تاريخي حاسم بالوقوف ضد الاحتلال ومجازره، إنقاذاً لقيم العدالة وحق الشعوب في الحرية والكرامة وتقرير المصير، وصوناً للسلم والأمن الدوليين”.