وكالات:
دعا عدد من الأخصائيين النفسانيين الآباء إلى حماية أطفالهم وعدم تعريضهم لمشاهد العنف والقتل التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة جراء العدوان الإسرائيلي على أراضيهم.
وحذر الأخصائيون، الذين استقت وكالة الأنباء التونسية آراءهم حول كيفية حماية الأطفال من آثار مشاهد القصف والتقتيل، الذي يواصل جيش الاحتلال ممارسته ضد الفلسطينيين العزّل في قطاع غزة، “إن ما تتضمنه مقاطع الفيديو، المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي أو على شاشات التلفزيون من مشاهد صادمة، لضحايا العدوان الإسرائيلي من شأنه أن يخلف انعكاسات سلبية وخيمة على نفسية الأطفال قد تظهر مخلفاتها حتى ولو بعد سنوات”.
ويأتي هذا التحذير في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يقارب 3 أسابيع، مخلفا الآلاف من الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين.
واعتبرت الأخصائية في علم النفس سنية الشلي “أن تفاعلنا وتأثرنا بالأحداث الواقعة في فلسطين ومتابعتنا اليومية للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة لا يجب أن يجعلنا نغفل عن حماية أطفالنا من الآثار السلبية لتلك الأحداث المؤلمة”.
وأوضحت “من الضروري إبعاد الأطفال عن مشاهدة الأخبار ومقاطع الفيديو وما تحتويه من مشاهد صادمة يتعرض لها أقرانهم في غزة”، مشيرة إلى أن ذلك سينعكس سلبا على نفسية الطفل وسلوكه.
وأوصت بعدم تعريض الأطفال للضغط النفسي بالحديث المتواصل أمامهم عن أحداث الحرب، حتى لا يصابوا بالخوف، وما يترتب عن ذلك من مشاكل منها القلق والتوتر ومشاكل في النوم، كذلك في الإقبال على تناول الطعام، وهو ما قد ينعكس كله على تركيز الطفل في المدرسة.
واعتبرت أن الطريقة الأسلم “هي أن نوضح الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل مبسط دون إرهاق لعقل الطفل ونفسيته”.
واعتبر الباحث والمختص في المسائل النفسية والاجتماعية، أحمد الأبيض، أنه من المهم بالنسبة إلى الآباء توفير الإحاطة النفسية لأطفالهم لفهم حقيقة ما يجري في فلسطين والاعتبار منه.
وقال “يصعب على الآباء حماية أبنائهم من التأثيرات السلبية لمشاهد العنف الدامي والصادم الذي يسلطه الكيان الصهيوني على أبناء غزة، وخاصة منهم الأطفال، باعتبار أن الصور والفيديوهات التي تجسد أحداث هذه الاعتداءات الوحشية غزت كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الساعة” مبينا أنه “يمكن الحد من وطأتها عبر التحاور والنقاش حولها.”
وطالب المختص الآباء بتوضيح ما يجري في فلسطين لأبنائهم باعتماد أفكار بسيطة ودقيقة، مشددا على أن هذه الظروف، على صعوبتها، فهي تعد فرصة ثمينة لتربية الناشئة على الانحياز للقضية الفلسطينية والدفاع عنها بعد الاطلاع على حيثياتها وتاريخها بطريقة تتلاءم تماما مع قدرة الأطفال على الاستيعاب والشريحة العمرية التي ينتمون إليها.
ودعا الدكتور في علوم التربية والمختص في علم النفس أمين سعيد الأولياء إلى “ضرورة سرد الوقائع التاريخية للقضية الفلسطينية بطريقة تتلاءم مع القدرات الذهنية للأطفال”.
وأضاف “لا بد من التركيز في رواية التاريخ على قانون العدل وكيف أنه لا بد للخير أن ينتصر على الشر ولا بد أن يسترجع الفلسطينيون ما سلب منهم”.
وبيّن أنه بالإضافة إلى حماية أطفالنا من هذه المشاهد الصادمة، لا بد من حمايتهم من الشعور بالإهانة والخيبة والانهزام مقابل غرس روح التفاؤل والمحبة لديهم.