وتضمن العدد، الصادر بثوب وإخراج قشيب، عدداً من البحوث والدراسات والمقالات لعدد من كبار الباحثين والمهتمين بالآثار والمخطوطات والنقوش اليمنية القديمة، منها تناوله لقضية بقيت مغيبة لسنوات بل عقوداً، وتتمثل في “العلاقة بين البعثات الأجنبية وآثار اليمن”.
وشمل العدد عروضا وقراءات للعدد من النقوش المسندية، حيث تناول النقش الأول المقدم من الدكتور علي الناشري بحثاً من مَحْرَم بلقيس، فيما قدم الباحث محمد ثابت دراسية أيضا عن محرم بلقيس؛ لأن نقوش مَحْرَم بلقيس صارت في مهب الريح، وتحرص المجلة على دراستها ودعوة الباحثين لدراسة نقوشها حفظاً لها من الضياع .
فيما تناول الباحثان فيصل البارد وعباد الهيال نقوشاً أغلبها من صرواح، من أعمال البعثة الألمانية في اليمن، ومنها ما هو من المتحف الوطني بصنعاء؛ إسهاماً منهما في نشر نصوص ظلت حبيسة المخازن، بينما تناول الباحث علي صوال نقوشاً جديدة من محافظة مأرب .
وفي قسم الدراسة يتناول الباحث إبراهيم الصلوي موضوع له علاقة بالغزو الحبشي لليمن أو مقدمات الغزو الحبشي لليمن، وما يعني به الصراع الديني بين اليهودية والنصرانية في اليمن، فيما تناول الباحث علي سعيد موضوعا عن مسجد الجلاء الذي كان كنيساً يهودياً، ويدرس صلاح الحسيني نماذجا من الفن الصخري من محافظة أبين .
ويشمل هذا العدد عرضين لرسالتي دكتوراه إحداهما عرض لرسالة دكتوراه لمحمد الشرعي عن نقوش جديدة من بلاد الحدأ في ذمار، والأخرى لمحمد العيدروس عن أثر برنامج قائم على زيارة المعالم الأثرية في مادة التاريخ على تنمية تحصيل التلاميذ ووعيهم الأثري في مرحلة التعليم الأساسي، فيما يقدم رياض الفرح دليله الثاني ويخصصه هذه المرة للرسائل العلمية الجامعية (ماجستير ودكتوراه) في حقلي الآثار والتاريخ في بعض الجامعات اليمنية وعلى رأسها جامعة صنعاء .
وأوضح رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بصنعاء، الباحث عباد الهيال، أن هذا الإصدار تناول نقوشاً مسندية جديدة وفق منهجية علمية .. مؤكداً أن مجلة ريدان “تنهج في هذه المرحلة نهجاً جديداً نريد أن يستوعبه الباحثون، من خلال إمكانية نشر أكثر عدد من النقوش الجديدة حتى يكون ذلك بمثابة توثيٍق لها في هذه الظروف التي تعاني فيها اليمن نزيفاً للآثار خاصة النقوش قبل أن تضيع منا بتهريبها خارج البلاد”.
وقال :” نريد أن نرسخ منهاجاً يقوم على تجنب التحليل اللغوي المكرر، وأن يقتصر تحليل الباحثين على المفردات الجديدة؛ فما الجدوى من تحليل كلمات مثل: “هقني” وقد شرحت عشرات إن لم نقل مئات المرات ، مشدداً على ضرورة أن يكون تناول النقوش قائماً على إيراد نص النقش ومن ثم نقل معناه بالعربية المحضة، وتحليل ما يجب تحليله من مفردات ثم تعليقات تلقي ضوء على ما يرد في النقش”.
وطالب الهيال الباحثين بضرورة أن تكون لغتهم لغةً بينةً وأسلوبهم واضحاً، وأن يحرصوا على تقريب موضوعاتهم إلى القراء، أي أن ينزلوا قليلاً إلى مستوى القارئ؛ لأن القارئ هو غايتنا، لا أن يتعالى الباحثون على القراء فتراهم يديرون أبحاثهم وكأنهم يخصون بعضهم بعضاً بها “.