أنس القاضي:
يتناول الباحث في هذا الكتاب من سلسلة إصدارات مركز البحوث والمعلومات بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، مسألة حروب الجيل الخامس كمفهوم نظري حديث في تحليل الصراعات الجيوسياسية الراهنة، وهو مفهوم متناسب مع وقائع الحرب العدوانية على اليمن التي تندرج تحت هذا المفهوم كما توصل إليه البحث.
تُعرّف حروب الجيل الخامس، بأنها “حروب بلا قيود” تهدف إلى هزيمة الخصم وتفجير الدولة من الداخل بالتركيز على إثارة التناقضات والانقسامات المجتمعية وتعميقها. فهي تستهدف المجتمع بشكل أساسي وليس القوات العسكرية للخصم، تقوم باستغلال التناقضات في المجتمع وتعززها وتستخدمها في هدم الدولة،عبر المواجهات العسكرية وغير العسكرية، وبتوظيف مجالات الحروب الاقتصادية والمالية والمعلوماتية والنفسية والفكرية والبيولوجية وغيرها.
يُستنتج من تَتبّع سلوك أطراف تحالف العدوان في اليمن، والتمعّن في الأهداف التي يقصفها والمجالات التي يحارب بها والذرائع التي يطلقها، أن الحرب التي تُشنّ وتدور على وفي اليمن، تنتمي للجيل الخامس من الحروب.
تقوم حروب هذا الجيل على تحالفات واسعة تضم الدول والقوى المسلحة الفاعلة غير النظامية سواء كانت جماعات إرهابية أو أحزاب سياسية أو عصابات الجريمة المنظمة والشركات الأمنية (للمرتزقة)، وغيرها من القوى التي يجمعها هدف مشترك يتمثل في إسقاط الدولة ويختلفون على ما دون ذلك، وهذا ما يتجلّى في طبيعة أطراف تحالف العدوان على اليمن وفي مجالات الاستهداف التي ينشطون فيها.