نكب الشعب الفلسطيني وعانى من الانظمة العربية أكثر من نكبته بإسرائيل، ذلك لان نكبته بإسرائيل هي امتداد طبيعي لنكباته العربية منذ عام النكبة 48 وحتى يومنا هذا.
(1)
دمر الإسرائيليون وطن الفلسطينيين وقتلوا اطفالهم، ونساءهم، وشبابهم، وشيوخهم، ونهبوا بيوتهم، واراضهم، بقوة النار والسلاح منذ الـ 48 وكثير من العرب لا يزالوا يقولون بلا وعي ان الفلسطينيين “باعوا ارضهم”!!
اجبر الكثير من الفلسطينيين على النزوح والمغادرة في تغريبه لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وصمد منهم من صمد، وقاوموا عذابات الموت والتشرد في جبال وسهول ووديان فلسطين.. ولأنهم تعايشوا مع الموت والنار، وحافظوا ببقائهم داخل الـ 48 على هوية الارض قلنا عليهم “خونه” و”متصهينين”.. وهم من يقاوم اليوم، ومن يعتبرهم المحتل سرطانا في جسم دولته المزروعة في جسد الامة، وهم من لا يزال يدافع عما تبقى من كرامة للعرب..!!
سلم الفلسطينيون امرهم وقضيتهم للأنظمة العربية فتآمرت الانظمة عليهم ونفذت بحقهم مذابح دامية في :
- ايلول الاسود (1970)، قتل فيها حوالي خمسة الاف من الفلسطينيين والاردنيين.
- مذبحة مخيم تل الزعتر بلبنان (أغسطس 1976) نفذت فيها إبادة جماعية، طالت أكثر من 35 ألف فلسطيني ولبناني بعد حصار دام شهرا، قطعت فيه عن المخيم الكهرباء، والغذاء والماء والدواء.
- مذبحة صبرا وشاتيلا الاولى (سبتمبر 1982) ، كانت مذبحة مروعة، نفذت بتنسيق قوى لبنانية مع الجيش الاسرائيلي قتل فيها حوالي ثلاثة الف فلسطيني بينهم لبنانيون.
- مذبحة مخيمات صبرا وشاتيلا الثانية (مايو 1985)، نفذت ضد اللاجئين الفلسطينيين، بلغت ضحاياها اكثر من ثلاثة الاف (قتلا وحرقا، وجوعا) بعد حصار لمخيماتهم دام شهرا، اكلوا فيها القطط والكلاب.
- تواصلت المؤامرات العربية على الشعب الفلسطيني العربي وقضيته، بعد ان حاولت بعض الانظمة اختطافها، لتصبح بيدقا بيدها تنفذ إملاءاتها وتوجهاتها.. فضيعوا القضية ببن زحمة الزعامات الخاوية.
(2)
انخرط العرب وعرب النفط بالذات في المؤامرة الجديدة “صفقة القرن” التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية، وتسببت في انتفاشه صهيونية جديدة، نتج عنها الكثير.. فماذا حدث؟!
– تهافت العرب على التطبيع، وأقدموا على خيانة جديدة ضد القضية الفلسطينية.. علق الكاتب الإسرائيلي ران أيدليست على تهافتهم ومباهاة نتنياهو بما انجزه مع الإمارات والبحرين بانه “تطبيع هامشي ولا يساوي قشرة ثوم”.
– أعلن نتنياهو وترامب القدس عاصمة لدولة إسرائيل، ووسعت اسرائيل من تهويد الارض وبناء المستوطنات وواصلت اقتحام الأراضي الفلسطينية.
– أعلنوا اخلاء حي الشيخ جراح من اهله وسكانه في القدس، واقتحموه مرات، وقال عربان التطبيع في الخليج ان “اسرائيل تقاوم الارهاب الفلسطيني”..!!!
– أقدموا على اقتحام المسجد الاقصى وروعوا وعاثوا ولاثوا بداخله وبالمصلين العزل.. وقال المطبعون الجدد “ان اسرائيل تدافع عن نفسها”..!!!
(3)
يواصل الاسرائيليون اليوم قتل أطفال ونساء، وشباب، وشيوخ فلسطين، وبعض العرب يقدمون لإسرائيل دعما لوجستيا واعلاميا، والامارات “العربية” ترسل إلى تل ابيب وفودا أمنية وعسكرية تعرض التعاون والتنسيق لمواجهة ومقاتلة من تسميهم “إرهابيي المقاومة” .. !!!
كذب العرب والمسلمون على الفلسطينيين 75 عاما.. شجب وتنديد، وتهريح وخيانات مفتوحة ومغلقة..
المؤامرة لا تزال مفتوحة ومستمرة.. غير ان الفلسطينيين يقدمون صورا جديدة ومدهشة من المقاومة والانتصار..
تحية لفلسطين يوم تنتفض، ويوم تقاوم، ويوم تنتصر..
وتحية لكل عربي غيور لا تزال القضية حية في ضميره ووجدانه.