وكالات:
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من سماهم الأعداء بمحاولة زعزعة الوضع داخل روسيا، مشيرا إلى أن موسكو لن تسمح لهم بذلك. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة حرب أوكرانيا “فشلا إستراتيجيا” لروسيا، لافتا إلى وحدة الغرب وخسائر موسكو، وفي الأثناء تكثفت الهجمات على الأراضي الروسية مع تصاعد الهجوم الروسي على كييف ومدن أوكرانية عدة بالصواريخ والمسيرات.
وأضاف بوتين في اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي أنه سيتم التعامل مع القضايا التي تتعلق بضمان أمن روسيا الداخلي، مع الأخذ في الاعتبار الجهود التي لا يزال يبذلها من يعملون من أجل إثارة الوضع في الداخل الروسي.
من ناحيته، اعتبر الكرملين أن دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إشارة إلى عدم رغبة كييف في حل الأزمة عن طريق المفاوضات.
وأضاف الكرملين أن روسيا تسعى لضمان أمنها وهذا يقتضي عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وقال إن أي توسيع محتمل للناتو يعد مصدر قلق لسنوات وإن العديد من الدول الأوروبية تتفهم ذلك، على حد قوله.
وأكد الكرملين أن أخذ مصالح روسيا في الاعتبار يعد أولوية لروسيا في التسوية الأوكرانية.
وكان زيلينسكي طالب في خطاب مسائي عقب زيارته لمولدوفا، ومشاركته في القمة الأوروبية السياسية، بتسريع انضمام بلاده إلى الناتو وبضمانات أمنية، وقال إن أوكرانيا لمست دعما قويا من الحلفاء في قمة مولدوفا بشأن الطائرات المقاتلة.
وأكد أن بلاده تعمل على إعداد حلول دفاعية جديدة تشمل الدفاع الجوي والطيران والقوات على الأرض، وأضاف أن بلاده تبذل قصارى جهدها للاقتراب من القرار السياسي للاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بعضوية بلاده.
من جانبه، قال بلينكن في خطاب في هلسنكي إن “العدوان الذي يشنه بوتين على أوكرانيا فشل إستراتيجي، إذ قلل بشكل كبير من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لروسيا وتأثيرها لسنوات قادمة”، مؤكدا أن تكلفة الحرب عصفت باقتصادها.
كما اعتبر بلينكن أن بوتين انتقل إلى سياسة الرعب والتخويف وأجبر مئات الآلاف على مغادرة منازلهم، وأضاف أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا لإثبات التزامها بالدفاع عن حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال إن العقوبات ستؤثر في قدرات روسيا العسكرية.
من ناحيتها، دعت الخارجية الصينية اليوم الجمعة للحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومكافحة الهجمات المسلحة عليها، وأكدت أن استمرار الأزمة الأوكرانية يشكل تحديا خطيرا لسلامة المنشآت النووية الأوكرانية وأمنها.
ضربات روسية
ميدانيا، رفعت السلطات الأوكرانية اليوم الجمعة التحذيرات من الغارات الجوية في معظم أنحاء البلاد، وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في رسالة “هناك انفجارات في المدينة. الدفاعات الجوية تعمل”، مضيفا أن موجة جديدة من الطائرات المسيرة تتجه نحو المدينة.
وقالت السلطات العسكرية في كييف -على تليغرام- إن روسيا أطلقت طائرات مسيرة وصواريخ كروز في الوقت نفسه. وأضافت في بيان “حسب المعلومات المبدئية، رصدت قوات الدفاع الجوي ودمرت أكثر من 30 هدفا جويا من مختلف الأنواع في المجال الجوي فوق كييف وحولها”.
وأمس الخميس قتل 3 أشخاص وأصيب 14 آخرون على الأقل جراء قصف صاروخي روسي على العاصمة الأوكرانية، وفقا لما أعلنته الإدارة الإقليمية لمنطقة كييف.
كما أعلنت الإدارة العسكرية في كييف اندلاع حريق في حي دنيبرو بالمدينة نتيجة سقوط حطام أحد الصواريخ.
من جهتها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدّت في الساعات الماضية 25 هجوما روسيا باتجاهات دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.
وأكدت التصدي لهجمات روسية على محوري ليمان ومارينكا وباتجاه كوبيانسك، لا سيما غرب ماسيوتيفكا في منطقة خاركيف. وقالت إن الغارات الجوية الروسية تواصلت على باخموت وأفدييفكا دون أن يحدث أي تقدم بري في تلك الاتجاهات.
وأعلن حاكم دونيتسك الأوكراني سقوط 3 قتلى و12 جريحا من المدنيين في قصف روسي على المقاطعة.
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم الجمعة إن مجموعة “أحمد” من القوات الخاصة الشيشانية شنت هجوما بالقرب من بلدة مارينكا بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أفادت سلطات خيرسون الأوكرانية اليوم الجمعة بمقتل مدني وإصابة 16 في قصف روسي على المقاطعة الجنوبية.
وقالت إن القوات الروسية قصفت مناطق مأهولة بالسكان خلال الساعات الماضية بأكثر من 300 قذيفة، وأضافت أن الفرق المختصة أجْلت 94 مدنيا من المناطق الأكثر تعرضا للقصف في المقاطعة باتجاه مناطق أكثر أمنا.
في الإطار ذاته، أعلنت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية أن القوات الروسية قصفت مجموعة استطلاع أوكرانية مع كامل عتادها غرب مقاطعة دونيتسك. ونشرت الوكالة صورا قالت إنها تظهر عملية القصف عند جبهة مارينكا جنوب غربي المقاطعة.
في الأثناء، أكدت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية مواصلة قواتها قصف المواقع الروسية على طول جبهتي خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد.
وأضافت القيادة أن الخسائر الروسية على محاور خيرسون وزاباروجيا وأفدييفكا خلال الساعات الماضية اقتربت من سريتين عسكريتين سقط جنودهما بين قتيل وجريح.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته دمرت 4 منظومات صواريخ و5 وحدات مدفعية ومستودعات ذخيرة روسية.
من ناحيتها، قالت وسائل إعلام روسية إن الدفاعات الجوية تتصدى لقصف أوكراني في برديانسك في زاباروجيا.
هجمات واستهداف بيلغورود
في المقابل، أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت عدة مسيرات أوكرانية قرب مدينة كورسك المجاورة للحدود مع أوكرانيا.
وقال رومان ستاروفويت على تليغرام “الليلة أسقط أحد أنظمة الدفاع الجوي طائرات مسيرة أوكرانية عدة قرب كورسك”. وأضاف الحاكم “نطلب من سكان كورسك التزام الهدوء، فالمدينة تحت حماية موثوقة من جيشنا”.
وتعرضت منطقة كورسك الحدودية الروسية منذ بداية الحرب لقصف منتظم من القوات الأوكرانية.
من جهته، أعلن حاكم كالوغا غربي روسيا أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرة أوكرانية فوق إحدى الغابات في المقاطعة.
كما قال القائم بأعمال حاكم منطقة سمولينسك غرب روسيا اليوم إن مسيرتين بعيدتي المدى نفذتا هجوما على بنية تحتية للوقود والطاقة في المنطقة خلال الليل لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو نشوب حريق.
وكذلك أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية، ألكسندر بوغوماز، أن قرية لوماكوفكا الحدودية مع أوكرانيا تعرضت لقصف من القوات الأوكرانية، تسبب بإشعال النيران في مبنى سكني دون وقوع خسائر بشرية.
وأضاف أن الهجوم استهدف بلدتي ديفاسي وبيريسنا قرب عاصمة المنطقة سمولينسك التي تبعد نحو 270 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية، كما قصفت القوات الأوكرانية بلدة سوشاني الحدودية.
وتزايدت وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة الثلاثاء الماضي، إضافة إلى توغل مسلح كبير الأسبوع الماضي في مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.
وقال حاكم بيلغورود الروسية اليوم الجمعة إن شخصين قتلا في قصف أوكراني استهدف مناطق سكنية عدة في المقاطعة كما أوقع عددا من الجرحى. وأفادت سلطات المقاطعة الروسية بوقف حركة القطارات في منطقة شيبيكينو بدءا من 3 يونيو/حزيران بسبب القصف.
كذلك أفادت وسائل إعلام روسية الخميس بإصابة 11 شخصا، بينهم 4 في حالة خطرة، جراء القصف الأوكراني على بيلغورود، في حين أعلن حاكم المقاطعة تفعيل الدفاعات الجوية فوق المنطقة، ونقْل أكثر من 2500 من سكان منطقة شيبكينسكي الحدودية إلى مراكز إيواء مؤقتة.
وقالت موسكو أمس الخميس إنها أحبطت محاولة للقوات الأوكرانية لـ”غزو” منطقة بيلغورود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 70 مقاتلا شاركوا في الهجوم الذي شن بواسطة 5 دبابات و4 مدرعات و7 شاحنات صغيرة، مشيرة إلى إحباط 3 محاولات اختراق، نظمتها تشكيلات أوكرانية وصفتها بالإرهابية، لغزو حدودها الجنوبية في مقاطعة بيلغورود.
وأضافت أن موسكو استخدمت طائرات ومدفعية لصد الهجمات ومنع القوات الأوكرانية من العبور إلى الأراضي الروسية، متحدثة عن مقتل أكثر من 50 مقاتلا أوكرانيا.
وقد وصف ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ما تتعرض له المناطق الروسية من قصف وهجوم بالإرهاب، وقال إنه لا بد من القضاء على من سماهم الإرهابيين وهم نظام كييف ومن يقف وراءه من الأميركيين والأوروبيين، حسب تعبيره.
وفي الإطار ذاته، أعلنت وزارة الداخلية الروسية العثور على مخزن كبير للذخيرة في مقاطعة موسكو واعتقال مشتبه به.
الدعم الأميركي
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن واشنطن مستمرة في دعمها لأوكرانيا والدفاع عنها وعن الديمقراطية في العالم. وأكد أن بلاده حشدت أكثر من 50 دولة لتمكين أوكرانيا من حماية “نفسها وكرامتها وسيادتها”.
وأضاف بايدن، في خطاب ألقاه في حفل تخرج طلبة أكاديمية القوات الجوية الأميركية، أن العالم يشهد تحديات متزايدة نشأت مما وصفه بعدوان روسيا الوحشي على أوكرانيا.
وقال إنه أخبر زيلينسكي أنه يعمل مع شركاء الولايات المتحدة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات من الجيل الرابع، بما في ذلك طائرات “إف-16” (F-16).