الشي الذي يحاول المرتزقة تجاهله وهو ان غياب المشروع الحقيقي والصحيح لما يسمى بإعلان الانفصال غائب تماما ولا يوجد لديهم القدرة على تقديم اي معطيات او مؤشرات لازمة لتحقيق ما يسمى بالانفصال ابرزها ما يتمثل بتوفير الظروف الموضوعية والذاتية للحركة الثورية للتحرير والتي تراجعت كثيرا في المحافظات الجنوبية بعدالعام2017م وبسبب التجربة السيئة والصورة السلبية للإدارة التي قدمها المجلس الانتقالي خلال فترة سيطرته على المحافظات المحتلة والتي خلقت قاعدة شعبية جنوبية رافضة للانفصال، نتيجة ادارك القوى السياسية والاجتماعية والثورية لحقيقة المؤامرة الخبيثة التي تحاك ضد اليمن وبالتالي منع الاحتلال بروز حاضنة سياسية وشعبية لتلك القوى الانفصالية، والتي تحولت اليوم الى قضية التحرير والاستقلال من الاحتلال.
وعلى الرغم من ان المحتل تمكن من تمزيق البنية الاجتماعية واللحمة الوطنية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة والتي بدورها ساهمت في اعاقة مشروع استعادة وحدة الجنوب لقضيته ومظلوميته التي يشكو منها لعقود ونتيجة لذلك استخدم ما يسمى بالمجلس الانتقالي لتمرير مخططه الاجرامية في تدمير النسيج الاجتماعي الجنوبي ودفعه الى ممارسة سلوكياته سيئة كالمناطقية والعنصرية المقيتة والانتهاكات بحق القوى الجنوبية الاخرى وتقديم النموذج السيء للإدارة الامر الذي افقد القضية الجنوبية قيمتها وجعلها محتلة. من قوى خارجية تريد استغلالها ونهب ثرواتها وايضا داخليا عن طريق مرتزقة وبيادق بأيدي ذلك المحتل لتسهيل مهامه ونهبه لثروات ومقدرات اليمن.
لذا فان معطيات الاحداث الجارية اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة الى ان المحتل الاماراتي سعودي وبإيعاز مباشر من قوى الاستكبار العالمي امريكا وبريطانيا واسرائيل يسعون وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة للنيل من وحدة اليمن وتمزيق محافظاته الجنوبية المحتلة بعد فشلهم الذريع في تحقيق اي اهداف لعدوانهم الغاشم على اليمن طيلة 9 سنوات.
ان المساعي الخبيثة والتحركات الخفية للقوى العالمية في اليمن لا تخفى على احد بعد ان شاهد الجميع وصول القوات الاجنبية والغربية للمحافظات المحتلة خلال الاعوام الماضية والعمل على الاستحواذ على اهم المواقع الاستراتيجية الحساسة فيها لضمان سلامتها وتحقيق مصالحها واطماعها عن طريق دعم المليشيات المسلحة والمرتزقة في التوسع والسيطرة في اغلب المحافظات المهمة الغنية بالنفط والغاز حتى يضع المحتل يده عليها ويستفيد من عائداتها لتمويل مخططاته ومشاريعه التقسيمية في اليمن التي تضمن له الحرية في السيطرة على اهم الممرات المائية الدولية المتمثلة بسواحل البحر الاحمر وخليج عدن وباب المندب.
خلاصة:
العدوان والاحتلال يستهدف واليمن واليمنيين كافة وجنوبه قبل شماله، ولذا مخطط الاحتلال اليوم هو مزيد من التمزيق لليمن ابتداء بالجنوب وليس تمرير مشروع الانفصال لان جميع معطيات الواقع تؤكد على ذلك وتؤكد بان ظروف استعادة الدولة في الجنوب(الذي هو مشروع يتناقض بالضرورة مع اهداف العدوان) لم تنضج بعد بل وتراجعت كثيرا عما قبل وان الغاية الحقيقة هي تحويل اليمن الى كنتونات صغيرة وهشة عاجزة عن الوقوف وسهلة الالتهام.
- محافظ محافظة عدن