نجيب علي العصار
“كل يوم نحصل على الوجبة الرمضانية من برنامج إطعام، فلولا تكافلهم لأصبحت حياتي وأولادي الأيتام في حال يرثى له”، بهذه العبارات تحكي أم صلاح (51 عامًا) عن مدى تأثير مبادرة مؤسسة بنيان التنموية على حياة فقراء اليمن في شهر رمضان، وهي مبادرة شهدتها أمانة العاصمة وجزء من محافظة صنعاء، بهدف تخفيف أوجاع الأسر الأشد فقرًا، عبر منحهم وجبات طعام يومية.
وتتكوّن الوجبة الرمضانية من حبة دجاج وزبادي (لبن) وخبز، وتسهم هذه الوجبة الموسمية في إغاثة الفقراء والمتعففين، وتُعد حلا موقتًا على أسر تنتظر فرجًا ومخرجًا في الشهر الكريم.
ووفق رشاد الفضيل مدير إدارة الإعلام في مؤسسة بنيان، تستهدف المبادرة يوميا 41 ألف أسرة فقيرة ونازحة ومتعففة، بالإضافة إلى أسر الشهداء وجرحى الحرب والعدوان، في أمانة العاصمة، وجزء من محافظة صنعاء، بإجمالي 260 ألفا و574 مستفيدا ومن خلال 153 نقطة ستوزع 615 ألف وجبة.
لافتا إلى أن المشروع يستفيد في وجبته الرمضانية من المنتجات الزراعية المحلية من خلال شراء 10% من ألبان الوجبة من المنتج اليمني الطبيعي.
كما نوه الفضيل بأهمية برنامج إطعام ومشروع الوجبة الرمضانية في الحفاظ على كرامة المستهدفين من الفقراء والمحتاجين كون التوزيع يتم إلى المنازل وتسليمها يدا بيد للمستهدف دون إقامة الطوابير والتشهير بالمستهدفين.
آلية توزيع “الوجبة الرمضانية”
ويقوم مجموعة متطوعين قرابة ألف متطوع من المحسنين ومن جرحى الحرب، تجهيزاً لـ “الوجبة الرمضانية” ضمن مبادرة “برنامج إطعام “، وتوزيعها على الأُسر الفقيرة والمُتعففة على 153 نقطة توزيع في مديريات الأمانة وجزء من محافظة صنعاء وأربعة خطوط إنتاج آلية للخبز وفرنين حجريين، والتي يتم تحديدها وفق الاحتياج، بحسب حديث رشاد الفضيل لموقع “الوحدة نيوز”.
قصة متطوع
محمد زيد العنسي، يقول في حديث صحافي:” أعمل مندوب فرعي في حي النور بأمانة العاصمة صنعاء، وأقوم بتوزيع الوجبات الرمضانية إلى المنازل لأن الكثير من الناس (المستفيدين) متعففون ولا يجرؤون على الخروج إلى نقطة التوزيع لاستلام حصتهم اليومية”.
الحاجة مريم لا ينهكها التعب!
الإيثار من أعلى مراتب الإحسان، هكذا أرادت الحاجة مريم أن تكون في صدارة التفاعل والمشاركة في العمل الخيري كمتطوعة ضمن “برنامج إطعام” التابع لمؤسسة بنيان، فالحاجة مريم لا ينهكها التعب وهي تمشي مسافة 4 كيلو مترات يوميا سيرا على الأقدام لإحضار الخبز من فرن “إطعام الخيري” وتوزيعها وتخفيف العبء على الأسر الفقيرة، والتي لا تتمكن من توفير الطعام لأطفالها.
ليست كافية لاحتياجات الناس
من جهته، يُبين أحمد الصالحي، عاقل حارة بئر عرهب في الجراف الشرقي، إلى أن المبادرات الخيرية والإنسانية الفاعلة يحتاجها المواطنين خاصة في ظروف العدوان والحصار، ومع ارتفاع نسبة الفقر وتردّي الأوضاع الاقتصادية”.
وأشاد الصالحي في حديثه لـ “الوحدة نيوز” بمبادرة بنيان في التخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة والمتعففة، من خلال قيامها بتوزيع الخبز طوال العام، وكذا تقديم الوجبة الرمضانية خلال هذا الشهر الكريم، للأسر المحتاجة.
ويضيف:” المبادرة تسعى إلى مُكافحة الجوع، لكنها ليست كافية لاحتياجات الناس، فهناك العديد من الأسر الفقيرة التي تحتاج المساعدة، ففي الحي الذي أسكن فيه توزع هذه الوجبة الرمضانية على 18 أسرة”.
تحديات عديدة
فؤاد الهبل مسؤول وحدة العمليات، أحد العاملين ضمن “برنامج إطعام” يوضح لـ” الوحدة نيوز” يوميا نواصل العمل لتلقي البلاغات من المواطنين وشكاوهم وإحالتها للجهات المختصة بغرض تحسين جودة الخدمة ووصول الوجبة الرمضانية لمستحقيها دون أي قصور.
615 ألف وجبة غذائية
ويواجه “برنامج إطعام ” الخيري، كغيره من المشاريع الإنسانية، تحدياً يتمثل في حجم المساهمات، والتي لا تفي بالاحتياجات، وعن ذلك يقول مجاهد حسين المهلا رئيس قطاع التمويل والعلاقات والإعلام في مؤسسة بنيان التنموية لـ”الوحدة نيوز” “واجهنا صعوبات كبيرة، في الحشد لهذا المشروع الخيري، هناك إقبال لعدد من المؤسسات الحكومية ورجال الأعمال والمحسنين لكننا ما نزال بحاجة إلى الدعم لإنجاح هذا المشروع الإنساني.
وأكد المهلا في حديثه لـ “الوحدة نيوز”، أهمية مشروع الوجبة الرمضانية ضمن برنامج إطعام، موضحا أن مشروع الوجبة الرمضانية هو أحد مشاريع برنامج إطعام المكون من مشروع الافران الخيرية الذي ينتج يوميا 410 ألف رغيف على مدار العام ومشروع اللحوم والأضاحي العيدية.
ولفت إلى أن مشاريع برنامج إطعام تستهدف 41الف أسرة موزعة على محافظات الأمانة , صنعاء , عمران , والمحويت .
موضحا أن مشروع الوجبة الرمضانية الذي تنفذه المؤسسة للعام السابع على التوالي بالشراكة مع الهيئة العامة للزكاة يشتمل على 615 ألف وجبة لـ 41 ألف أسرة محتاجة بأمانة العاصمة وأجزاء من محافظة صنعاء على مدى شهر رمضان.
مثمناً دور الهيئة العامة الزكاة كشريك أساسي لمؤسسة بنيان في مشروع الوجبة الرمضانية خلال الاربعة الأعوام الماضية ومساهمتها هذا العام في المشروع بمبلغ 400 مليون ريال.
وأشار إلى أن مشروع الوجبة الرمضانية تبلغ تكلفته التقديرية قرابة مليار و500 مليون ريال، ويشارك فيه قرابة ألف متطوع من المحسنين ويشمل على 153 نقطة توزيع في مديريات الأمانة وجزء من محافظة صنعاء وأربعة خطوط إنتاج آلية للخبز وفرنين حجريين.
وأشاد المهلا بدور وجهود شركاء المؤسسة في تنفيذ وتمويل مشروع الوجبة الرمضانية، خاصة الهيئة العامة للزكاة ووزارة الاتصالات وشركة كمران ومصنع أسمنت عمران وشركة شارب.
برنامج إطعام:
يهدف برنامج إطعام إلى المساهمة في التخفيف من معاناة الفئات المحتاجة والأشد فقراً في المجتمع، ويتكون “إطعام” من ثلاثة مشاريع رئيسية:
مشروع الوجبة الرمضانية: مشروع خيري موسمي تنفذه بنيان التنموية في شهر رمضان المبارك، ويستهدف 41 ألف أسرة من الأسر المحتاجة، في أمانة العاصمة وبعض مديريات محافظة صنعاء.
مشروع الافران الخيرية: يعمل على توفير الرغيف يومياً لـ «41,000» أسرة، «280,000» فرد، عبر خمسة أفران موزعة في أربع محافظات بواقع إنتاج يومي يبلغ «360,000» رغيف خبز.
مشروع اللحوم العيدية:
مشروع خيري موسمي يقوم بتوزيع اللحوم والأضاحي في عيد الأضحى المبارك، ويستهدف 41 ألف أسرة من الأسر المحتاجة، في أمانة العاصمة وبعض مديريات محافظة صنعاء.