الوحدة نيوز/ في واحدة من أبهى صور الإنجاز في يمن الصمود والإيمان والحكمة، تجاوزت تكلفة المشاريع المنفذة من قبل المؤسسة العامة للطرق والجسور خلال العام 2022م خمسة مليارات و432 مليون ريال.
وذكر رئيس مجلس إدارة المؤسسة المهندس عبدالرحمن الحضرمي أن تلك المشاريع شملت مشاريع السفلتة وأعمال الرصف الحجري والخرساني، والإنشائية، وبنســبة زيادة تصل إلى 30 بالمائة عــن المشاريع المنفذة خلال العام 2021م.
وأوضح أن تكلفة المشاريع والأعمال المنفذة عبر الإدارة العامة للمشاريع وفروع المؤسسة بالمحافظات بلغت أربعة مليارات و427 مليون ريال، إلى جانب مشاريع الجسور والإنشاءات المنفذة خلال نفس الفترة من قبل الإدارة العامة للجسور والإنشاءات بالمؤسسة بتكلفة مليار وخمسة ملايين ريال.
وأشار إلى أنه تم تمويل تلك المشاريع من قبل صندوق صيانة الطرق وأمانة العاصمة والمجالس المحلية ومصلحتي الضرائب والجمارك، ومؤسسة موانئ البحر الأحمر، ووزارة الزراعـة والـري، ومطار صنعاء، وصنـدوق دعـم وتنميـة محافظة الحديدة، والمناطق المجاورة لها علـى السـاحل الغربـي، والقطاع الخاص.
وبين الحضرمي أن كمية الخلطة الإسفلتية التي استخدمت في الأعمال والمشاريع المنفذة خلال العام الماضي بلغت 20 ألفا و228 طنا، مقارنة ب 11 ألفا و223 طنا خلال العام 2021م، مما يشير إلى تزايد حجم الأعمال والمشاريع التي تنفذها المؤسسة من عام لآخر.
مشاريع المؤسسة تغطي غالبية المحافظات
وبحسب تقرير صادر عن الإدارة العامة للمشاريع بالمؤسسة، يتضح أن المشاريع المنفذة غطت غالبية محافظات الجمهورية، حيث احتلت محافظـة الحديدة المرتبة الأولى من حيث التكلفة بأكثر من 994 مليون ريال بتمويل من السلطة المحلية ومؤسسة الموانئ وصندوق دعم وتنميـة الحديدة والقطاع الخاص، وبنسبة 22 بالمائة من إجمالي قيمة المشاريع، تليها محافظة ذمار بمبلغ 890 مليونا و686 ألف ريال بتمويل من صندوق صيانـة الطـرق والسلطة المحلية وبنسبة 20 بالمائة.
ويشير التقرير إلى أن تكلفة مشاريع الطرق المنفذة بمحافظة صعدة بلغت 771 مليونا و862 ألف ريال بتمويل من صنـدوق الطرق وبنسبة 17 بالمائة من إجمالي المشاريع، تليها محافظة عمران بقرابة 537 مليون ريال بتمويل من الصندوق وبنسبة 12 بالمائة.
فيما بلغت تكلفة المشاريع المنفذة في محافظة البيضاء 312 مليونا و596 ألف ريال بتمويل من صنـدوق الطرق ومصلحة الجمارك، ثم مشاريع الطرق في إب بتكلفة 208 ملايين ريال بتمويل من الصندوق والسلطة المحلية، إضافة إلى مشاريع محافظة حجة بتكلفة 98 مليونا و666 ألف ريال بتمويل من الصندوق ومؤسسة الحبوب وأمانة العاصمة.
وتمثلت المشاريع المنفذة في محافظة الحديدة والبالغة 15 مشروعا في سفلتة شارع الأربعين الشرقي لمدينة باجل، وإعادة تأهيل حاجز الجرهزي بمديرية الجراحي، وعمل رصف خرساني للشارع الرابط بين مدينة الجراحي وطريق الجراحي العدين مع تنفيذ عبارات للسيول، واستكمال المرحلة الأولى من طريق القناوص- المغلاف – الكدن، وسفلتة الطريق الرابط بني الدريهمي والخط الساحلي، وترميم طريق الصليف.
وقامت المؤسسة بإعادة تأهيل وسفلتة الجانب الأيسر ومناطق الربـط للطريـق (ب) وطريق الـدوار الرئيسي بميناء الحديدة، وكذا إجراء صيانة شـاملة وإعادة تأهيل وترميم الـدوار الرئيـسـي بالميناء، وإعـادة تأهيـل وصيانة الســاحة الإسفلتية لرصيف ميناء الصليف، وسفلتة طريق باجل- الجنيدية – مفرق الصليف.
وتضمنت المشاريع المنفذة في محافظة الحديدة أيضا سفلتة ساحة مصنع الشركة المتحدة لصناعة الألبان والأغذية وسفلتة الشارع العام لمدينة باجل بالتنسيق مع الوحدة التنفيذية للصيانة بالمحافظة، وتنفيذ أعمال إسفلتية لساحة مستشفى باجل المحوري، بالإضافة إلى تنفيذ القواعد الخرسانية لمنصة الألواح الشمسية للمشروع الوطنــي للطاقـة المتجددة.
في حين نفذت المؤسسة في أمانة العاصمة أعمال ترميمات بتكلفة 30 مليون ريال، أهمها سفلتة سـاحة مبنـى المعهد الجمركي، وإعـادة تأهيـل وتوسعة المدخل الشمالي للعاصمة (الأزرقين – مفرق ذيفان) – المرحلة الثانية، وسفلتة سـاحة السوق المركزي للمؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، وسفلتة شــارع جنــوب ســور إصلاحية الأمن والمخابرات، إلى جانب العديد من أعمال المقاولات.
وفي محافظة صعدة قامت المؤسسة بصيانة طريق ولد عمر- المقرانة، وتنفيذ مشروع رصف حجري لعقبة الرباط والبة المقرانة (المرحلة الثانية) بمديرية حيدان، وكذا صيانة بعض الطرق وتنفيذ رصف حجري بمديرية رازح، وتوسعة طريق صعدة- الطلح (المرحلة الأولى) بطــول 10 كيلو مترات، إضافة إلى المرحلة الثانية من المشروع بطول 10 كيلومترات، ورصف طريق مفرق المقاحيـز – البقعة – الخربان (المرحلة الأولى) بمديرية حيدان.
كما شملت المشاريع المنفذة بصعدة، استكمال شـق دائـري ســوق شعارة بمديرية رازح، واستكمال مشروع رصف طريـق جبــل شــدا بمديرية شدا، وتنفيذ أعمال رصف في طريقي الرقة، وفرع سلمان.
بينما نفذت المؤسسة عبر فرعها في محافظة عمران مشروع سفلتة شارع الرئيس الشهيد صالح الصماد، وتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع إعادة تأهيل وتوسعة المدخل الشمالي للعاصمة الأزرقين – مفرق ذيفان بطول 11.5 كيلو متر، وكذا المرحلتين الرابعة والخامسة من نفس المشروع بطول 23 كيلو متر، واستكمال شق طريق رضوان عزلة قيلاب، مديرية مسور.
وفي محافظة ذمار نفذت المؤسسة مشاريع صيانة وترميم مدخل سوق معبر على طريق صنعاء- تعز، وسفلتة مقطع (جولة الجمارك- جولة الورقي) بالدائري الشمالي الشرقي لمدينة ذمار، وصيانة الحفريات والمناطق المتضررة في طبقة الإسفلت بالمدينة، وكذا ردم المناطق الطينية والمنخفضة التي تتجمع فيها المياه في الشوارع الشمالية والغربية والجنوبية، وشق وحدات الجوار الجديدة بمديرية معبر، ومسح وتحسين مقطع (بني مسلم – سوق الثلوث) في طريق ذمار – الحسينية، ومقطع (ضورة- سبن- كبود) بذمار- الحسينية، واستكمال تأهيل وسفلتة مدخل مدينة ذمار من اتجاه (ذي سحر- العشاو).
وفي إب قامت المؤسسة بصيانة طريق (إب – مشورة)، وصيانة وتأهيل طريق (إب – جبلة)، وشق وتوسعة الشارع الرابط بين الدائري الرئيسي والشارع الخلفي لحديقة المعاين بمديرية الظهار، إضافة إلى صيانة وترميم وسفلتة طريق (القاعدة- ذي السفال).
أما في البيضاء فنفذت المؤسسة مشاريع ترميم وصيانة شوارع رداع (رصف حجري)، وصيانة طريق (رداع – البيضاء) مقطع السوادية، إلى جانب إعادة تأهيل الساحات الإضافية الجديدة مراكز رقم [1] و [2] و [3] و [4] و [5] و [6] بمركز عفار الجمركي.
كما شملت مشاريع المؤسسة العامة للطرق سفلتة شارع 24 في محافظة تعز بتكلفة 41 مليونا و530 ألف ريال بتمويل محلي، ومشروع رصف طريق نقيل حرمة – محاجل- الصيد – بلاد القبائل بمديرية الحيمة الداخلية محافظة صنعاء بتكلفة 29 مليونا و997 ألف ريال، ومشروع صيانة وترميم الخط الدائري الغربي لمدينة يريم في محافظة إب (المرحلة الأولى) بأكثر من 23 مليون ريال، إضافة إلى المشاريع والأعمال المنفذة بمطار صنعاء بتكلفة 61 مليونا و565 ألف ريال.
إنشاء محطتي وزن محوري بذمار
تعد محطات الوزن المحوري من المشاريع المهمة التي تضطلع المؤسسة بتنفيذها باعتبارها حجر الزاوية في الحفاظ على شبكة الطرق وتجنيب الدولة الكثير من المبالغ المالية التي تنفقها سنويا على صيانة الأضرار التي تسببها الحمولات الزائدة في الطرق.
وفي هذا المضمار قامت المؤسسة خلال العام الماضي بإنشاء محطة وزن محوري في منطقة ضاف بمديرية معبر، كما نفذت المرحلة الثانية من محطة الوزن المحوري في منطقة جهران على طريق صنعاء- ذمار.
وتمثل المحطتان إضافة مهمة من شأنها المساهمة في الحفاظ على شبكة الطرق، باعتبار أن الحمولات الزائدة لشاحنات النقل تعد واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي لتهالك وانهيار الطرق في فترة قصيرة، والتي تكمن معالجتها في إنشاء محطات وزن محوري في كافة الخطوط الرئيسية ومداخل المدن لمنع الحمولات الزائدة وضبط المخالفين.
وتأتي هذه الجهود في إطار توجهات صنـدوق صيانـة الطـرق والمؤسسة العامة للطرق لإنشاء محطات جديدة في العديد من المحافظات، والبدء بتطبيق قانون الأوزان والأبعاد الكلية للمركبات وشاحنات النقل، بما يسهم في الحفاظ على الطرق، وتجنب المخاطر والأضرار التي تسببها الحمولات الزائدة للطرقات.
(أرحب – الجوف) مشروع وطني استراتيجي
وإلى جانب ما سبق ذكره من مشاريع، واصلت المؤسسة تنفيذ مشروع طريق (أرحب – الجوف) وهو أحد مشاريع الطرق الاستراتيجية، والذي سيربط محافظة الجوف بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات المجاورة للعاصمة، ليمثل إضافة نوعية للجوف التي حرمت من المشاريع طيلة العقود الماضية.
وفي سياق الحديث عن هذا الطريق الحيوي تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العامة للطرق والجسور تولت تنفيذه وفق عدة مراحل بتكلفة إجمالية تتجاوز خمسة مليارات ريال، تشمل الشق والردم والمسح والتسوية والأعمال الترابية والسفلتة والأعمال الإنشائية كالعبارات والجسور في مناطق الأودية التي يمر الطريق عبرها.
وبحسب رئيس مجلس إدارة المؤسسة فقد بلغت تكلفة الأعمال والمشاريع المنفذة في المشروع خلال العام 2022م 354 مليونا و500 ألف ريال بتمويل من صنـدوق الطرق.
ووفقا للحضرمي فقد شهد العام الماضي تنفيذ الكثير من مشاريع وأعمال السلامة المرورية على شبكة الطرق، من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والحد من الحوادث وتسهيل حركة السير، مبينا أن تكلفة تلك الأعمال تجاوزت 103 ملايين ريال، بتمويل من صنـدوق الطرق ومصلحة الضرائب وأمانة العاصمة.
مشاريع الجسور والإنشاءات
لا تقتصر مشاريع المؤسسة العامة للطرق على صيانة وترميم الطرق الرئيسية التي تشكل في مجملها شبكة الطرق الوطنية، وصيانة وترميم وإعادة تأهيل الشوارع الرئيسية للكثير من المدن والمديريات وعواصم المحافظات، بل تتعدى ذلك إلى إنشاء الجسور الاستراتيجية على شبكة الطرق، وهي من الأعمال الإنشائية الأكثر صعوبة والتي اقتحمتها في السنوات الأخيرة وحققت من خلالها الريادة في كل مشاريع الجسور سواء تلك التي أعادت إنشائها وتأهيلها جراء ما لحق بها من قصف وتدمير من قبل طيران العدوان وعددها 60 جسرا، أو الجسور الجديدة التي أنشأتها في بعض المحافظات.
فخلال العام 2022م، نفذت المؤسسة المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع إنشاء جسر وادي السلامات على طريق (فرضة نهم – حزم الجوف) بتكلفة 333 مليون ريال، وترميم وإصلاح الأضرار التي سببتها غارات العدوان بجسر وادي عيان على طريق (الحديدة- الخشم)، وتنفيذ عبارة في طريق (حضر- وادي الحسية) بمديرية جحانة في محافظة صنعاء بقرابة 38 مليون ريال.
كما قامت بإعادة بناء وترميم عبارتي الرحبة وقلات، على طريق صعدة- كتاف – البقع، بتكلفة تقارب 200 مليون ريال، نتيجة تدميرهما من قبل طيران تحالف العدوان، وكذا المرحلة الأولى من مشروع صيانة وإعادة تأهيل جسر وادي مور، على طريق (الحديدة- حرض) المتضرر من غارات العدوان بتكلفة تقارب 203 ملايين ريال، بالإضافة إلى إعادة ترميم جسر الحنشات على طريق (صنعاء – فرضة نهم) بتكلفة 85 مليون ريال، وذلك نتيجة تعرضه لغارات عدوانية.
ومن ضمن المشاريع الإنشائية التي تنفذها المؤسسة حاليا، مشروع مبنى صندوق صيانة الطرق في أمانة العاصمة (المرحلة الأولى)، والمتمثلة في إنشاء الهيكل الخرساني بتكلفة 147 مليون ريال.
تجاوز تداعيات العدوان
تعد المؤسسة العامة للطرق الذراع التنفيذية الأولى للدولة والمعول عليها في تنفيذ مشاريع الطرق والجسور وغيرها من الأعمال الإنشائية التي تشكل في مجملها البنية التحتية للبلد.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها المؤسسة نتيجة استهداف مقراتها ومبانيها ومخازنها ومعداتها من قبل العدوان إلا أنها تواصل المضي قدما في طريق البناء والتنمية متجاوزة الصعوبات التي وضعها العدوان في طريقها لإعاقة دورها الحيوي في خدمة الشعب اليمني، وإعادة بناء وإعمار ما دمره أعداء اليمن من طرق وجسور وبنية تحتية.
استطاعت المؤسسة بما تمتلكه من خبرة طويلة في مجالات عملها، وما تزخر به من كوادر فنية وهندسية كفؤة، وأسطول كبير من المعدات والآليات والأصول إنجاز مختلف الأعمال التي تتطلبها مشاريع الطرق والجسور والإنشاءات بجودة ومواصفات عالية لا يمكن مقارنتها بغيرها.
ولعل الميزة الأبرز التي تتفرد بها المؤسسة العامة للطرق والجسور عن غيرها من الجهات والشركات العاملة في مجال الطرق والمقاولات والإنشاءات هي انتشارها في كل أراضي الجمهورية وامتلاكها فروعا ومراكز صيانة تغطي كافة متطلبات العمل في مختلف المحافظات، وكل هذه المؤهلات منحت المؤسسة الصدارة والريادة في تنفيذ المشاريع.
تحويل التحديات إلى الفرص
تعد المؤسسة العامة للطرق إحدى المؤسسات الوطنية الرائدة التي استطاعت أن تحول الصعوبات والتحديات التي فرضها العدوان إلى كثير من الفرص وقصص النجاح، فحققت خلال سنوات العدوان الثمان الكثير من الإنجازات التي نقلتها إلى طور متقدم يتجاوز التأثر والمرافقة إلى امتلاك القدرة على التخطيط والتنفيذ العملي لكل الأعمال والمهام المسندة إليها في مجالات الطرق والجسور والإنشاءات المختلفة.
وفيما تسبب العدوان والحصار في تراجع أداء الكثير من المؤسسات، نهضت المؤسسة العامة للطرق والجسور من تحت الركام وواصلت العمل في إعادة إنشاء وتأهيل ما دمره العدوان من طرق وجسور، والعديد من المشاريع الإنشائية الأخرى، التي أكسبتها المزيد من الخبرات ومكنتها من توسيع نطاق عملها وتحقيق زيادة مضطردة من حيث المشاريع والأعمال الموكلة إليها من قبل الجهات الحكومية والسلطة المحلية.
ونظرا لظروف البلد الصعبة وما سببه العدوان والحصار من تراجع في الإيرادات وارتفاع كبير في أسعار الإسفلت والمازوت والديزل التي تستهلكها مشاريع الطرق بشكل رئيس، تحرص الكثير من الجهات الحكومية على إسناد مهمة تنفيذ مشاريعها إلى المؤسسة العامة للطرق كجهة حكومية غير ربحية وذراع تنفيذية للدولة تضمن تنفيذ المشاريع وفق مواصفات عالية وبتكاليف أقل قياسا بما تتطلبه شركات القطاع الخاص العاملة في هذا المجال.