لم يكن أمام السعودية أي خيار إلا الذهاب إلى المصالحة مع إيران ولو بالشكل أما المضمون فهو ما ستثبت الأيام والواقع مصداقية هذا الاتفاق فلقد حاولت السعودية المكابرة لفترات طويلة وأرادت أن تفرض مشروعها الإرهابي الذي هو بالأساس مشروع أمريكي صهيوني في المنطقة فدمروا سوريا وفشلوا ودمروا العراق وفشلوا وحاصروا لبنان وفشلوا وأيضا فشلوا في فلسطين وحاصروا إيران وعملوا كل الجرائم فيها من حرب سيبرانية واغتيالات واستهداف سفن وقتل الشهيد سليماني والشهيد المهندس وأججوا الشارع الإيراني مؤخرا ودفعوه لإحراق الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على الأمن والجيش والحرس وأيضا فشلوا وشنوا عدوان دولي على اليمن لثمانية أعوام أهلكوا فيها الحرث والنسل ولكن كانت النتائج عكسية وارتدت رياح عاصفة الحزم على مملكة قرن الشيطان وتحولت إلى ريح صرصر عاتية أحرقت آل سعود وآل زايد ومنشآتهم النفطية وغير النفطية مما شكل خطورة بالغة على إمدادات الطاقة العالمية وخصوصا في ظل حرب روسية أوكرانية فشعرت أمريكا بهذا الخطر الكبير فأوعزت إلى آل سعود أن يدخلوا في هدنة مع اليمن شهرين مددت أكثر من مرة وها هي مع حلول شهر رمضان ستصل إلى عام ، كل هذه الفترة وأمريكا والسعودية يبحثون عن فرصة لكسر محور الجهاد والمقاومة وبالأخص اليمن ولكن دون جدوى بل الأمر يزداد خطورة عليهم فها هو الصبر اليماني بدأ بالنفاذ أو قد يكون نفذ مع حلول شهر رمضان المبارك وعام من الهدنة والمماطلة من الطرف الأمريكي السعودي وسيعقبه البأس اليماني و استئناف العمليات العسكرية وعلميات توازن الردع والرعب أوشكت على الاندلاع ويعلم الجميع بأنها إذا اندلعت ستكون أشد وأنكى مما حصل في العام الماضي بل أشد وأنكى مما حصل في أعوام الحرب الثمانية مجتمعة بشكل واضح وصريح ستحرق كل منشآت النفط في السعودية والإمارات ولن تصدر قطرة نفط.
هذا الفشل في سوريا والعراق ولبنان وإيران وفلسطين لأمريكا وأدواتها إضافة إلى الكارثة التي ستلحق بمنشآت النفط والطاقة في دول العدوان إذا تم استئناف اليمنين للعمليات العسكرية والتي ستوقف إمدادات الطاقة هو ما دفع السعودية وبإيعاز أمريكي إلى الاتجاه نحو إعادة العلاقات مع إيران برعاية صينية وتم إعلانه في الصين أمس والذي من شأنه أن ينعكس على اليمن وبقية دول المنطقة لأنه من غير المعقول أن تذهب السعودية إلى ترميم علاقتها مع إيران وتترك الصواريخ والطيران المسير ينهال عليها من اليمن.
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) صدق الله العلي العظيم.