البروتينات واحدة من أهم العناصر الغذائية في الجسم، كما أنها جزء أساس في النظام الغذائي لدورها الكبير في إصلاح وصيانة هيكل الجسم وبناء العضلات والأنسجة، كما أنها في جميع أنحاء الجسم؛ من العضلات والأعضاء والعظام والجلد والشعر، ولكن الجسم لا يقوم بتخزينها كالدهون؛ لذلك يجب الحصول عليها من النظام الغذائي.
أظهرت الدراسات البيئية وجود ارتباطات بين التحول نحو النظم الغذائية الغنية بالبروتين الحيواني والعمر المتوقع الأطول، فما نتناوله كل يوم ويتواجد على مائدتنا له تأثير واضح على صحتنا. غالبًا ما يكون لدى آكلي اللحوم والنباتيين نقاش ساخن حول البروتين.
وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة Nutrients المتخصصة ألقى باحثون في مركز أبحاث السرطان الألماني (DKFZ) نظرة فاحصة على كيفية تأثير البروتينات والدهون المختلفة على الجسم ومخاطر الوفاة.
وشملت الدراسة حوالي 24000 شخص اختبار، وناقشت الدراسة أهمية البروتين للجسم وعما إذا كان هناك اختلاف بين البروتينات ذات المصدر الحيواني والبروتينات ذات المصدر النباتي.
أهمية البروتينات
يوفر البروتين الحيواني أحماض أمينية أساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه. وإذا أتت من مصادر غذائية حيوانية، فإنها أكثر شبهاً بالإنسان من تلك الموجودة في المنتجات النباتية. هذا يعني أن الجسم يمتصها بشكل أسرع قليلاً. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الأطعمة الحيوانية على مجموعة كاملة من الأحماض الأمينية المهمة.
من حيث المبدأ، تحتوي الأطعمة الحيوانية والنباتية على نفس الأحماض الأمينية. يختلف فقط اعتمادًا على الطعام وكميته وفي أي تكوين.
الغرض الذي تخدمه البروتينات النباتية للجسم هو نفس الغرض من البروتينات الحيوانية. يمكننا الحصول على الأحماض الأمينية المهمة من كلا المصدرين. تقوم المعدة والأمعاء بعملية التمثيل الغذائي لها ثم ينتهي بها المطاف في مجرى الدم.
يتوّفر البروتين في الكثير من الأغذية المشتقة من الحيوانات والنباتات، لكن ما الفرق بين البروتين النباتي والحيواني؟
أهم نتائج الدراسة
بحسب الدراسة التي أجراها المركز الألماني ونشرت في المجلة المتخصصة Nutrients. فكلما زاد البروتين الحيواني، زاد معدل الوفيات. كان هذا صحيحًا بشكل خاص مع نظام غذائي نموذجي منخفض الكربوهيدرات: الكثير من البروتين الحيواني، وقليل من الكربوهيدرات.
أدت المستويات المرتفعة من البروتين الحيواني (مع انخفاض الكربوهيدرات والدهون) إلى زيادة خطر الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن ليس من السرطان.
أدى استبدال البروتين الحيواني بالبروتين النباتي إلى خفض معدل الوفيات لجميع الأسباب. غالبًا ما تكون مصادر البروتين الحيواني غنيّة بالعناصر الغذائية إلى جانب البروتين، بينما تفتقر المصادر النباتية لبعض هذه العناصر الغذائية.
بغض النظر عن البروتين الحيواني، زاد خطر الوفاة من السرطان بنسبة 12 في المائة عندما تم استبدال الدهون غير المشبعة بالدهون المتعددة المشبعة.
يلخص الباحثون الألمان ما يلي: تشير نتائج دراساتهم ودراسات أخرى إلى أن ارتفاع نسبة الطاقة الغذائية من البروتين الحيواني إلى جانب انخفاض استهلاك الطاقة من الكربوهيدرات يزيد من خطر الوفاة.
هل التخلي عن اللحوم أفضل؟
التخلي عن أكل اللحوم هو أمر صحي: الدراسات تقول إن النباتيين يعانون بشكل أقل من ارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكري، مقارنة بغيرهم من الأشخاص الذين يأكلون اللحوم الحيوانية.
ولكن هذه الدراسات فحصت أناسا اختاروا طوعا أن يعيشوا حياة صحية أفضل، من حيث التقليل من التدخين والتقليل من شرب الكحوليات، وأيضا عدم أكل اللحوم. لذا فمن الطبيعي أن تُظهر الدراسات انخفاض خطر الإصابة بالأمراض لمن اختاروا أن يتبعوا حياة صحية سليمة، إلا أن ربط الأمر بالتخلي عن أكل اللحوم فقط دون الإشارة للتقليل من الكحول والتدخين لا يجعل من الموضوع دقيقا من الناحية العلمية.
يشار إلى أن الموقع الالكتروني “أون ميدا”، والذي يُعنى بالمواضيع الصحية والطبية، نصح قراءه بأهمية اتباع نظام غذائي كامل ومتنوع، من أجل حياة صحية أفضل.
وقال الموقع الألماني إن التنوع الغذائي مفيد للجسم البشري، لأنه يمد الجسم بالعناصر الغذائية المختلفة. وقال الموقع إن الأفضل للصحة بأن يكون الإنسان نباتيا لفترة أسبوع على الأقل كل شهر إن أمكن، وذلك من أجل التخفيف من كميات اللحوم ومن أجل تعويد الجسم على تناول الأطعمة النباتية المفيدة.
المصدر: DW