احتفى ناشطون ومتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخروج عميد الأسرى الفلسطينيين “كريم يونس” من سجنه الإسرائيلي عقب 40 عاما من الأسر.
والخميس، أفرجت سلطات الاحتلال عن “يونس”، (66 عاما)، بعد أن أنهى فترة حكمه البالغة 40 عاما في سجون الاحتلال.
وتعمدت سلطات الاحتلال نقله بسيارة شرطة من سجن هداريم إلى محطة للحافلات في مدينة رعنانا شمالي تل أبيب.
وتمكّن الأسير المفرج عنه من الاتصال بعائلته من هاتف أحد المارة الذين ساعدوه في التعرف على المكان، قبل أن يتوجه إلى مسقط رأسه في قرية عارة في منطقة المثلث داخل الخط الأخضر.
واحتل وسم #كريم_يونس صدارة “تويتر”، حيث تناقلت آلاف التغريدات مشاهد الاحتفال به بعد إطلاق سراحه.
وتناقل مغردون عبر “تويتر” أجواء الاحتفال الكبيرة التي أجريت لـ”كريم يونس” في قرية عارة، جنوب حيفا بالداخل المحتل، حيث نصب الأهالي خيمة ترحيب كبيرة بالأسير المحرر.لكن مقطع فيديو آخر، وثق اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للخيمة، وطلبهم من الحاضرين إنزال العلم الفلسطيني الذي كان موضوعا عليها.
وكانت مشاهد الاحتفال بعميد الأسرى الفلسطينيين حاضرة، حيث وثق هذا المقطع عبر “تويتر” كواليس مبهجة من استقبال “كريم يونس”.
وكتب مستخدم يدعى “مازن المدهون”: “كريم يونس ننحني أمام صمودك وأسطورتك التي قهرت السجان..40 عاما مضت تغير فيها كل شيئ عرفته انت ولكن ابدا لم يتغير فيك ذاك الاصرار والثبات ..مبروك الحرية وندعو الله ان ينعم بها كل اولئك الابطال الصامدين خلف قضبان الاحتلال”.
وتناقل ناشطون مقطع فيديو يوثق تناول الأسير المحرر “كريم يونس” أول وجبة غداء له خارج السجون الإسرائيلية.
هنيئا لك .. أول شقفة لحمة مشوية من أربعين سنة .. لربما البعض يجهل كم من النِعم التي هي عادية لنا لكن لهم حُلم يتحقق .. أن ترى السماء وتتنسم الهواء الطلق .. صحة وهناء .. والحمد لله على ما أنعم علينا ونسينا أن نشكره
الأسير كريم يونس حرا بعد 40 عاما في الأسر 💔 pic.twitter.com/XccbNr5VcA
— يوسف عمر شرف 🇵🇸 #غزة (@_Ysharaf) January 5, 2023
وكتب أحد المستخدمين: “هنيئا لك .. أول شقفة لحمة مشوية من أربعين سنة”.
ووثق آخرون وصول رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ “رائد صلاح”، ورئيس لجنة الحريات بلجنة المتابعة الشيخ “كمال الخطيب” إلى خيمة الاحتفال، للترحيب بالاسير المحرر “كمال يونس”.
#شاهد أجواء الاحتفال بحُريّة كريم يونس قرب خيمة استقباله في قرية عارة. pic.twitter.com/DBV2Lz1vOY
— محمود (أبو زياد) (@AbuZiad486) January 5, 2023
واستعار الصحفي “إبراهيم خضرة” جزءا من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل “محمود درويش”: “حاصر حصارك لا مفر” للترحيب بخروج عميد الأسرى الفلسطينيين.وأعاد آخرون التذكير بوالدة الأسير المحرر “كريم يونس”، الحاجة “صبحية”، والتي وافتها المنية قبل أشهر، وماتت وهي تمني نفسها برؤية ولدها خارج القضبان، لكن ذلك لم يحدث، حيث خرج ولدها بعدها بشهور، ليقف على قبرها.
بعد 40 عاماً من الأسْر 💔
الحُر #كريم_يونس يعتنق الحرية 🇵🇸 pic.twitter.com/E7u0vFg8DE— محمود (أبو زياد) (@AbuZiad486) January 5, 2023
من هو “كريم يونس”؟
ولد “كريم يونس فضل يونس”، الملقب بعميد الأسرى الفلسطينيين، في 24 ديسمبر/كانون الأول 1956، في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بالداخل الفلسطيني.
وفي 6 يناير/كانون الثاني 1983، اعتقلته قوات الاحتلال من مقاعد الدراسة في جامعة بن جوريون، وهو في الـ23 من عمره حينذاك، بعد أن اقتحمت منزل عائلته في قرية عارة للبحث عنه قبل ليلة من اعتقاله.
ولم يعرف أهله في البداية مكان اعتقاله، وبحثوا عنه لأشهر في سجون الاحتلال إلى أن استطاعوا العثور عليه في سجن عسقلان، قبل أن يتنقل في كافة السجون الإسرائيلية.
وكان اعتقال “يونس” بتهم عدة، إذ اتهم بالانتماء إلى حركة فتح المحظورة حينها، والانخراط في المقاومة المسلحة، وقتل جندي إسرائيلي، وحكم عليه بالإعدام شنقا، ثم خفف الحكم إلى المؤبد المفتوح.
وفي عام 2015 حددت سلطات الاحتلال المؤبد بالسجن 40 سنة.
وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه ضمن اتفاقية وقعت في يوليو/تموز 2013 بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تقتضي الإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو، لكن سلطات الاحتلال تراجعت بعد إفراجها عن الدفعة الرابعة التي تضمنت 30 أسيرا، منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني.