صدر، حديثاً، عن دار عناوين بوكس في العاصمة المصرية القاهرة، كتاب «اليمن من الداخل- المكان شاهدا» للصحافي والكاتب اليمني أحمد الأغبري.
يقول الكاتب أن هذا الكتاب « يُقدّم شهادةً حية عن بلد يتصدرُ المكان واجهة ثقافته؛ وهي الواجهة التي منحتنا قراءة واعية ومُنصفة لحاضره، وقبل ذلك هُويته… وهي قراءة في غاية الأهمية لاسيما في ظل ما يشهده راهنه من تشظٍّ وتنازع هوياتي ليس يمنيًا في فحواه».
ويبحث الكتاب الصادر في نحو مئتي صفحة من القطع المتوسط، في هوية المكان في متن شخصية اليمن..» لنقرأ حكاية البلد مع المُنجز الحضاري الإنساني ثقافيًّا وفنيًا وجماليًا بهدف إعادة اكتشاف الفِكرة والهُوية من الداخل؛ أي مِن قعر الحكاية؛ لننقل صورة متخففة من أي (حمولة زائدة) فرضتها الحرب الأخيرة» حسب مقدمة الكاتب.
وقال: «على الرغم مما شهده اليمن من صراعات في مراحل مختلفة من تاريخه بقي الإنسان على علاقة وثيقة بالإبداع في صوغ المكان وظيفيًّا وجماليًّا مشتغلاً في ذلك على الفن انطلاقًا من ثقافة إنسانية متجذرة تنوعت ملامحها بتنوع التضاريس؛ فتجلت العِمارة، ضمن شواهد عديدة، شاهدا حيًا لعبقرية الفنان الذي يسكن هذا البلد؛ فكان المكان وهذا الفنان هما هدف هذه الرحلات لتقديم قراءة مختلفة عن اليمن من داخله».
وحسب المؤلف فقد تم تدوين معظم محتوى الكتاب خلال الفترة 2004- 2014.
وقال: «وحده المكان يمنح الانسان فرصة صوغ الوطن كما يحب أن يراه، وتقديمه كحالة فنية تشهد على عبقريته في التعامل مع احتياجاته وفق رؤى إنسانية واسعة يمكن قراءتها بوضوح في التفاصيل الفنية، التي يقف أمامها الزائر ذاهلًا متسائلًا عن الخلفية التي تُسند هذا الجمال… ولا يجد تفسيرًا لذلك سوى تلك العبقرية الإنسانية، التي مكّنت هذا الفنان من إعادة صوغ المكان بما يلبي احتياجاته، التي ظلت تتجدد عبر العصور».
يسلك هذا الكتاب في هذه الرحلات خمس طُرق: الطريق الأولى كانت (جهة المدينة) والثانية (جِهة القرية) وفي الثالثة إلى (جِهة المدرسة والقصر) لنتحول لاحقًا في الطريق الرابعة صوب (جِهة الجُزر والمحميات الطبيعية)؛
اما الطريق الخامسة فكانت صوب (جِهة الشارع) لنتوقف أمام قراءة واعية للوظيفة الثقافية للشارع في علاقته بالإنسان والتاريخ والمدينة ،وتحديدًا مدينة صنعاء انطلاقاً من شارع المطاعم العدنية.
«ولأن الفن مازال عنوانًا مهمًا من عناوين الحضارة فقد وضعنا في ناصية كل جِهة من جِهات هذا الكتاب لافتة شعرية يمنيّة مكثفة لتكتمل حكاية كل طريق في المستهل انطلاقًا مِن أن الشِعر مازال أجمل كلام الانسان وأقدره تعبيرًا عن دهشته إزاء الحياة والفن والجمال!».
وصدر قبل عامين للكاتب الأغبري كتاب «أجنحة الكلام وفضاء الأسئلة» عن دار رقمنة الكتاب العربي في ستوكهولم ومكتبة خالد بن الوليد بصنعاء وطبعة مزيدة عن مؤسسة أروقة للدراسات والنشر في القاهرة.