ولعل من المخاطر التي باتت ماثلة للعيان، وتستوجب من الجميع اليقظة والحذر، محاولة دول العدوان بين الفينة والأخرى، استهداف تماسك الجبهة الداخلية، وذلك من خلال تحريك أدواتها ووسائل إعلامها وتسخير كافة الإمكانيات لترويج الشائعات والدعايات المضللة عبر الماكينة الإعلامية التابعة لدول العدوان والمرتزقة لإحداث شرخ في النسيج المجتمعي اليمني.
تجلت دلائل ذلك من خلال ما روجت وتُروج له وسائل إعلام العدوان من شائعات، منذ شن العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، وإحداث بلبلة تخدم في المقام الأول والأخير أجندة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني.
ومما لا شك فيه، أن الشعب اليمني، بهويته الإيمانية وعقيدته وثقافته القرآنية، أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى يدرك ما تسعى إليه دول العدوان منذ اليوم الأول لشن عدوانها، في السيطرة على قراره السياسي واحتلال ممراته البحرية وجزره وموانئه ومسخ هوية اليمنيين ونهب ثرواتهم وخيراتهم وجعل اليمن تحت الوصاية والتبعية.
صنعاء ومن منطلق حرصها على تحقيق السلام المشرف، تؤكد دائماً أنها مع السلام الذي يحقق تطلعات أبناء الشعب اليمني ويحفظ لليمن حريته وسيادته واستقلاله، وهو ما ذهب إليه نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان في تصريحاته الأخيرة بقوله “إن موقف صنعاء لا يحتاج إلى مفاوضات سرية أو إخفاء ما أٌعلن عنه وأنها مع السلام العادل الذي يحفظ لليمن حريته وسيادته واستقلاله”.
ومن الأهمية بمكان، الإشارة إلى أن القيادة في صنعاء جاهزة للسلام وحاضرة وقد أكدت ذلك في أكثر من موقف الاستعداد لتجديد الهدنة بشرط وقف العدوان ورفع الحصار ودفع مرتبات موظفي الدولة وخروج القوات الأجنبية من اليمن ورفع المعاناة عن اليمنيين، وهي مطالب مشروعة ومحقة للشعب اليمني، لا يمكن إغفالها مهما كانت الضغوط.
في المقابل، يسعى تحالف العدوان لإطالة أمد العدوان واستمرار الحصار، وفرض الحظر على المطارات والموانئ اليمنية، غير مبالٍ بمعاناة ملايين اليمنيين الذين حرموا من الاستفادة من ثروات وخيرات بلادهم، خلال الثمان السنوات الماضية، مستكثراً عليهم حتى سفرهم لتلقي العلاج في الخارج.
وبالنظر إلى معطيات الواقع وما سطره الشعب اليمني من صمود وتضحيات في سبيل استقلال قراره السيادي، ورغم ما ارتكبه تحالف العدوان من جرائم يندى لها الجبين، بحق الأطفال والنساء والشيوخ، فإن مؤامرات دول العدوان يقيناً مآلها الفشل الذريع كما فشلت سابقاً ولم تحقق أي انتصار يُذكر على الأرض.
وخلاصة القول فإن صنعاء تمتلك خيارات مفتوحة ومتعددة، ولا يمكنها القبول بحالة اللا حرب واللا سلم التي تسعى دول تحالف العدوان لاستمرارها، في محاولة منها لفرض أجندتها التي شنت الحرب على اليمن من أجلها في مارس 2015م.