صنعاء- سبأ:
يتعرض أطفال اليمن في بلد الإيمان والأمن والأمان لعملية إبادة بشعة من قبل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات بمساندة أمريكا وكيان العدو الصهيوني.
وفي هذا الإطار، نشرت الأمم المتحدة اليوم الاثنين، إحصاءات وصفتها بـ”القاتمة” تظهر ارتفاع أعداد ضحايا العدوان على اليمن من الأطفال إلى 11 ألفا بينهم أكثر من 3700 قتيل.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” كاثرين راسل، بعد زيارة لليمن هذا الشهر: “بالنسبة إلى الأطفال أصبحت الحياة صراعا من أجل البقاء.. لقد فقد آلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضين لخطر الموت”.
وتسبب العدوان الغاشم على اليمن اجمالا بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.. بيد أنه منذ الثاني من أبريل الماضي، ساهمت الهدنة التي بدأت في الثاني من أبريل الماضي في تخفيف صعوبات الظروف المعيشية للشعب اليمني، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.. بحسب الأمم المتحدة.
وارتكب تحالف العدوان مجازر مروعة في أطفال اليمن، وأُدرجت دول العدوان وعلى رأسها السعودية في قائمة منتهكي حقوق الأطفال عام 2016.
لكن السعودية مارست على الأمم المتحدة حينها ضغوطات مالية وهددت بقطع تمويلها للمنظمة الأممية فاستبعد الأمين العام السابق بان كي مون دول تحالف العدوان من هذه القائمة تحت الضغوطات، باعتراف بان كي مون نفسه.
كما أدرجت الأمم المتحدة السعودية في العامين 2018م و2020 في القائمة، لكنها أيضا مارست الضغوطات المالية نفسها على المنظمة الأممية لعدم وضعها في قائمة قتلة الأطفال.
ويفرض تحالف العدوان حصارا جائرا برا وبحرا وجوا على السلع والبضائع والمستلزمات الطبية الدوائية، فيما يتهدد خطر المجاعة الملايين من أبناء الشعب اليمني الذي يحتاج الآلاف منهم إلى العلاج الطبي العاجل الغير متوافر في البلاد.
ومع انتهاء الهدنة، حذر الناطق باسم الجيش العميد يحيى سريع في بيان له بالفعل من احتمال توجيه ضربات جديدة لدول العدوان.
وبعد ثمان سنوت من العدوان على اليمن تواجه البلاد أكبر أزمة إنسانية في العالم، فيما تؤكد “اليونيسف” أن الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن.
ووفقا لإحصاءات المنظمة الأممية، قُتل وأصيب أكثر من 11 ألف طفل منذ مارس 2015 بسبب العدوان على اليمن بقيادة السعودية.
وكانت المنظمة أشارت قبل أشهر إلى مقتل وإصابة نحو 10 آلاف طفل.
وتحدثت “اليونيسف” في تقريرها اليوم الاثنين عن مقتل 3774 طفلا (2742 فتى و983 فتاة و49 مجهولا)، وإصابة 7245 طفلا (5299 فتى و1946 وفتاة).
وقُتل أو جرح 62 طفلا بين نهاية الهدنة الأخيرة في اليمن في بداية أكتوبر ونهاية نوفمبر.
كما أن ما لا يقل عن 74 طفلا من بين 164 شخصا قتلوا أو أصيبوا بسبب ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة بين يوليو وسبتمبر 2022.
وتمكنت الأمم المتحدة من التحقق من هذه الأرقام، لكن التقرير يُرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وقالت “راسل”: “إذا كانت لأطفال اليمن أي فرصة لمستقبل لائق، فيجب على أطراف النزاع والمجتمع الدولي وجميع من لهم نفوذ ضمان حمايتهم ودعمهم”.. مضيفة “سيكون التجديد العاجل للهدنة خطوة أولى إيجابية”.
ومنذ ما يقرب من ثمان سنوات، يحتاج أكثر من 23,4 مليون شخص (من بين 30 مليونا)، بينهم 12,9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية.
ويعاني ما يقدر بنحو 2,2 مليون طفل في اليمن سوء تغذية حادًّا، بما في ذلك ما يقرب من 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد.
ويفتقر أكثر من 17,8 مليون شخص، بما في ذلك 9,2 مليون طفل، إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.
في الوقت ذاته، يواجه اليمن أزمة تعليمية حادة، إذ أن هناك مليوني طفل خارج المدارس، وقد يرتفع هذا العدد إلى ستة ملايين طفل في المستقبل لأن مدرسة واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس في اليمن تعرضت لتدمير أو أضرار جزئية.
وتحتاج “اليونيسف” بشكل عاجل إلى 484,4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في عام 2023، وفقا للتقرير.
وأكدت “راسل” أنه “في نهاية المطاف، وحده السلام المستدام سيُتيح للعائلات إعادة بناء حياتها المحطمة والبدء في التخطيط للمستقبل”.