الوحدة نيوز/ حيا عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي تضحيات ثوار 14 أكتوبر في طرد المحتل وجلاء آخر جندي بريطاني من الأراضي اليمنية في الـ30 من نوفمبر 1967م، بعد أن جثم نحو 128 عاماً.
وأكد الرهوي، في الفعالية الاحتفالية التي نظّمتها الأحزاب والمكوّنات السياسية اليوم في صنعاء بمناسبة العيد الـ55 للاستقلال (30 من نوفمبر)، أن أبناء الشعب اليمني من صعدة حتى المهرة شاركوا في دحر المستعمر البريطاني، بالرغم مما كان يمتلكه من قوة عسكرية تفوق الكثير مما يمتلكه أحرار اليمن.
وأشار إلى أن جلاء آخر جندي بريطاني من أرض اليمن جاء بتضحيات ثوار اليمن في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، انطلقت من جبال ردفان الشماء بقيادة المناضل غالب بن راجح لبوزة ورفاقه.. مؤكداً أنه بالرغم مما أعد له المحتل البريطاني من عدة لحصر الثورة في مناطق محددة، إلا أن المدد القادم من شمال الوطن عجّل بتحقيق النصر المؤزر وإعلان ثورة الـ14 من أكتوبر عام 1963م.
وقال: “التاريخ اليوم يعيد نفسه، بوجود المحتل القديم – الجديد في جنوب اليمن برعاية قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وأدواتها في المنطقة وعملائها من أبناء جلدتنا، فما أشبه الليلة بالبارحة ونحن نتصدّى لقوى العدوان والاحتلال”.. مؤكداً أن معطيات التاريخ تؤكد أنه لا بقاء للمحتل والغازي على أرض اليمن، باعتبار اليمن مقبرة الغزاة.
واستغرب الرهوي من أن يُحتفل بعيد الاستقلال من قٓبل الواقعين تحت سيطرة الاحتلال في جنوب اليمن.. داعياً أبناء المحافظات الجنوبية إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة قوى الاحتلال الأمريكي – السعودي – الإماراتي، وإلى جانبهم كافة أبناء الشعب اليمني.
وحذّر من الاستسلام لدسائس ومكائد المستعمر البريطاني في إيجاد حرب أهلية بين أبناء اليمن، كما حصل فيما مضى، باعتماد سياسة “فرِّق تسد”.. لافتاً إلى أن كافة أطياف ومكوّنات الشعب اليمني في خندق الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ورئيس اللجنة السياسية الاستشارية بالمجلس السياسي الأعلى اللواء مجاهد القهالي وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، أكد رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، الموقّع على اتفاق السلم والشراكة، اللواء خالد باراس، أن تحالف العدوان والاحتلال في اليمن امتداد لسياسة المستعمر البريطاني في تدمير ما تحقق من إنجازات، وما بناه أبناء اليمن في خمسة عقود.
وأرجع دحر الاحتلال البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م إلى وعي القوى والنخب السياسية والثورية بخطورة ما يخطط له المستعمر البريطاني من تغيير في الهوية وتفكيك النسيج المجتمعي اليمني.
وأعرب اللواء باراس عن الأسف لوقوف البعض إلى جانب تحالف العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي في تدمير مقدرات اليمن، بالرغم من أن الجرائم التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ لم تستثنِ أحدا بمن فيهم أهاليهم وأقاربهم ممن لا يزالون في مناطقهم.
وقال: “في الوقت الذي نحتفل فيه اليوم بعيد الاستقلال، نتطلع للاحتفال بتحرير كافة الأراضي اليمني من دنس المعتدين والمحتلين”.
وزير الدولة أحمد القنع أكد ضرورة استعداد كافة القوى والمكوّنات وأبناء الشعب اليمني لمواجهة المستعمر الجديد، الذي جاء بتحالفات مشبوهة تستهدف اليمن شمالاً وجنوباً.
ولفت إلى حاجة الشعب اليمني اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصفوف باتجاه تحرير الأراضي اليمنية المحتلة، وإعداد العدة، وحشد الجهود والطاقات في هذا الجانب.. مشيداً بما سطّره الأبطال من بطولات وتضحيات على مدى ثمانية أعوام في مواجهة العدوان.
رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى منصور أبو أصبع، أشار من جانبه إلى واحدية الثورة اليمنية وقضايا اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
وقال: “في 4 يناير 1963م، اجتمع أكثر من 100 شخصية لتدارس قيام ثورة ضد المستعمر البريطاني، ومنهم ضباط وأحرار وشخصيات من جنوب اليمن قاتلت إلى جانب ثوار 26 سبتمبر” .. لافتاً إلى اللقاءات والمؤتمرات، التي عُقدت قبيل اندلاع ثورة 14 أكتوبر، من قِبل المكوّنات والنخب السياسية لبلورة آلية لتحرير جنوب اليمن من المستعمر البريطاني.
وأضاف أبو أصبع: “الشعب اليمني بمختلف مكوناته وتوجهاته شارك في الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وقدّم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك باستشهاد الكثير من أبناء اليمن في شماله وجنوبه”.. مؤكداً وحدة الشعب اليمني رغم المحاولات المستميتة التي سعى البعض ممن ارتبطوا بقوى الاستعمار إلى اعتماد تسمية جنوب اليمن بالجنوب العربي.
ولفت إلى أن السعودية التزمت لبريطانيا بتكاليف بقائها في عدن، لتمكينها من إسقاط صنعاء.. مؤكداً أن السعودية لم تترك لليمنيين متنفساً لبناء الوطن وترسيخ قِيم ومبادئ الثورة اليمنية، إلا أنها فشلت في تحقيق مأربها في الشمال، واتجهت لتغذية الصراعات في الجنوب.
وجدد رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني التأكيد على وحدة مسيرة الشعب اليمني.. وقال: “يريدون إمارة في المهرة يحكمها العدو الصهيوني للاطمئنان على باب المندب، فيما تتقاسم الإمارات والسعودية جنوب اليمن، بما يملكه من مناطق ومواقع إستراتيجية، ومنها أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون”.
وأيّد أبو أصبع الضربات الصاروخية لمنع نهب ثروات اليمن النفطية والغازية، ليستفيد منها كافة أبناء الشعب اليمني الذي تتفاقم معاناته يوماً إثر آخر جراء توقف المرتبات وعجلة التنمية بصورة عامة.
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أن الاحتفال بعيد الاستقلال يأتي لاستذكار التاريخ المشرق للشعب اليمني، واستلهام الدروس من تضحيات الأحرار والمناضلين التي توّجت بجلاء آخر جندي بريطاني من أرض اليمن في الـ30 من نوفمبر 1967م.
واعتبر الـ30 من نوفمبر علامة فارقة في تاريخ النضال اليمن، الذي خاضه الأجداد والآباء في مواجهة الطغاة والمحتلين والغزاة ودحرهم من الأراضي اليمنية وصولاً إلى طرد الاحتلال البريطاني.. مؤكداً أن اليمن، الذي استطاع أبناؤه دحر المحتل في الماضي، قادر على طرد الغزاة الجدد وتطهير الأراضي اليمنية من رجسهم.
ولفت القحوم إلى أن الوحدة اليمنية مكسب وطني للشعب اليمني لا يمكن التفريط به، ما يستدعي أن يكون هناك إجماع وطني بأهمية الثوابت الوطنية مهما اختلفت التوجهات والرؤى بين المكوّنات والنخب السياسية.
فيما اعتبر حميد عاصم، في كلمة أحزاب اللقاء المشترك، الثلاثين من نوفمبر فرصة لاستحضار تضحيات أحرار اليمن في شمال الوطن وجنوبه من خلال توحيد جبهة المقاومة للاستعمار البريطاني آنذاك.
واستعرض الخطوات، التي انتهجها ثوار اليمن وتحركاتهم للتهيئة لثورة 14 من أكتوبر 1963م وطرد المحتل البريطاني من جنوب اليمن، وهو ما تحقق في الثلاثين من نوفمبر 1967م.. لافتاً إلى أن الاستعمار الذي يعود اليوم بعباءة عربية، إلا أنه استعمار إمبريالي أمريكي – بريطاني بأدوات عربية.
ودعا عاصم إلى توحيد الصفوف لمواجهة المحتل في الأراضي الجنوبية، وإفشال مخططاته الهادفة إلى تعميق معاناة أبنائها، خاصة في الجانب الأمني، بحيث أصبح القتل والتقطع والنهب اليوم ديدن تلك المحافظات.
من جهته، اعتبر أمين عام تنظيم التصحيح، عصام قناف، الـ30 نوفمبر نهاية للتجزئة والتقسيم والدويلات الهزيلة التي صنعها الاستعمار على أرض الجنوب وانتصاراً لواحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والمد الثوري التحرري العربي من كل أشكال الاستعمار.
وأشار إلى أن الاستقلال المجيد جاء بعد كفاح مسلح سجّله التاريخ في أنصع صفحاته وسطر فيه مناضلو ثورة 14 أكتوبر والجبهة القومية وجبهة التحرير أروع الملاحم البطولية التي تكللت بطرد الاستعمار البريطاني.
وبيّن قناف أن الاستعمار أعاد إلى اليمن من جديد مستخدما أدوات ومخالب عربية من دول الجوار طامعة في احتلال الجزر والمنافذ والممرات المائية لليمن.
في حين اعتبر أمين عام حزب جبهة التحرير صالح صائل، في كلمة الأحزاب المناهضة للعدوان، الـ30 من نوفمبر يوماً يستذكر فيه أبناء اليمن التاريخ النضالي وتضحيات الأحرار من أبناء اليمن الذين قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل جلاء المستعمر البريطاني.
وأكد أن الشهداء أعادوا كتابة التاريخ بأحرف من نور واستطاعوا إركاع أقوى امبراطورية لم تغب عنها الشمس، وأضاءوا طريقاً سلكه الأجداد من صنعاء إلى عدن للتحرر من التبعية والوصاية والارتهان.
وأشاد صائل بالمواقف الوطنية الثابتة للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، التي احتوت كافة القوى والمكونات السياسية، وإيجاد شراكة معها لتطهير ما تبقى من الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين.
وحث أبناء وأحفاد ثوار الـ14 من أكتوبر إلى التمسك بالإنجازات التي تحققت في يوم 30 من نوفمبر 1967م، بجلاء آخر جندي بريطاني من أرض اليمن.
وأكد بيان صادر عن الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية أن تحرير كل شبر من أراضي اليمن مسؤولية الجميع دون استثناء، وعهد في ذات الوقت لا ينبغي التنصل عنه.
وجدد البيان على الموقف المبدئي والثابت بقضايا الأمة، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية، وأن اليمن جزء لا يتجزأ من محور المقاومة.. مؤكداً الرفض المطلق للمواقف المذلة لبعض الأنظمة العربية المنخرطة في مسار الذلة والهرولة في ما يسمى التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين.
ولفت بيان الأحزاب والمكوّنات السياسية إلى التمسك بسيادة واستقلال اليمن ورفض التبعية والوصاية الخارجية، ومحاربة الفساد.
وأيّد البيان ما تقوم به القوات المسلحة الباسلة من ضربات نوعية لمنع نهب الثروات اليمنية كحق مشروع يجب ألا يتوقف مطلقاً.
ودعا البيان المنخرطين في صف العدوان إلى العودة إلى جادة الصواب، والانضمام إلى الصف الوطني، وأخذ العِبرة مما سطره التاريخ من مصير أسود لمن يرتمون في صف العدو، خاصة بعد أن تجلّ للجميع ما يتعرّض له المنخرطون في صفوف العدوان من استغلال، وتحويلهم إلى وقود حرب ضد أبناء جلدتهم.
كما دعا دول العدوان إلى رفع الحصار على الموانئ والمطارات اليمنية، وسحب قواتها من كامل أراضي الجمهورية اليمنية مع الالتزام بالتعويض واعادة الإعمار… ناصحاً دويلة الإمارات والنظام السعودي بعدم الاستمرار في الرضوخ لأمريكا وبريطانيا، لأن ذلك سيكون وبالاً عليهما، فاليمن لن يكون خطراً إلا على من يعتدي عليه.
وطالب بيان الأحزاب والمكونات السياسية، أبناء الشعب اليمني بالجهوزية ومواصلة رفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر المبين.
حضر الفعالية الاحتفالية عدد من رؤساء وأمناء عموم الأحزاب والمكونات السياسية وكذا الأحزاب المناهضة للعدوان.