صدر، مؤخرا، عن دار “يسطرون” في القاهرة، ديوان “على ظهر اللحظة” للشاعر والناقد والكاتب الكبير الراحل محمد يحيى المنصور.
واعتبر الناقد والكاتب علوان الجيلاني أن هذا الديوان يمثل حضورا ابداعيا يوازي في أبهته جلال الفقد وحرقة الغياب، لاسيما وهو يأتي في الذكرى الثانية لرحيله المفجع.
وضم الديوان عدداً من قصائد الشاعر المنصور الذي تميز بتعامله المختلف والمكثف مع الشعرية العالية؛ ولهذا بزرت تجربته محمولة على خصوصية عززت مكانته شاعراً كبيراً ضمن جيل شعراء التسعينيات في اليمن، وممن صنعوا حضورا مختلفا لقصيدة النثر.
نقتطف من حديقة الديوان:
هذه المدينةُ
لم تعُد غريبةً في الحقيقة
فبإمكان أيّ أحد
أن يموت بداخلها
دُون أن تُحرّك
الكلمات ساكنا
عادةٌ سيئةٌ ولا شك
أن يُصبح الموتُ أليفا
لدرجة أن تٌمارِسه كعادةٍ
يومية.
يعد الشاعر محمد يحيى المنصور من أهم القامات الأدبية والثقافية التي عرفتها اليمن بين 1990-2020م، كما يعد واحداً من الفاعلين المميزين في تشكيل الجيل الأدبي المعروف بجيل التسعينيات، وقد تميز بقوة جملته، وحدة وعيه، وقدراته الواسعة على تفكيك النصوص والأحداث والوقائع وتكشيف أنساقها ومرجعياتها بتبصر فارق، وفهم عميق.
وخلال مسيرته الأدبية التي أربت على الثلاثين عاماً، نشر العشرات من الدراسات النقدية، وساهم في تقديم المشهد الشعري اليمني عبر عديد الندوات الثقافية، وكان بيته في القاع بالعاصمة صنعاء من أهم حواضن مثاقفات الأدباء التسعينيين اليمنيين، حيث كان العشرات منهم يعمّون مَقِيلَهُ يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وكان الأمر نفسه يحدث بقية أيام الأسبوع في مقيل صحيفة “الأمة”. بسبب وجوده فيها.
-ولد في المحابشة بمحافظة حجة سنة 1965م، التحق بالمدارس الحكومية بالمحابشة، تتلمذ على يد جده العلامة يحيى بن حسين الخزان في كثير من العلوم التقليدية من متون وشروح في اللغة والنحو والبلاغة والعروض الشعري العربي، وكذلك على يد العلامة يحيى أحمد الخزان.
-تخرج من الثانوية سنة 1984م، والتحق بجامعة صنعاء سنة 1986م، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، حيث درس على أيدي مجموعة من الدكاترة والنقاد العرب واليمنيين أمثال: د/ عبدالعزيز المقالح، د/ وهب رومية، و د/ كمال أبو ديب، د/ علي جعفر العلاق، د/ فايز الداية، د/ مسعود بوبو، د/ محمد عمر الضماري (تونس) بجانب قراءته المعمقة في الثقافة والإبداع العالمي. وكان أصدقاؤه يصفونه بـ”صديق الدكاترة” بسبب التحامه بأساتذته مناقشات ومثاقفات لا توقف.
-تخرج في جامعة صنعاء سنة 1990م، بدأ نشاطه الإبداعي وهو في صفوف الجامعة بكتابة الشعر والمقالة النقدية، ونشر نصوصه وكتاباته في صحيفة (الثورة) ومجلة (معين) و(الجمهورية) مشكلاً مع زملائه الشعراء: عبدالرحمن الحجري وخالد زيد الشامي ومحمد عبدالوهاب الشيباني ومحيي الدين جرمة وعبدالناصر مجلي ونبيله الزبير وعبدالوكيل السروري وعلي الشاهري وأحمد شاجع وعادل أبو زينة ومحمد القعود ونبيل السروري ومختار الدبعي ومختار الضبيري ومحمد سعيد سيف ومحمد عبدالوكيل جازم ومحمد السقاف وغيرهم، بواكير الحركة الشعرية التسعينية، أسس مع عبدالرحمن الحجري لجماعة (سبان) التي كان من أهم أهدافها الانتقال بالقصيدة اليمنية المعاصرة، إلى الطلائعية التي تستوعب في العمق النظرية النقدية الجديدة بخصوص نص شعري يتجاوز الآني والسائد السبعيني.
-منذ عام 1987م، أصبح عضواً عاملاً في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين واتحاد الأدباء والكتاب العرب.
-عضو عامل بنقابة الصحفيين اليمنيين منذ عام 1986م.
-عمل بالتدريس لمادة اللغة العربية منذ 1991 – 1998م، بعدد من المدارس الثانوية في مسقط رأسه المحابشة -محافظة حجة، وفي العاصمة صنعاء.
-عمل مديراً لتحرير صحيفة الأمة منذ عام 1999م، ورئيساً لتحريرها منذ عام 2000 – 2001م.
-تولى مهام حزبية قيادية منها منصب الأمين العام لحزب الحق، كما تولى مهام إعلامية حساسة في مراحل وطنية مفصلية.
-مديرًا تنفيذيا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية.
-رأس تحرير مجلة مقاربات سياسية الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية.
-رأس تحرير صحيفة الثورة من 11 أكتوبر 2015م إلى مطلع عام 2019م.
-رأس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ من 20 إبريل 2019م، وحتى وفاته.
-صدر له: ديوان “سيرة الأشياء” عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 2003م.
– له مجاميع شعرية أخرى يجري العمل على إصدارها.
– له كتاب في النقد الأدبي – يجري العمل على إصداره.
-وله كتابات أخرى ودراسات ثقافية متعددة.
– له ستة أولاد: فاطمة ورؤى وغدير وأحمد والبتول وعلي.
– رحل الشاعر محمد المنصور – رحمه الله -عن عالمنا يوم الجمعة 20 نوفمبر 2020م.