كثيرةٌ هي المقولات التي سعت لربط القرن العشرين بِاسمٍ أو حدث أو حقل بحثيّ أو عِلميّ ما: من مؤرّخي الحربين العالميتين والحرب الباردة الذين وصفوه بأنه “قرن الحروب”، إلى الكاتب الفرنسي أندريه مالرو، الذي قال إن القرن العشرين سيكون دينياً أو لن يكون، وليس انتهاءً بمَن ربطوه بالعديد الهائل من الاكتشفات العِلمية التي حدثت فيه.
إلى هؤلاء الأخيرين ينتمي الكاتب والصحافي الأميركي المهتمّ بمسائل العِلم، جيرارد بيل، صاحب كتاب “عصر العلم: ماذا تعلّم العلماء في القرن العشرين”، الصادرة نسخته العربية حديثاً عن “المركز القومي للترجمة” في القاهرة، بتوقيع المترجم المصري حسين ثابت.
ويعرض الباحث لقصص أبرز الابتكارات والنتائج العِلمية التي شهدها القرن، من علوم الفضاء والكون إلى الذرّة والخلايا والبيولوجيا الجزئية، مروراً بالكيمياء والفيزياء والطبّ والتكنولوجيات الصناعية وغيرها.
يتوزّع الكتاب على سبعة فصول، هي: “العِلم هو ما يقوم به العلماء”، و”ثورة في عالم المعرفة”، و”الضوء”، و”المكان والزمان”، و”الخليّة الحيّة”، و”تاريخ الأرض وتطوّر الحياة”، و”الأدوات والتطوّر البشري”.
من مقدّمة المترجِم حسين ثابت ــ الذي يعمل أستاذاً في “جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا” بالجيزة ــ نقرأ: “ما وجدتُه في هذا الكتاب القيّم هو موسوعة على شكل كتاب، لم يترك فيه مؤلّفُه شاردة ولا واردة دفعتْ مسيرة الحضارة البشرية في القرن العشرين إلّا وتناولها في أعطاف قصّة لا يملّ القارئ من قراءتها، فجيرارد بيل لم يتحدّث بوصفه عالماً، بل بوصفه شاهداً على عصر العِلم”.
ويحيلنا قول المترجِم بأن جيرارد بيل شاهدٌ على العِلم إلى أن الكاتب والصحافي الأميركي (1915 ــ 2004) عمل لعقود في الصحافة العِلمية، التي كتب فيها عشرات المقالات ونشر خمس كتب، كما أشرف لعقود على تحرير مجلّة “الأميركي العِلمي” (“ساينتيفيك أميركان”) التي تُعَدّ من أكثر مجلّات التبسيط العِلمي انتشاراً في الولايات المتّحدة.
