نهى سعد
لا يحب أحد أن يكون الناقل لخبر سيئ وحزين إلى الآخرين، وكما يصعب تلقي الأخبار السيئة، فالوضع صعب أيضا على من يتعين عليهم نقل هذه الأخبار والتسبب في شعور الشخص الآخر بالألم.
فإذا كنت مكلفا بإبلاغ شخص ما بخبر حزين مثل وفاة أحد أفراد أسرته، أو فصله من عمله، أو إصابته بمرض خطير، أو أي خسارة أخرى، هذه بعض الأمور التي يجب عليك مراعاتها، وأخرى عليك تجنبها لتخفيف وقع الخبر على متلقيه:
اختر الوقت والمكان
اختر الوقت والمكان المناسبين، فلا يمكن أن تنقل خبرا سيئا لشخص وأنت على عجالة وتريد الرحيل لموعد آخر لديك، بل احرص أن يكون لديك الوقت الكافي للتحدث بهدوء واستقبال مشاعر الطرف الآخر والإجابة على أسئلته.
وحاول تجنب أوقات الأعياد والمناسبات الخاصة للشخص، مثل يوم ميلاده، فإذا كان هناك خيار لتأجيل الخبر، يمكنك اختيار وقت آخر.
وتجنب أيضا نقل الأخبار الحزينة عبر الهاتف أو الرسائل النصية، فمن الأفضل أن تخبره وجها لوجه. وحاول أن تكون أنت والطرف الآخر جالسين لحماية المتلقي مما قد يشعر به إثر الصدمة من إغماء أو دوار.
جهز نفسك
حضر مسبقا ما تود قوله، وكيف ستنقل الخبر الحزين إلى صاحبه، وتأكد من معرفة المعلومات بشكل صحيح ومحدد، وفكّر جيدا في المعنى والتفسيرات المحتملة لكلماتك، فلا يمكنك استرجاع الكلمات بعد قولها، وخاصة في مثل هذه المواقف، إذ تؤثر الكلمات بشكل مختلف.
وعلى صعيد آخر، حضّر نفسك لاستقبال رد الطرف الآخر، فيمكن أن يظهر الشخص ردا غاضبا، أو ييدأ في البكاء أو يهاجمك، وفي كل الحالات وظيفتك أن تكون مستعدا للتعامل مع أي رد، واحتواء الموقف.
اهدأ أولا
حاول تهدئة نفسك أولا للتحدث بطريقة هادئة ومنظمة، خاصة إذا كنت أنت أيضا معنيا بالخبر السيئ الذي ستنقله للشخص الآخر، فإذا قمت بتوصيل الخبر وأنت في حالة عاطفية متوترة، قد تنسى تضمين كل التفاصيل، وقد يجعل ذلك الخبر يبدو أصعب، ويجعل تأثيره أسوأ على المتلقي.
توقع بعض الأسئلة
استعد قدر الممكن للإجابة على الأسئلة التي قد يرغب المتلقي في معرفة إجاباتها، وحافظ على صراحتك.
لا تمزح
يتعامل البعض مع الصدمات والمشاعر السلبية والمواقف غير المريحة بالمزاح؛ أملا في تخفيف حدة الموقف، ومع حسن نية الطرف الذي يرسل الخبر، إلا أن استخدام الفكاهة في هذه المواقف أمر يجب قطعا تجنبه لما قد يسببه للطرف المتلقي من شعور بعدم الاحترام والاستخفاف بألمه.
كن واضحا
كن واضحا ومختصرا، وتجنب الالتفاف حول الموضوع قبل طرحه وتجنب الغموض.
فإذا كان هناك أسباب وراء ما حدث، يجب توضيحها وعدم ترك الطرف الآخر في حيرة، على سبيل المثال، إذا كنت مسؤولا لنقل خبر فصل شخص عن عمله، يجب توضيح أسباب هذا القرار.
ضع نفسك مكان الطرف الآخر
إظهار تفهمك وتعاطفك مع الطرف المتلقي للخبر السيئ يمكن أن يخفف من وقع الخبر عليه، وعندما يشعر المتلقي بإدراكك صعوبة الموقف، قد يسمح له ذلك بالتعبير عن مشاعره في مساحة آمنة تحترم ما يشعر به.
يمكنك تخيل شعور متلقي الخبر السيئ، وما الأفكار المحتملة التي يمكن أن تخطر بباله حتى تتفهم مشاعره وردوده، وتحتويه قدر الإمكان.
وإذا كان بإمكانك تقديم أي مساعدة، أخبر الطرف الآخر بها، فقد يخفف ذلك عنه ويشعره أنه ليس وحيدا تماما، أو قم بإحالته إلى شخص يمكنه تقديم المساعدة.
قل الحقيقة
أجرت الطبيبة النفسية فاليري إيغير، من جامعة تولوز جان جوريس الفرنسية، وزملاؤها دراسة حول نقل الأخبار الطبية السيئة، وشارك في الدراسة 190 شخصا من المرضى وأسرهم ومن العاملين في القطاع الصحي.
ومن بين هؤلاء المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية، فضل حوالي الربع أن يتم إخبار المريض أولا بالخبر السيئ المتعلق بصحته ونقل الحقيقة كاملة له، ورأى أكثر من الثلث أنه يجب إخبار الأسرة قبل المريض، في حين اعتقد الربع أن الأمر يتغير حسب ظروف كل حالة، واعتقد 13% فقط أنه لا ينبغي أبدا قول الحقيقة.
ويتضح من ذلك أن الغالبية فضلوا سماع الحقيقة، كما تؤكد الدراسة على أهمية مشاركة الأسرة لتقديم الدعم اللازم للمريض وتخفيف وقع الأخبار السيئة عليه.
أعط المتلقي قدره الصحيح
لا تعامل الكبار مثل الأطفال، ولا تعامل الأطفال مثل البالغين، تأكد من التحدث بشكل يناسب المتلقي -سواء حسب سنه أو مستوى فهمه- حتى لا يزداد الخبر السيئ صعوبة في تلقيه.
حاول استخدام كلمات تعلم أن المتلقي سيفهمها، وتجنب استخدام المصطلحات الغامضة، خاصة عند الحديث عن الموت والمشاكل الصحية.
تذكر ما لا تريد التحدث عنه
في بعض الأحيان تزيد التفاصيل الكثيرة الأمر سوءا، وقد يبدأ الطرف الآخر بطرح الكثير من الأسئلة، ويدفعك لقول ما لا تود قوله، لذلك كن واعيا تماما لما تريد قوله، وانتبه لما لا تريد التطرق له، حتى لا يزداد الأمر تعقيدا.
لا تعط أملا كاذبا
كن صريحا وصادقا، ولا تحاول إعطاء الشخص الآخر وعودا وآمالا كاذبة لتخفيف أثر الخبر المؤلم عليه، ولا تحاول تزييف الحقائق لتبدو أفضل، فلن يتسبب ذلك إلا في شعور المتلقي بألم أكبر وخيبة أمل إضافية.
ومن الأفضل إخبار المتلقي بالحقيقة، ثم طمأنته أنك ستفعل كل ما في وسعك لمساعدته، إذا كان ذلك ممكنا.
المصدر : مواقع إلكترونية