توصلت دراسة إلى أنَّ الزواج السعيد يساعد مرضى النوبات القلبية على التعافي سريعاً، إذ أشارت إلى أن الأزواج الذين لديهم شركاء محبون وداعمون هم أقل عرضة لخطر عودتهم إلى المستشفى أو المعاناة من آلام في الصدر.
صحيفة The Daily Telegraph البريطانية قالت، وفقاً للباحثين بجامعة ييل، إن الزواج المُجهِد يرتبط بتعافٍ أبطأ، كما وجد الباحثون أنَّ هذه المسألة تؤثر في النساء على وجه الخصوص؛ لأنهن أكثر عرضة للإبلاغ عن ضغوط زوجية حادة أكثر من الرجال.
كما أشار الخبراء إلى أنَّ النتائج يمكن أن تمهد الطريق لأمراض القلب، بحيث تتوقف عن اعتبارها مرض عضو واحد، والبدء في فهمها بصورة شاملة، وفيما يتعلق بالصحة العقلية للمرضى وظروفهم الشخصية أيضاً.
واقترحوا أنَّ النظر إلى الضغوط اليومية لمرضى القلب يمكن أن يحسن العلاج والرعاية، بما في ذلك الضغوط المالية وضغوط العمل، وكذلك القضايا الزوجية.
تعمل نتائج الدراسة على تحسين الفهم الحالي بأنَّ الزواج أو الارتباط له صلة بتحسين الصحة والتنبؤ بأمراض القلب.
بعد اكتشاف أنَّ الإجهاد له تأثير سلبي على التعافي من أمراض القلب، قالت الباحثة الأساسية في الدراسة، الدكتورة سينجينغ تشو، من كلية ييل للصحة العامة، إنَّ هناك حاجة إلى مزيد من الموارد لتقليل مستويات التوتر لدى الناس.
وأضافت أنه: “يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية أن يكونوا على دراية بالعوامل الشخصية التي قد تسهم في تعافي القلب والتركيز على توجيه المرضى إلى الموارد التي تساعد في إدارة مستويات التوتر لديهم وتقليلها”.
وقارنت الدكتورة تشو التعافي، بعد عام من الإصابة بنوبة قلبية، بين أولئك الذين أبلغوا عن إجهاد زوجي، في دراسة أُجرِيَت على 1593 شخصاً وصنف فريقها الجميع على أساس صحتهم البدنية والعقلية ومستويات التوتر، باستخدام مقياس مكون من 12 نقطة أُبلِغ عنها ذاتياً.
وبحسب الدراسة، فإن أولئك الذين أبلغوا عن مستويات الإجهاد الزوجي الشديدة كانوا أكثر عرضة بنسبة 67% للإبلاغ عن آلام في الصدر مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من ضغوط زوجية خفيفة أو لا يعانون من ضغوط زوجية، كما قُدِّر خطر عودتهم إلى المستشفى بنسبة 50%.
وأوضحت الدكتورة تشو: “النتائج التي توصلنا إليها تدعم أنَّ الإجهاد الذي يعاني منه المرء في الحياة اليومية؛ مثل الإجهاد الزوجي، قد يؤثر في تعافي الشباب بعد نوبة قلبية”.
وأضافت: “ومع ذلك، فإنَّ الضغوط الإضافية التي تتجاوز الإجهاد الزوجي؛ مثل الإجهاد المالي أو ضغوط العمل، قد تسهم أيضاً بدور في تعافي الشباب، ويتطلب التفاعل بين هذه العوامل مزيداً من البحث”. كما أوصت أنه يجب أخذ الجهود المستقبلية في الاعتبار فحص المرضى للكشف عن الإجهاد اليومي أثناء مواعيد المتابعة للمساعدة في تحسين تحديد الأشخاص المعرضين لخطر تردي التعافي البدني أو العقلي أو بحاجة لاستشفاء إضافي.
وجميع المرضى الذين شملتهم دراسة جمعية القلب الأمريكية عولجوا من نوبة قلبية، وكان كل عضو في المجموعة متزوجاً أو في شراكة ملتزمة عندما أصيب بنوبة قلبية.
ولتقييم مستوى الإجهاد الزوجي بعد شهر واحد من الأزمة القلبية، أجاب المشاركون على استبيان مكون من 17 عنصراً تضمّن جودة العلاقة العاطفية والجنسية مع الزوج أو الشريك، وبناءً على ردودهم، قُسّموا إلى 3 مجموعات: ضغوط زوجية غائبة أو خفيفة، ضغوط زوجية معتدلة، وضغوط زوجية شديدة.
وقالت البروفيسور نيكا غولدبرغ، المتطوعة الخبيرة في جمعية القلب الأمريكية: “هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية تقييم الصحة العقلية لمرضى القلب، وتتوافق مع الدراسات السابقة التي تظهر أنَّ ضغوط الزواج تلقي بعبء أكبر على صحة المرأة”.