عبدالمجيد التركي
يعجبني لمعان الألمونيوم الذي يصنعون منه العكازات، وذلك الزر البارز الذي يتحكم في تطويل العكاز أو تقصيره، كان جارنا محمد مصلح يعتني بعكازه كثيراً، فيضع قطعة من المطاط الأسود في طرف عمود الألمونيوم، ويلصق الاسفنج ليشعر بالليونة حين يتكئ بإبطيه على العكاز.
استعرت ذلك العكاز كثيرا بين صلاة المغرب والعشاء، وأعيده إلى الجامع قبل أن يكمل جارنا التشهد الأخير.
حتى الطاولة الخشبية التي كانت مربوطة بسلسلة في صرح المسجد، وتستخدم لغسل الموتى، تمددت عليها فشعرت بألم في ظهري، ولم أجرؤ أن أسأل أحمد زياد، المكلف بغسل الموتى: لماذا لا يضع بعض الاسفنج على هذه الخشبة القاسية ليريح الموتى ظهورهم عليها وهم يغتسلون للمرة الأخيرة؟
سألته: لماذا يربطها بالسلسلة.. هل هناك من ينوي سرقة هذه الخشبة فعلاً؟
إنها خشبة ميتة، وإلا كيف تصمد حين يغسلون عليها الأمهات؟