تقرير/ ماهر الخولاني
تشهد أمانة العاصمة منذ أكثر من عشرين يوماً استعدادات كبيرة وترتيبات واسعة لإحياء أعظم مناسبة دينية استقبلتها البشرية جمعاء، مولد سيد خلق الله ونبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهار العاصمة بحلة بديعة وبهيجة تليق بعظمة ومكانة المناسبة في قلوب اليمنيين.
وتحت شعار “لبيك يا رسول الله” يتنافس أبناء حارات وأحياء مديريات العاصمة، بوعي وزخم متصاعد لإقامة الفعاليات والأمسيات الاحتفالية والأنشطة التحضيرية بما يليق بالمناسبة، وفي أجواء إيمانية مليئة بالمحبة والتعظيم والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يستعد اليمنيون بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، للاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم، ليجسدوا مدى علاقتهم برسول الله، ويؤكدون للعالم أجمع على تمسكهم واقتدائهم بالنهج المحمدي وسيرته ومواصلة الثبات والصمود في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي.
وفي السياق تشهد مديريات الأمانة العشر ومكاتبها التنفيذية، سباقاً واسعاً على مستوى الترتيبات والتحشيد للفعاليات الاحتفالية، واستعدادات مكثفة إضافة إلى أعمال التحسين والإضاءة والتزيين في الشوارع والحارات والمباني والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة، ابتهاجاً بمولد الرسول الأعظم.
وقد دشنت أمانة العاصمة منتصف شهر صفر الجاري، برنامج الاحتفال بالمولد النبوي بتنظيم فعاليات ولقاءات وأنشطة ومحاضرات وندوات ثقافية ودينية وتوعوية، في مختلف الأحياء والحارات والمدارس والأندية والمعاهد والجامعات والمؤسسات والمجالس المجتمعية.
وتنوعت الفعاليات المصاحبة للاحتفال بهذه المناسبة، بين التواشيح والأناشيد والقصائد والمسابقات الثقافية وأعمال الإحسان والتكافل وخدمة المجتمع والبرامج المتنوعة المعبرة عن عظمة المناسبة وأهمية أحيائها ومكانتها في قلوب اليمنيين، وضرورة التحلي بأخلاق ومبادئ وقيم الرسول الكريم وصبره وإيمانه وجهاده.
وشهدت مدارس أمانة العاصمة، زخماً وتفاعلاً خلال الأيام الماضية من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات والإذاعات المدرسية، تعبيرا عن ابتهاج الطلاب والطالبات بذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية والمضي على نهجه والاقتداء بأخلاقه، وإحياء سيرته.
وتنوعت الاحتفالات التربوية، ما بين فعاليات ثقافية وخطابية وندوات ومهرجانات وألعاب رياضية ومسرحيات وعروض كشفية ومعارض ومجلات حائطية ومسابقات ومبادرات إحسان ونظافة وأنشطة مختلفة، إضافة لتزيين ساحات المدارس.
فيما تعم مساجد أمانة العاصمة، روحانية المولد النبوي بإحيائها للدروس والمواعظ والمحاضرات الدينية والتعريف بالسيرة النبوية ونهج الرسول الأكرم وأخلاقه ومبادئه وشمائله وشجاعته وجهاده، والتذكير بأهمية الاحتفال بهذه المناسبة والاقتداء به والتأسي بسنته والسير على منهجه القويم لمواجهة الأعداء.
وسبقت مظاهر الاحتفال بذكرى مولد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين بأمانة العاصمة، سلسلة اجتماعات ولقاءات للتحضير والترتيب لأنشطة وفعاليات إحياء المناسبة وتشكيل لجان للحشد والإعداد والتهيئة لإنجاح الفعاليات التي بدأ تنظيمها للاحتفال المشرف بالمولد النبوي.
وبرزت مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة منذ وقت مبكر في المدارس والمساجد والمجالس والحارات والأحياء، حيث تتميز هذه الفعاليات بالروحانية والتنافس في حب نبي الرحمة والإنسانية والتناغم الشعبي والرسمي لإعطاء هذه المناسبة حقها من التبجيل والتعظيم.
وفي حين تزدان شوارع وأحياء وحارات العاصمة صنعاء بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، ابتهاجاً بمولد أعظم شخصية وقائد عرفته البشرية، يتواصل الحراك والتفاعل الرسمي والشعبي، ضمن خطة فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
ولتكون العاصمة في أبهى حللها وتكتمل الصورة البديعة والبهيجة للاحتفاء بهذه المناسبة، تتواصل الجهود بوتيرة عالية في أعمال الإنارة والنظافة والتحسين وتزيين وتشجير الحدائق والجزر الوسطية والشوارع والمجسمات الجمالية وتنظيم حركة المرور.
حيث دشنت حملات نظافة واسعة في مختلف مديريات الأمانة والمدارس بمشاركة الطلاب والمواطنين، وكذا رفع المظاهر العشوائية وتنظيم الشوارع، لإبراز المظهر الجمالي والحضاري للعاصمة.
فيما تواصل 19 فرقة ميدانية لتنفيذ مشاريع وأعمال الصيانة وإعادة تأهيل وتحسين الأرصفة والجزر الوسطية في مختلف الشوارع الرئيسية والفرعية بأمانة العاصمة، ضمن الاستعدادات لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف وأحياء الفعالية الكبرى للمناسبة.
وأوضح أمين العاصمة حمود عباد لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن احتفالات اليمنيين بذكرى المولد النبوي من كل عام، يلفت أنظار العالم ويبهرهم بمستوى الحفاوة والاهتمام بإحياء هذه المناسبة على نطاق واسع لا يوجد له نظير في العالم العربي والإسلامي.
وأشار إلى تسابق اليمنيين في الإعداد والتهيئة لإحياء مولد الرسول الأعظم، منذ بداية شهر صفر، ويعدون العدة وكل ما يمكنهم القيام به من أجل إعطاء هذه المناسبة حقها من التعظيم والتبجيل كونها ترتبط بسيد البشرية وقائدها وقدوتها.
وأكد عباد، أهمية أن تتوج هذه الحفاوة والاستعداد الكبير بالاحتشاد والخروج المشرف في الفعالية المركزية التي ستشهدها أمانة العاصمة في الثاني عشر من ربيع الأول 1444هـ.
وأعرب أمين العاصمة، عن ثقته بحرص كافة أبناء أمانة العاصمة على المشاركة والحضور المشرف في ضيافة النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
بدوره أشار وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، إلى أن الشعب اليمني يحتفل بهذه المناسبة، حبا واعتزازا وتقديرا وتوقيرا لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وتجديد التأكيد على الولاء والعهد لله ولرسوله ولإعلام الهدى من أمر الله بتوليهم.
وأكد على أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة وإبراز مظاهر البهجة والفرح بمولده الشريف، من خلال تزيين الشوارع والأحياء لإظهار العاصمة بحله بهيجة تليق بعظمة ومكانة الرسول الأعظم.
وذكر المداني، بأن المظاهر الفرائحية بذكرى مولد سيد البشرية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم، تمثل رسالة لأعداء الأمة بمكانة الرسول الكريم في قلوب اليمنيين.
ودعا للخروج الكبير في ذكر المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الأول للتأكيد على عظمة ومكانة رسول الهدى.
وأكد أن مظاهر الاستعداد لإحياء هذه المناسبة، تعكس حب ومكانة صاحبها في قلوب اليمنيين.. داعيا للاحتشاد الكبير والمشرف في الفعالية المركزية، لإيصال رسالة قوية للعالم أجمع بتمسك وارتباط أهل اليمن بالرسول والاقتداء بسيرته والمضي على نهجه القويم.
ولفت المداني إلى أن أمانة العاصمة تشهد حركاً وتفاعلاً رسمياً ومجتمعياً غير مسبوقاً للاحتفال بهذه المناسبة بما يليق بعظمة الرسول الأعظم في قلوب اليمنيين.