عندما نتحدث عن ثورة الـ 21 من سبتمير فأننا لا نتحدث عن ردة فعل عاديه كانت استجابة لفعل ما كما حدث في عدد من الدول العربيه خلال الربيع العربي كمصر و تونس او تنفيذاً لمخطط خارجي استغل معاناة الشعوب او قلة الوعي لديها كما حدث في سوريا و ليبيا
ولكننا عندما نتحدث عن ثورة الـ 21 من سبتمبر نتحدث عن نموذج ثوري حضاري راقي قل نظيره في هذا الزمن تمتلك مقومات الثورة الحقيقية و الساميه
فهي ظاهرة شعبيه جماهيريه سياسيه لها رؤيتها الواضحه و لديها اهدافها المحددة و تمتلك قرارها الذي تعبر عنه قيادتها المخلصه و الصادقه التي تراعي مصالح شعبها و تسعى لتحقيق اماله و تطلعاته و لا توجد مثل هذه الصفات الا في تلك القيادة التي تولد من رحم المعاناه و تبرز من اوساط الشعب.
فقد امتلكت ثورة الـ 21 من سبتمبر مقومات الثورة الصحيحه و السليمة التي من خلال توفرها او اغلبها نستطيع ان نطلق مصطلح الثورة عليها اما غياب هذه المقومات او غياب اغلبها في اي فعل جماهيري فلا يمكن ان يوصف بالثورة و اهم هذه المقومات هي :
1- القيادة الصادقه : لقد حظيت ثورة الـ 21 من سبتمبر بقيادة ثورية صادقة و مخلصة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي يحفظه الله الذي تولى قيادة المسيرة القرآنية في مرحله مبكرة من العمر مروراً بحروب صعدة الست و ما تلاها من حروب ثانوية و ازمات مفتعلة و ممارسات و مضايقات لكل من ينتمي الي هذه المسيرة و لم يكن توليه لقيادتها وفق معايير بشرية وضعية و لكنها كانت وفق معايير ربانية ثابتة لا تتغير و لا تتبدل
و اختصه الله سبحانه وتعالى دون غيره بصفات و مؤهلات ربانية تؤهله لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة و العظيمة وكما انه عاش في بيئة ريفية بسيطه جعلته اقرب الي الفئات الاكثر فقراً و معاناة من الظلم و الاضطهاد و استشعاراً للمسؤولية لرفع الظلم عن الناس و حياته العلمية التي عاشها في كنف والده العالم الرباني السيد بدرالدين بن امير الحوثي سلام الله عليه الذي غرس فيه المبادئ الايمانية العظيمة و كذالك تتلمذه على يد اخيه الشهيد القائد رضوان الله عليه كل تلك العوامل اسهمت في تكوين شخصية هذا القائد الحكيم و الصادق و المخلص الذي يعيش معاناة شعبه و امته و يعبر عن الامهم و يسعى للتخفيف عنهم و العمل على بنائهم بناءً يجعلهم قادرين على النهوض بامتهم و شعوبهم فلم يعش في بروج عاجيه كبقية النخب السياسية بعيدة عن الشعب لتأتي افكارها و توجهاتها بعيداً عن ما تتطلع اليه الشعوب
و وجود قيادة لثورة الـ 21 من سبتمبر ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي يحفظه الله منحها عامل قوة جعلها تسير بثبات و اتزان لتحرز النصر المؤزر
2- الوعي : ان الوعي هو الاساس المتين و القاعده الصلبه التي من خلالها تتمكن الشعوب من السير بخطى ثابته و راسخه في ثوراتها لتحقيق اهدافها و تطلعاتها و كما ان الوعي يكسب الثورة حصانة من محاولات الاختراق وذالك بمحاولة الاطراف الاخرى ركوب موجة الثورة لحرفها عن مسارها الصحيح.
و الوعي الحقيقي هو الوعي الذي ينبع من حضارة و ثقافة و تاريخ الشعوب و الامم حتى وان شابتة الشوائب و يوجد الوعي لدى عندما تُحيا ثقافاتها و تعود حضاراتها و يجدد تاريخها و كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر هي مرحله من مراحل الثورة الحضاريه و الثقافيه الكبرى التي اشعل شرارتها الاولى الشهيد القائد رضوان الله عليه عندما اطلق شعار الصرخه و قدم الرؤية النظرية و العملية التي من خلالها تستطيع الامة ان تقدم رسالتها السامية ليس لانقاذ نفسها فقط و لكن لانقاذ البشريه من الظلم و الاضطهاد و ذالك بعودتها الصادقه الي القران الكريم و حملها للثقافة القرانيه ولتكون قادرة على حمل المسؤوليه المناطة بها و على مواجهة الصعاب و التحديات و لتكون جديرة بعون الله سبحانه وتعالى و تحظى بنصرة و تأييده لها فانطلقت ثورة الـ 21 من سبتمبر انطلاقه واعيه حقيقة ترجو العون و التأييد الالهي فلم تنتظر اعلانات او بيانات التأييد من الخارج او العون و المساندة من الدول الاجنبية و لم تتوسل حقوقها من اروقة السفارات الاجنبية.
و هذا الوعي جعلها تتقدم بخطى ثابته و مدروسه و قد تميزت بسابقة لما تحدث قط في تاريخ الثورات من قبل بانها ان صحت العبارة او ثورة مزمنه اي ذات جدول زمني تسلسلت فيه الاحداث الثورية و تطور فيه الفعل الثوري من مرحله الي اخرى و هو الامر الذي جعل خصومها في حالة تخبط و تيهان كبير فلم يكونوا يتوقعون النتائج الامر الذي جعلهم يتصرفون تصرفات لا عقلانيه في محاولة منهم لخماد الثورة او لحرفها عن مسارها و لانها كما اسلفنا ثورة واعيه و ذات خطوات مدروسه استطاعت قيادة الثورة من مواجهة مثل هذه التصرفات بما يناسبها من ردود الافعال و كانت من الاسباب الرئيسية في سرعة الحسم الثوري.
3- المشروع : ان امتلاك ثورة الـ 21 من سبتمبر مشروعاً انسانياً عظيماً نابع من روح القرآن الكريم يقوم على اساس العدل و المساواة و مواجهة الظلم و الاضطهاد و ينطلق من مبدأ الحرية والكرامة الإنسانية و يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها و يرفض كل انواع التدخلات في حقوق الشعوب و الامم و تدعوا كل الشعوب المقهورة و المظلومة الي التحرك الجاد للتحرر من كل انواع الاضطهاد و التبعية و الي بناء اوطانها لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تقف في طريقها.
و اممية و عالمية هذا المشروع جعل ثورة الـ 21 من سبتمبر تتجاوز كل الاطر الضيقه سواءً كانت مذهبية او طائفية او حزبية او فئوية او مناطقية و ليس ذالك فحسب بل تجاوزت كافة الحدود السياسية و الجغرافيا لتصبح نموذجاً ناجحاً للثورات الحقيقية يبعث الامل و التفاؤل في نفوس كل الاحرار في العالم في ان بمقدور الشعوب ان تنتزع حقها في تقرير مصيرها و ان تتخلص من الهيمنة الأمريكية و الاسرائيلية و ان ترفض كل اشكال التبعية و الاستعمار.
4- تحقيق الوحدة الوطنية : لقد قدمت ثورة الـ 21 من سبتمبر نموذجاً راقياً في معنى الوحدة الوطنية فقد شاركت فيها كافة اطياف المجتمع و مكوناته السياسية و الاجتماعية سواءً على المستوى التنظيمي او الشخصي و لم تقتصر او تختزل في مكون واحد او طرف سياسي معين بالعكس تماماً فقد شارك كل احرار اليمن باختلاف مذاهبهم و مشاربهم و تحركوا لتحقيق اهداف الثورة التي تمثل اهداف الشعب اليمني اجمع و تحقق طلاعاته و اماله و هو الامر الذي ازعج القوى الخارجيه التي كانت تسعى الي تمزيق اليمن و بث روح التفرقه بين ابناء شعبه.
و لم تسعى ثورة الـ 21 من سبتمبر الي اقصاء الاخرين بالعكس فبعد تحقيق الحسم الثوري عشية يوم الـ 21 من سبتمبر 2014 م اتجهت القوى الثورية و الوطنية الي توقيع اتفاق السلم و الشراكه فلم تأتي للانتقام من احد او تصفية حسابات مع اي طرف بالعكس فتحت المجال للجميع دون استثناء لتحمل المسؤولية الوطنيه في قيادة البلد و سعت الي تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة المكونات السياسيه و التي افشلتها و افشلت حوار موفنبيك هي التدخلات الخارجيه و التي تمخضت في اخر صوره من صورها بشن العدوان و اعلان الحرب على اليمن في 26 من مارس 2015 م لتنتقل الثورة الي مرحله جديدة من مراحلها و هي مرحلة الكفاح المسلح و بمشيئة الله ستنتسصر فيها كما انتصر في المراحل السابقه.
- وكيل محافظة شبوة