وكالات:
التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، في مدينة نيويورك الأمريكية، أمس الاثنين.
وهنأ وانغ كيسنجر بعيد ميلاده الـ100 في شهر مايو/ أيار المقبل، واصفا إياه بأنه صديق قديم وحميم للشعب الصيني، قدم إسهامات تاريخية في إقامة وتطوير العلاقات الصينية الأمريكية، وفقا لصحيفة “تشاينا ديلي” الصينية.
وأكد وانغ أن الجانب الصيني يقدّر حقيقة أن كيسنجر كان دائما صديقا للصين ولديه ثقة في العلاقات الصينية الأمريكية.
وأعرب وزير الخارجية الصيني عن أمله في أن يواصل هنري كيسنجر لعب دور فريد وهام، وأن يساعد العلاقات الثنائية بين الصين وأمريكا على العودة إلى مسارها في أقرب وقت ممكن.
وقال وانغ إن “هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لزيارة الرئيس الأمريكي الراحل، ريتشارد نيكسون، للصين وإصدار بيان شنغهاي”، مضيفا أنه “يتعين على الصين وأمريكا تلخيص التجربة المفيدة لخمسين عاما من التبادلات”.
وشدد وانغ على أن “سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة حافظت على الاستمرارية والاستقرار، وأشار إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، طرح المبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بين الصين والولايات المتحدة”.
وأكد وانغ “أنها ليست فقط تراكم 50 عاما من الخبرة في العلاقات الثنائية، ولكن أيضا المبادئ الأساسية التي ينبغي اتباعها بشكل مشترك في الخطوة التالية من التنمية”، مضيفا أن “ما فعلته أمريكا يتعارض مع الالتزامات”.
وتابع وانغ يي أنه “من منطلق تصور خاطئ للصين، تصر واشنطن على اعتبار بكين منافستها الرئيسية وتحديا طويل الأمد، بل إن بعض الناس وصفوا نجاح التبادلات الصينية الأمريكية بالفشل، وهذا لا يقدم احتراما للتاريخ ولا لأنفسهم”.
ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أن هنري كيسنجر حذر ذات مرة من أن العلاقات الصينية الأمريكية هي بالفعل في “سفوح الحرب الباردة”.
كما أشار وانغ يي إلى أن “الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سبق له وأن تعهد بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة مع الصين، ولا تهدف إلى تغيير نظام الصين، وأن تنشيط تحالفها لا يستهدف الصين، وأن الولايات المتحدة لا تدعم “استقلال تايوان”، وليس لديها نية للسعي إلى صراع مع الصين”.
حذر وانغ من أن “اندلاع “حرب باردة جديدة” بين الصين وأمريكا سيكون كارثة ليس فقط للدولتين، ولكن أيضا للعالم بأسره، مضيفا أنه يتعين على الجانب الأمريكي العودة إلى موقف عقلاني وعملي، والعودة إلى المسار الصحيح للبيانات المشتركة الثلاثة الصينية الأمريكية، والحفاظ على الأساس السياسي للعلاقات الثنائية”.
وشدد وانغ على أن الأولوية القصوى الآن هي إدارة مسألة تايوان بشكل صحيح، وبقدر من الحكمة، لكيلا يكون لها تأثير تخريبي على العلاقات الصينية الأمريكية.
وأكد أن “زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، والمداولات حول “قانون سياسة تايوان لعام 2022″ في مجلس الشيوخ الأمريكي، والتصريحات حول دعم الدفاع التايواني، كلها تشكل تحديا جديا للبيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة”.
وأضاف وانغ أن “الصين ترغب في تحقيق إعادة التوحيد السلمي، وهو ما سيبذل الشعب الصيني قصارى جهده لتحقيقه”، مضيفا أنه “يجب الإشارة إلى أنه كلما زاد تفشي مصطلح “استقلال تايوان”، قل احتمال الحل السلمي لتايوان”.
وتابع وانغ أن المثل الصيني القديم “من الأفضل أن تفقد ألف جندي من شبر واحد من الأرض” يصف بشكل أفضل تصميم الشعب الصيني وإصراره.
وواصل وانغ إنه “في حالة انتهاك قانون مناهضة الانفصال، ستتخذ الصين إجراءات حازمة وفقا للقانون لحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها، مؤكدا أنه من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون جادة، والعودة إلى المعنى الأصلي لـ”صين واحدة”، ومعارضة وكبح بوضوح “استقلال تايوان”.
من ناحيته، استذكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، خلال لقائه وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أمس الاثنين، تاريخ التوصل إلى بيان شنغهاي مع القادة الصينيين آنذاك، وقال إن الأهمية القصوى لمسألة تايوان بالنسبة للصين يجب أن تكون مفهومة بالكامل.