ربطت دراسات سابقة بين الأكل في وقت متأخر من الليل واحتمالية الإصابة بأمراض، مثل اضطرابات النوم والتلبك المعوي والحرقة، وأظهرت دراسة حديثة أن لوقت تناول الطعام تأثيرا على الصحة النفسية للإنسان أيضا، ويمكن أن تكون للاستغناء عن الطعام ليلا وتناوله أثناء النهار فقط آثار إيجابية على الصحة النفسية للإنسان، فكيف ذلك؟
هذا ما أظهرته دراسة حديثة أجراها مستشفى “بريغهام آند وومنس” في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية ونقلها موقع “دويتشه فيله” (Deutsche Welle)، إذ توصل الباحثون من خلال الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يأكلون في الليل سجلوا نسبا أعلى للاكتئاب والقلق مقارنة بالأشخاص الذين اكتفوا بالأكل نهارا.
وفي دراسة نشرت نتائجها في المجلة العلمية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم The Proceedings of The National Academy of Sciences (PNAS) ونقلها دويتشه فيله عن شبكة التحرير الصحفي بألمانيا “آر إن دي” (RND) أخضع باحثون 19 متطوعة ومتطوعا لنوبات عمل ليلية تجريبية على مدار 14 يوما.
النوم بعد 12 ساعة
بعد فترة لم يسمح للمتطوعين بالنوم إلا بعد 12 ساعة من المعتاد، وتم تقسيم المشاركين في الدراسة -وهم 12 رجلا و7 نساء- إلى مجموعتين تناولتا نفس الكمية من الطعام: المجموعة الأولى سمح لها بتناول الطعام ليلا ونهارا، والمجموعة الثانية سمح لها بتناوله خلال النهار فقط.
قدم المشاركون في الدراسة معلومات مفصلة عن حالتهم الصحية بشكل يومي، وقد وجد الباحثون أنه على مدار التجربة كانت لدى أولئك الذين تناولوا الطعام في الليل نسب أعلى بـ26% من علامات الاكتئاب و16% من علامات القلق، في حين لم تطرأ تغييرات على الصحة النفسية لدى المجموعة التي تناولت وجبات طعام خلال النهار فقط.
نوبات عمل ليلية
في ألمانيا وحدها ووفق مسح لـ”ستاتيستا” (Statista) -وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين- عمل 14.7% من الموظفين في نوبات عمل ليلية في عام 2021، كما يضطر العديد منهم -مثل الممرضات أو رجال الإنقاذ- للعمل في نوبات ليلية بشكل مستمر.
ويسعى الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات المماثلة للكشف عن تأثير عاداتنا الغذائية.
يذكر أن دراسات سابقة أشارت أيضا إلى أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يؤثر سلبا على الجسم.