صدرت حديثا عن الدار العربية للعلوم/ ناشرون، رواية «ربيعٌ لم يُزهر» للكاتبة نجمة خليل حبيب. الرواية شهادة على معاناة الإنسان الفلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية، وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي؛ فتعيد إلى الذاكرة مشاهد من القتل المجاني الذي استشرى في مخيمات الفلسطينيين، بما فيها أحداث مخيمات ضبية وصبرا وشاتيلا وحصار العاصمة بيروت، وانقسامها إلى مناطق نفوذ، احتلتها مجموعات متقاتلة وعاثت بسكانها قتلاً وتدميراً، وقد اتخذت من بعض الشعارات «الوطنية» مبرراً لأفعالها.
من هنا يمكن فهم نزوع التصوير الروائي إلى تشخيص التشرد الفلسطيني عبر قيم أسلوبية تستنفر لها الروائية عدةَ الوصف الدرامي المفعم قتامة، حيث تتسرب الظلال إلى تجاويف الشخصيات الروائية، عاكسة الخراب الوجودي للذات الذي لا يُنتشل من السياق النصي إلا بقدر الخروج من المناطق المعتمة.
ولذلك تحضر في الرواية يوميات المهجّرين إلى بيروت وتعاونهم على تخطي تلك المرحلة الصعبة، ما يؤشر إلى وجود بداية ارتباط جديد بالحياة. وإذا كانت الرواية تتخذ من الحرب الأهلية خلفية لها، إلا أنها حاولت تثبيت دلالة اللحظة السعيدة فيها، من خلال إنجاب طفل لزوجين ظنا أنهما لن يرزقا بعدما تجاوزا مرحلة الشباب، فتأتي بشارة قدوم «ربيع» الطفل بمثابة البلسم لكل ما مرّا به من آلام. جاءت الرواية في 168 صفحة من القطع المتوسط.