حاورته/ نسيبة حاميم:
قال الكاتب والمفكر اليمني ونقيب الصحفيين الاسبق، عبد الباري طاهر، إن مسألة جبر الضرر والاعتراف بالخطأ والتسامح تصبح غير مهمة بقدر أهمية التصالح على المستوى الاقليمي والدولي؛ هذا بالنسبة للحالة اليمنية .
وأوضح في هذا الحوار الذي أجرته “الوحدة نيوز،”أن الاعتراف بالخطأ هو الخطوة الاولى لتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية..فإلى نص الحوار:
-لو افترضنا قولاً ان في الوقت الراهن ، الحل للخروج من الأوضاع بالمصالحة اذن ما يسبق ذلك هو مرحلة جبر الضرر ما رأيك بذلك و من هي الفئات الاكثر تضرر وماهي سبل جبر الضرر .
-المصالحة او العدالة الانتقالية تقوم على اساس اولي وهو ، الاعتراف بالخطأ ، اي لابد ان يتم اولاً الاعتراف بالخطأ ليستتبعه جبر الضرر ، فالخطوة الاولى كما نقول هي الاعتراف بالخطأ ،ثم المنافشة الصريحة حول الاضرار التي لحقت بكل الاطراف ، فكل الأطراف نتيجة للحروب لابد ان تلحق بها من المشاكل والخراب والاضرار ما يوازي مدة الحرب ولا يمكن ان يتضرر طرف دون آخر ، وهنا يأتي ايضًا جوابي الآخر حول التساؤل فكما ان جميع الاطراف متضررة فكل الفئات سيكون ضررها نتيجة حتمية ولا يمكن تحديد نسبة التفاوت في الضرر .
ايضًا ، ما يستتبع مرحلة جبر الضرر هو التسامح والتنازل من كل الاطراف المتصارعة .
يقوى اساس التصالح الوطني والمجتمعي على اساس هذا الركنين .
وكما اود ان اشير انه لا يتحتم عند المصالحة دفع طرف من الاطراف شئ .
وعلى ضوء كل تلك الاسس تتم المصالحة الوطنية المجتمعية وهذا ما يسمى بالعدالة المجتمعية .
-هل يمكن تحقيقهُ بشكل عملي ؟!
– للاسف الشديد اليمن غالبًا الجميع فيه يتهرب من المسؤولية وتكون المناكرة هي ردة فعل عادية ليتحاشو تحملها ، فالبنسبة لليمن الامور معقدة وفكرة التصالح ايضًا ، لانها حرب لها عدد من الاطراف ، وهي كما نعرف ليست فقط اطراف اهلية ، بل هناك الاطراف الاقليمية والدولية ، اطراف داخلية عديدة واقليمية عديدة ودولية عديدة .
وهنا تتشابك الخطوط ، وخطورتها في اليمن ان الطرف الداخلي اصبح الطرف الأضعف بينما الأطراف الإقليمية والدولية هي الاقوى وهي العائق لان مصلحته تكمن في الحرب والسلام ليس مبتغاها ولا احد اهدافها .
لكن نعود للقول اذا تحققت المصالحة في المستوى الاقليمي والدولي سيساعد ذلك كثيرًا على حل الازمة والصراع داخليًا .
ولذلك هذه المسائل مسألة جبر الضرر مسألة الاعتراف بالخطأ مسألة التسامح تصبح مسائل غير مهمة بقدر اهمية التصالح على المستوى الاقليمي والدولي هذا بالنسبة للحالة اليمنية .
– هل هذا مؤشر لاستحالة ركود الاوضاع والوصول للسلام اذا كانت ترتبط المصالحة بالمصالحة الاقليمية الدولية وهي بدورها منفعتها لاتككمن بالسلام ؟
-الحالة اليمنية كما قلت حالة معقدة جدًا ، ولكن ثمة نماذج تطفو على سطح الحرب راغبة بالسلام ، وندعو الله ان يتم ، سيحصل في اليمن وباقي المحافظات ما يشبه العدوى ، ويمكن بذلك يتم تجزئة للحل، واذا تم ذلك بتعز ستكون بادرة ومؤشر طيب .