حجة/الوحدة نيوز/ سامح العميسي:
“تسليم محمد” بعد الفجر…الشمس تطلع في كل يوم جديد ولكن تجديد لذلك الجحيم هو أشد اللحظات قسوة، هي تلك اللحظة التي تتكثف فيها التعاسة والعذاب.
تستيقظ تسليم صباح كل يوماً على صوت والديها وزقزقت العصافير حول البيت، مصحوبة ب “هم” كمية التعب والارهاق في رحلة شاقة لجلب ما تحتاجه اسرتها من الماء.
تذهب الطفلة تسليم التي تبلغ 13عاماً، برفقة العشرات من فتيات القرية حاملات معهن أوعية بلاستيكية لحفظ المياه، وتسافر ساعتين حتى تصل إلى مكان يوجد فيه بئر لكي تملئ الأوعية التي تتسع لـ 10 لتر من الماء.
إذا أصبح سكان قرى مديرية كحلان الشرف بحجة يعتمدون على مياه السدود التي أنشأوها وعليها يعتمدون، لكن شح الأمطار يترك سدودهم تواجه الجفاف، ومع هذا العام تأخر المطر لذلك جفت تلك الحواجز المائية.
تفيد وهناك ستضيع وسط عدد كبير من الدباب البلاستيكية حيث يقف الأطفال ومن حولهم دوابهم في انتظار الحصول على المياه تحت وهج الشمس الحارق حتى يملئون أوعيتهم.
وتشكو من ثقل دبة الماء التي تتحملها فوق رأسها ساعات كثيرة، حتى أنها أصبحت تعاني من صداع مستمر وألم في ظهرها، وليس لديها أخت أخرى تساعدها في نقل الماء سوى والديها الذين لا يستطيعون حمل الأشياء الثقيلة في الأماكن الجبلية الوعرة التي يجب عليهم أن يقطوعها.
تهميش حكومي
يقول أبو الطفلة تسليم أملنا في أن تكون هناك لفتة انسانية من منظمات دولية وانسانية لحفر بئر ارتوازية تخصص للشرب، حيث إن بعض القرى من حولنا لديهم مضخة مياه جوفية، نحنُ ليس لدينا الامكانيات لبناء مشروع المياه، والدولة بعيده عن المشروعات التنمية في الارياف.
تبدو على وجوههم توشح بالمعاناة في كل تفاصيلها، بل تبدو على ملامحهم أنهم تعودوا على تلك المعاناة بصورة تثير الدهشة والإعجاب، وتقرأ على وجوه البسطاء تلك القدرة لتحمل الصبر والصعوبات اليومية، خاصة في أيام الجفاف.