النظام السعودي يعيد تدوير نفاياته من المرتزقة وتجميع شتاتهم في محاولة يائسة لإخراج نفسه من المسئولية الأخلاقية والجنائية والتملص من مسؤوليته عما حصل في اليمن جراء العدوان الهمجي الذي شنه على بلادنا دون أي مبرر شرعي أو قانوني أو أخلاقي أو من أي نوع كان .
النظام السعودي بهذه الخطوة يريد أولا تصوير ما يجري في اليمن على أنه حرب أهلية يمنية أو أن الأزمة بين الأحزاب اليمنية وهو يدفع المليارات سواء للأمم المتحدة أو للدول الكبرى أو الصغرى أو حتى للمرتزقة الذين زج بهم في هذا العدوان لإبعاد نفسه من تبعاته لذلك تجد الترويج الكبير والهائل من قبل هذا النظام لتزييف الواقع وتضليل الرأي العام العالمي .
بالتأكيد أن هذه المحاولة الأخيرة لم ولن تنفع لانها عبارة عن مسرحية جديدة لكنها هزيلة وباخراج أكثر غباء لان شعبنا اليمني لن يقبل بها ويعرف تماما انها كذلك محاولة للالتفاف على مبادرات السلام وان مجلس النفايات هذا الذي يتم تدويره سيذهب إلى سلة القمامة إلى حيث ذهب هادي وعلى محسن وغيرهما .. ولعل الجميع يعرف أن النظام السعودي في بداية العدوان كان يتشدق بأنه سيعيد هادي لكنه وبعد ثمان سنوات هو من تخلص منه ولم يتمكن من إعادته كما لن يتمكن من إعادة هؤلاء الثمانية الذين تم تجميعهم من مقالب القمامات والنفايات لان هذا فعلا هو مصير كل من يبيع نفسه وبلده من أجل حفنة من المال المدنس..
نقطة اخيرة .. محاولة النظام السعودي إظهار نفسه على أنه إنساني بإطلاق مجموعة من السجناء الذين تم اخراجهم من السجون وتصويرهم على انهم أسرى حرب تدخل في نفس الإطار من التخبط ولن ينفع هذا النظام سوى الرضوخ للأمر الواقع والاعتراف بمسئوليته الكاملة وان يعتذر للشعب اليمني ويوقف عدوانه ويرفع الحصار ويدخل في مفاوضات مباشرة مع اليمنيين كما أن عليه أن لا يعتمد على أولئك المرتزقة الذين ورطوه وأدخلوه في نفق مظلم وفي مستنقع صعب الخروج منه إلا بتنازلات واضحة وعليه ايضا ان يعرف ان اي مفاوضات قادمة لن تنجح إطلاقاً إلا إذا تم خلالها أولاً توصيف ما يجري في اليمن على أنه عدوان من قبل السعودية والإمارات على الشعب اليمني وأن الحرب الحالية ليست بين اليمنيين وثانياً وضع خارطة طريق لمفاوضات قادمة بين اليمن والسعودية والإمارات وتكون شاملة لمعالجة اَثار العدوان والاعتذار عنه ومعالجة كافة الملفات المتعلقة بهذا العدوان .
وبالطبع فإن على المجتمع الدولي أن يعلنها صراحة ويقول للنظام السعودي إن إطالة أمد الحرب سيكون في غير صالحه على اعتبار أن الحرب هي يمنية- سعودية فهؤلاء المرتزقة يقاتلون باسم السعودية والإمارات سواء كانوا من اليمن أو من دول اخرى ويستلمون مرتباتهم وأسلحتهم منها للقتال بدلاً عنهما ولن ينفع المعتدين التخفي وراء حفنة من المرتزقة للخروج من تبعات مسئولية هذا العدوان والحصار على بلدنا وشعبنا أو التخفي وراء ستار إنسانية كاذبة بإطلاق سجناء ومختطفين على انهم أسرى ولن يفيد إعادة تدوير نفاياته من المرتزقة في مسرحية هزلية تدل على هزالة موقف النظام السعودي وتخبطه.
المقال التالي عملية إلعاد .. عملية الفأس