عبدالمجيد التركي
صدري يؤلمني..
الأطفال يقفون خلف ظهري
ويضعون عيونهم على الثقب الذي خلَّفته الرصاصة،
بعضهم يقف أمامي ويتلصّص فتلتقي عيونهم بداخلي.
قبل ثلاثين عاماً حدث اشتباكٌ في شارعنا،
كنتُ طفلاً يحمل حقيبته المدرسية
ويرى الدخان الأزرق وهو يخرج من فوهات البنادق ببطء كلقطات الإعادة..
لم أنبطح
كانت قامتي أقصر من مستوى إطلاق النار،
ولأنني نجوت كافأتني جدتي ووسمتني بجمرة كبيرة،
قالت إنها دواء للخوف والتبول اللا إرادي.
عاد القتلى ببنادقهم إلى ذلك الشارع…
الجديد في المشهد أنني كنت أقود سيارة بسرعة المسدس،
أباحوا كل أسرار البنادق،
أصبحتُ كبيراً فوق مستوى إطلاق النار،
أبطأت السيارة قليلاً،
طلقة في الخد أصابت أسناني الصناعية البيضاء جداً..
طلقة أخرى مرَقَت من فوق القلب
وفتحت ثقباً في الظهر يتلصص منه الأطفال
ويدخلون أصابعهم لمجرد الفضول..
الدمُ الباردُ ملأ ثوبي الأزرق..
السيارة توقفت،
أربعةٌ من موتى الثمانينيات وخامسهم إمام المسجد
يتحلَّقون حولي
وأنا أضع يدي على صدري المثقوب..
سمعتُ أحدهم يحدث صاحبه بالإنجليزية: the end..
إنها الكلمة التي كانت تظهر في نهاية مسلسل نقار الخشب.