وكالات:
بطرق مختلفة، تعمل حكومة الاحتلال، على ترغيب الإسرائيليين للإقامة في المستوطنات التي تلتهم الأراضي الفلسطينية، وذلك بالتوازي مع قيامها بتنفيذ خطط استيطانية جديدة، تشمل بناء آلاف الوحدات السكنية، وشق طرق وأنفاق لربط المستوطنات ببعضها البعض، وتحويل مناطق الضفة إلى كنتونات ومعازل.
وكان لافتا أن الأسبوعين الماضيين، شهدا الإعلان عن جملة من المشاريع الاستيطانية، وبدء سلطات الاحتلال بتنفيذ بعضها سواء في منطقة الأغوار أو في بلدات القدس المحتلة، بما فيها المنطقة القديمة من المدينة، التي تواجه عملية تهويد خطيرة، تشمل اقتحامات واحتفالات للمستوطنين، والمتوقع أن تزداد خلال الشهر المقبل.
آخر المشاريع الاستيطانية التي كشف عنها، كان مصادقة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة للاحتلال، على بناء 1200 وحدة سكنية في حي “كريات هيوفيل” المقام على أراضي قرية بيت مزميل المهجرة بالقدس.
ووفق ما كشفت تقارير عبرية، فإن مساحة المخطط الإجمالية تبلغ نحو 50 دونما، ويقع في الطرف الغربي من حي (كريات هيوفيل)، على مقربة من حي عين كارم، ومن المقرر أن تشمل الخطة بناء 1200 وحدة سكنية، في 12 مبنى جديدا مكونا من 7 إلى 22 طابقا، كما تقرر أن يخصص من إجمالي الوحدات السكنية حوالي 240 وحدة للشقق الصغيرة.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الوحدات السكنية، تتضمن الخطة حوالي 2000 متر مربع لمناطق التوظيف، وحوالي 28 ألف متر مربع للمباني العامة التي سيتم بناؤها على واجهات المباني. وستستخدم المباني العامة لبناء معابد يهودية، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية، و11 روضة أطفال، بالإضافة إلى مبان للرعاية الاجتماعية والمجتمعية”.
وفي هذه الأوقات، تواصل آليات الاحتلال الإسرائيلي، تجريف أراضي المواطنين في بلدة بيت صفافا الواقعة إلى الجنوب من مدينة القدس المحتلة، لإقامة حي استيطاني جديد، مكون من 2500 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس”، المعروفة بـ“تلة الطيار” المقامة على أراضي القرية.
ورغم أنه جرى خلال عملية التجريف اكتشاف منطقة أثرية في قمة البلدة، التي ستحولها بلدية الاحتلال إلى حي استيطاني، بعدما تم الاستيلاء على أراضيها بحجة أنها “أملاك غائبين”، إلا أن الاحتلال يواصل أعمال التجريف.
وتعمل سلطات الاحتلال من وراء هذه المخطط الاستيطاني الجديد، على محاصرة مدينة القدس المحتلة وتطويقها بالمستوطنات، وعزلها عن باقي مناطق الضفة.
ومن ضمن المشاريع الاستيطانية الجديدة، أيضا قيام بلدية الاحتلال في القدس، بإعداد مخطط لإقامة مشروع استيطاني على جزء من قرية المالحة المهجرة، في سياق الخارطة الهيكلية المسماة ”تاما 38″، حيث تم الكشف عن هذا المشروع من خلال الاعتراضات التي قدمها المستوطنون الذين استوطنوا القرية المهجرة، وسكنوا في منازل العائلات الفلسطينية التي تم تشريدها خلال النكبة عام 1948، حيث قدمت الاعتراضات إلى لجنة التنظيم والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال، وتشير الاعتراضات إلى أن المشروع قد يتسبب في هدم وتدمير العديد من المنازل القديمة، ومسجد المالحة التاريخي، ومنازل يعود إعمارها للقرن الماضي.
إلى ذلك، أشار المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إلى اجتماع لجنة التخطيط والبناء في القدس المحتلة برئاسة القائم بأعمال الرئيس شيرا تلمي باباي، والذي ناقش إيداع خطة بناء برج في القدس وفندق “أيقونيين” في مجمع إبستين على محور القطار الخفيف على أراضي قرية عين كارم المهجرة عام 1948.
وترافق ذلك مع إعلان سلطة الأراضي الإسرائيلية وبلدية القدس، عن مشروع جديد لبناء 9 أبراج استيطانية على أراضي قرية لفتا الفوقا مدخل مدينة القدس الشمالي الغربي، في وقت تجرى المداولات حول مصير القرية البدوية في الخان الأحمر، بعدما منحت المحكمة العليا الإسرائيلية ما يسمى “ممثل الدولة” مهلة 120 يوما لتوضيح أسباب عدم وفائها بالتزامها قبل 3 سنوات لإخلاء القرية وهدمها.
وجاء ذلك في وقت قام مستوطنون بتنفيذ عدة هجمات خلال الأيام الماضية، كان أبرزها ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة “شدموت ميخولا”، المقامة على أراضي الفلسطينيين في الأغوار الشمالية، فيما أقام مستوطنون غرفة من الخشب وألواح “الزينكو” في أراضي خربة الفارسية بالأغوار، في الوقت الذي تخطط فيه سلطات الاحتلال لدمج أربع مستوطنات ضمن تكتل استيطاني كبير في تلك المنطقة، مستغلة أعمال التوسعة التي تجري على قدم وساق لمستوطنات “شدموت ميخولا”، و”روتم”، و”جفعات ساليت”، و”مسكيوت” والتي تهدف إلى جعلها مستوطنات مترابطة جغرافياً، لتكون أول مدينة استيطانية يقيمها الاحتلال في الأغوار الفلسطينية.
أما في محافظة بيت لحم، فقد أقام مستوطنون بؤرة استيطانية عشوائية جديدة في أراضي قرية بتير قرب المدينة، في وقت منعت قوات الاحتلال أصحاب أراض محاذية للبورة الاستيطانية من الوصول إلى أراضيهم هناك.
هذا وقد اعترض سكان الأرض الذي يركدون ملكيتهم لها، على قرار الاحتلال الذي يزعم أنها “أراضي دولة” بهدف مصادرتها، حيث تواجد حاليا في المكان عدد من المستوطنين إضافة إلى قطعان من الأغنام التي استقدموها للاستيلاء على الأرض، في وقت أخطرت فيه سلطات الاحتلال بوقف استصلاح أراض في قرية أرطاس، جنوب بيت لحم.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين، أدانت بأشد العبارات الاعتداءات التخريبية التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين في انحاء متفرقة من الضفة الغربية، وأكدت على ضرورة تفكيك نظام الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، ضد الشعب الفلسطيني.